مزارع أوكراني في مخزن للحبوب (أرشيف)
الإثنين 1 مايو 2023 / 16:09
وافق الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضية على إعفاء المحاصيل الأوكرانية من الرسوم الجمركية لمدة عام آخر، لكن صحيفة “وول ستريت جورنال” ترى في افتتاحيتها أن رغم أن الصفقة المبدئية جيدة للزراعة المدمرة في أوكرانيا، إلا أن المزيد من المشاكل يلوح في الأفق، مع استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعطيل الإمدادات الغذائية العالمية.
وتقول الصحيفة: إن “الاتحاد الأوروبي رفع الرسوم الجمركية في العام الماضي بعد استيلاء روسيا على مدن الموانئ الأوكرانية وبدأت حصار البحر الأسود، وذلك لتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البر، لكن المزارعين في العديد من دول أوروبا الشرقية منزعجون من خفض هذا التدفق لأسعار محاصيلهم”.
إجراءات أوروبية
وحظرت بولندا، والمجر، وسلوفاكيا وبلغاريا بعض صادرات المواد الغذائية الأوكرانية في أبريل(نيسان) الماضي، وأعربت رومانيا عن قلقها من تخفيف الرسوم الجمركية للاتحاد الأوروبي. وبموجب اتفاق يوم الجمعة، ستنتقل بعض المحاصيل الأوكرانية عبر هذه البلدان، ولكن دون بيعها فيها، كما سيقدم الاتحاد الأوروبي 110 ملايين دولار تعويضاً لمزارعيه، وفقاً لتقارير صحفية.
Ukraine calls on world to pressure Russia over grain deal! UA Navy says Russia refused to allow movement of 4 ships in Black Sea Grain Deal. As a result, 3 vessels, including the one destined for Ethiopia, were unable to leave the ports. https://t.co/zpAjfNuHf1 pic.twitter.com/FSB0M22KCx
— Ukrainian Grain Association (@UkrGrain) April 27, 2023
وتضيف الصحيفة “لا شك أن بوتين يشعر بسعادة غامرة لأن صادرات المواد الغذائية الأوكرانية أصبحت قضية سياسية محلية في أوروبا الشرقية، ومصدراً للتوتر الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، حيث سمحت روسيا ببعض الشحنات البحرية للمحاصيل الأوكرانية بموجب مبادرة الأمم المتحدة لحبوب البحر الأسود، لكنها تهدد الآن بالتراجع عن الاتفاق ما لم يخفف الغرب العقوبات ضدها”.
تعطيل الإمدادات
ويعلم بوتين كما توضح “وول ستريت جورنال” أن تعطيل الإمدادات الغذائية العالمية سيزيد سوءاً كلما استمرت الحرب،ففي في الأعوام الثلاثة قبل الحرب، شكلت أوكرانيا 15% من صادرات الذرة في العالم، و10% من صادرات القمح، كما قدر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي أن أوكرانيا تُغذي 400 مليون شخص حول العالم.
ولكن روسيا لا تزال تحتل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في أوكرانيا، حسب الصحيفة، حيث أصبحت “أكبر الأراضي الملغومة في العالم، متجاوزة بلداناً مثل أفغانستان، وفق ورقة جديدة لمركز أبحاث غلوبسيك بسلوفاكيا، وهو ما يؤكده رئيس المجلس الزراعي الأوكراني أندريه ديكون بقوله إن حوالي 50 ألف كيلومتراً مربعاً من الأراضي الزراعية غير صالحة للاستعمال الآن”.
Local growers held on to their crop in anticipation of higher prices following the war. A global downturn instead pushed prices down, leaving farmers facing lower revenue and struggling to empty their stockpiles before the season https://t.co/IhYAZNlPiU
— Ukrainian Grain Association (@UkrGrain) April 3, 2023
وأضافت الصحيفة “ألحقت روسيا أضراراً بنحو 8.7 مليارات دولار بالموارد الزراعية والأراضي الأوكرانية، بما فيها أكثر من 4.65 مليار ات دولار في الآلات المتضررة والمدمرة، وفق تقرير لكلية كييف للاقتصاد في أبريل(نيسان) الماضي، فضلاً عن التجنيد في الجيش ما أدى إلى نقص العمالة الزراعية”.
خطر المجاعة
وبين عامي الحصاد 2021 و2022، انخفض إنتاج الذرة في أوكرانيا 36%، والقمح 33%، وعباد الشمس 41%، وفق “غرونتيليجانس”، التي تتعقب الأسواق الزراعية. ويقول ميكولا سولسكي، وزير السياسة الزراعية والغذاء الأوكراني، إنه يتوقع انخفاضاً آخر بـين 10% و 15% في الذرة والقمح والحبوب الأخرى هذا العام.
ويقدر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 345 مليوناً يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن 43.3 مليوناً معرضون لخطر المجاعة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “كل هذا هو حجة للمزيد من الجهد لمساعدة أوكرانيا على النجاح في هجومها المضاد ضد روسيا في الربيع. ولكن مع استمرار الحرب، قد يتعين على العالم والإدارة الأمريكية بذل المزيد من الجهد لمنع موسكو من تعطيل الإمدادات الغذائية العالمية”.
