اخبار مصر

انهيار سد كاخوفكا.. خبراء: قد تكون أسوأ كارثة بيئية في أوكرانيا منذ تشيرنوبل

حذر خبراء من أن انهيار سد نوفا كاخوفكا الأوكراني قد يضع العالم أمام أسوأ كارثة بيئية في أوكرانيا منذ كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي عام 1986.

ودعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي بعد الانهيار الجزئي لسد كاخوفكا الذي يعد واحدا من أكبر السدود في العالم، وقال المدعي العام في أوكرانيا إنه يحقق في حالة محتملة من “الإبادة البيئية”، وفقا لصحيفة “جارديان” البريطانية.

وتبادلت كل من أوكرانيا وروسيا الاتهامات بتفجير السد عمدا، فيما تشير وسائل الإعلام الأخرى إلى أن بيانات الأقمار الصناعية تظهر أن الطريق عبر السد قد غمر بالفعل جزئيا في الأيام الأخيرة وأن مستويات المياه كانت عند مستوى قياسي.

في غضون ذلك، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الانفجار بأنه “كارثة بيئية”.

وكتبت وكالة الطاقة الدولية على حسابها عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” أن خبرائها في زابوريجيا، التي تبعد 160 كم عن السد، يراقبون الوضع عن كثب، وقالوا إنه “لا يوجد خطر فوري على السلامة النووية في المحطة” لأن خزانات التبريد ممتلئة بالفعل.

وتابعوا أنه قد يتغير هذا في المستقبل، إذا تم استنفاد الخزان خلف السد بشكل كبير، مما سيجعل من الصعب تجديد نظام التبريد وتشغيل مولدات الديزل.

وأفاد وزير البيئة الأوكراني السابق، أوستاب سيميراك بأن هذا هو أكبر تهديد يشكله انهيار السد حاليا، لكن قد تظهر مخاطر أخرى في الأيام والأسابيع المقبلة حيث تجتاح مياه الفيضانات المدن ومحطات الوقود والمزارع، وتصبح ملوثة بالكيماويات الزراعية والمنتجات النفطية ثم تتدفق إلى البحر الأسود.

وأضاف: “سيكون لهذا تأثير على رومانيا وجورجيا وتركيا وبلغاريا، مؤكدا “سيكون ضارا بكل المنطقة”.

وتابع سيميراك: “أعلنت حكومتنا أن هذه أكبر كارثة بيئية في أوروبا على مدى السنوات العشر الماضية، وأعتقد أنها قد تكون الأسوأ في أوكرانيا منذ حادث تشيرنوبل عام 1986”.

ووفقا لزيلينسكي، فإن غرفة التوربينات في محطة الطاقة الكهرومائية مغمورة بالفعل بالمياه وتم جرف 150 طنا من مواد التشحيم الصناعية.

كما قالت أولينا كرافتشينكو، مديرة منظمة قانون البيئة الأوكرانية (منظمة غير حكومية)، إن “الإبادة البيئية” تخاطر بـ “عواقب بيئية غير مسبوقة” على مناطق مصب نهر دنيبرو والنظم البيئية في المنطقة الساحلية للبحر الأسود.

وتابعت أن النهر سيتلوث بالحطام والمواد الكيميائية الخطرة، وربما يتم خفض إمدادات المياه أو قطعها في العديد من المدن، بما في ذلك خيرسون.

‏ورجحت كرافتشينكو أن يصبح الري مستحيل في مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مما يؤثر على المحاصيل، بالإضافة إلى احتمالية نفوق الأسماك والرخويات والأنواع المائية الأخرى.

كما تقول إن الألغام الأرضية سيتم نقلها وتغطيتها بالطمي، مما سيجعل من الصعب تحديد مكانها وتفكيكها.

ونوهت بأنه إذا كانت روسيا هي من دمرت السد، فسيكون ذلك كافيا لتهمة “الإبادة البيئية” بموجب المادة 441 من القانون الجنائي الأوكراني.

من جهته، قال دينيس تسوتساييف من منظمة السلام الأخضر في وسط وشرق أوروبا إن “تدمير السد الناجم عن الوجود العسكري الروسي يعرض مرة أخرى حياة الآلاف من المدنيين والطبيعة للخطر”.

وأضاف دينيس أن “هذه كارثة كبيرة للغاية، لكن من السابق لأوانه تقييم التأثير ومن الصعب مقارنتها بما حدث من قبل، حيث لا نعرف حتى الآن إلى أي درجة تضرر السد”.

ويري خبراء أن حجم الضرر سيعتمد على كمية المياه المنبعثة ومدى الضرر الذي لحق بالسد، وكلاهما لا يزال غير معروف.

ورأوا أنه على أقل تقدير، تم إجلاء آلاف الأشخاص، وغمرت المياه المتنزهات الوطنية، بينما في أسوأ السيناريوهات، قد يشكل الانهيار خطرا طويل الأمد على محطة
زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا، ويمكن أيضا أن ينشر السموم الزراعية والبتروكيماويات في البحر الأسود.