اخبار مصر

” السندات الكربونية “.. ملاذا للمزارعين في تحسين معيشتهم وحماية للمواطنين من الانبعاثات الضارة

انهت الجهات المعنية على مدار الفترة الماضية، استعدادتها لإستضافة قمة المناخ “COP27” المُقرر عقدها خلال شهر نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ بحضور ممثلي دول العالم المختلفة. 

ومن هذه الاستعدادات؛ تصعيد المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بمحافظة الشرقية؛ 6 مشاريع ممثلة عن فئات المشروعات ” الكبيرة، المتوسطة، الصغيرة، الناشئة، الغير هادفة للربح، التنموية المتعلقة بالمرأة” حتى تتنافس هذه المشروعات مع مثيلاتها الفائزة من المحافظات الأخرى، وسيتم اختيار 18 مشروع على مستوى الجمهورية بمعدل 3 مشاريع لكل فئة.

 

يأتي ذلك في إطار الجهود الحالية لرئاسة واستضافة مصر لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، والجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في سياق تنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، وتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.

 

وتُلقي ” الوفد” الضوء في هذا التقرير عن المشروع الفائز في فئة المبادرات والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح، وهو مشروع “استحداث سندات الكربون من أجل التكيف مع تغيير المناخ في قطاع الزراعة” والمقدم من قبل مركز البصمة الكربونية التابع لجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة.

يقول الدكتور حلمى أبو العيش رئيس مجلس أمناء الجامعة، والمشرف على المشروع، إن هذا المشروع يُساهم بشكل علمي واقتصادي للفلاح والمواطن، وذلك من خلال دعم الفلاح ماديا عبر استثمار الشهادات والسندات الكربونية الناتجة من تقليل الانبعاثات الضارة من ثاني أكسيد الكربون عبر الزراعة التقليدية إلى العمل بالزراعة العضوية “الأورجانيك” الخالية من المبيدات والأسمدة الضارة، بالإضافة إلى توفير غذاء صحي للمواطن.

 

وأوضح أبو العيش في تصريحه لـ ” الوفد” أن مركز البصمة الكربونية التي تتراسه الدكتورة ثريا سعدة، ومشروعه “سندات الكربون” يستهدف تقليل نحو مليون و500 ألف طن ابتعاث كربوني ضارة سنويا، عن طريق تعميم الزراعات العضوية في ربوع أراضي مصر المحروسة، والإكثار من زراعة الأشجار داخل وخارج الأراضي الزراعية، والتوسع من استخدام الطاقة المتجددة المستخلصة من الطاقة الشمسية.

 

وأشارت الدكتورة ثريا سعده مدير مركز البصمة الكربونية التابع لجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، إلى أن المشروع يعد نقله علمية وحضارية سيشهدها القطاع الزراعي وهو أحد القطاعات المستهدفة في تحسين المناخ، والذي يشارك فيه حاليا قرابة الـ 2000 مزارع تم دعمهم علميا وماديا من خلال المركز صاحب المشروع.

 

وتابعت سعده لـ “الوفد”: مشروع السندات الكربونية يعمل على توجيه المزارع للإنتقال من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية، وذلك بالتوقف عن استخدام المبيدات والإكثار من استخدام الأسمدة العضوية “الكمبوست” ومنع إستخدام الديزل “السولار” في الري، والتوجه إلى استخدام الطاقة المتجددة والتي يتم استخلصها من أشعة الشمس، وتشجيع المزارعين على زراعة الأشجار داخل وخارج المساحات الزراعية، وتحويل المخلفات الزراعية والحيوانية إلى سماد عضوي “الكمبوست”.

 

والكمبوست “Composting” هو سماد نظيف غير ضار بالبيئة، وليس له ضرر

على الإنسان أو الحيوان أو التربة، ويمكن الحصول عليه من تخمير البقايا النباتية كـ “التبن والحطب والعروش والسوق والأوراق وغيرها”، بتأثير خليط من الميكروبات المنتشرة في كل مكان والتي تلائمها ظروف خاصة لابد من توافرها، والكمبوست يحفز نمو المحاصيل عن طريق تحسين خواص التربة، من خلال تجهيز النبات ببعض العناصر الغذائية المهمة التي يحتاج إليها خلال فترة حياته.

وذكرت مدير مركز البصمة الكربونية أو السندات الكربونية، أن المشروع يُساهم فى الحد من التغيرات المناخية، وتحسين الصحة العامة للمواطن، ولفتت إلى أن المركز يُدعم صغار وكبار المزارعين، عن طريق: امدادهم ماديا لزراعة الأشجار، وتركيب وحدات طاقة شمسية، والتدريب والتوعية والإرشاد، زالعمل وفق الزراعة التعاقدية من خلال شراء محاصيلهم العضوية ودعم تصديرها، والحصول على قيمة الشهادة والسندات الكربونية التي تعمل تحسين المستوى المادى المزراع.

 

ولفت الدكتور حلمى أبو العيش رئيس مجلس أمناء الجامعة، والمشرف على المشروع، إلى أن مشروع “السند الكربوني” الذي تم تطبيقه منذ 3 سنوات داخل مزراعهم بدأ بمنطقة “سيكم” بمركز بلبيس وانتشر في عدد من المحافظات؛ لافتا إلى أن خطة المركز الوصول خلال العامين القادمين باعداد المزارعين إلى 40 ألف مزارع مُشارك في المشروع.

 

وأفاد أبو العيش أن مشروع الزراعات العضوية يحتفظ بالابتعاثات الكربونية الناتجة من النبات داخل التربة أو داخل الجزور، فكل فدان واحد من هذه الزراعة يحتفظ داخل التربة من طن إلى 4 طن من ثانى أكسيد الكربون، منوها إلى أن الشهادات أو السندات الكربونية تعطي للمزارع سنويا 400 جنيه عن كل طن تم توفيره من الكربون الضار، وبالتالي يمنح السند الكربوني المزارع، للفدان قرابة 2500 جنيه سنويا، يتم احتسابه عن قياس نسب الكربون فى الفدان الواحد سنويا، وبذلك يساهم المشروع في تحقيق عائد كبير مما يحسن من مستواه المعيشى، ويوفر غذاء صحي صحية للمواطن.