اخبار الإمارات

ناشيونال إنترست: حرب أوكرانيا “تهديد مباشر” لأوروبا وليس أمريكا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.(أب)

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.(أب)

الأحد 23 أبريل 2023 / 13:50

لا تزال تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة للصين تثير جدلاً في الإعلام ومؤسسات الفكر الأمريكية، وخصوصاً لجهة قوله إن بلاده لا ترى نفسها ملزمة بدعم الولايات المتحدة في حال حصول غزو صيني لتايوان.  

على مجلس النواب الأمريكي أن يؤكد بوضوح، أنه لن يدرس تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا قبل أن يتسلم كشف الحساب

ورأى نائب مدير مؤسسة “هيريتج فاوندياشن للأبحاث” جيمس جاي كارافانو والزميلة البارزة في “مركز تاتشر للحريات” في المؤسسة ذاتها فيكتوريا كاوتس في مقال بمجلة “ناشونال إنترست” إن هذا الكلام المحسوب يكشف عن مفهوم أناني وساخر، إذ إن ماكرون يتوقع أن تتحمل أمريكا حصة الأسد من أعباء الحرب في أوكرانيا، لكنه يشعر في الوقت نفسه أن فرنسا ليست ملزمة بدعم الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب في المحيط الهادئ.

 

واستعاد الكاتبان كلام ماكرون في البيت الأبيض في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما قال إنه يجب أن “نكون أخوة في السلاح” في ما يتعلق بأوكرانيا، لكن أمريكا يجب أن تذهب وحدها إلى الحرب مع الصين، معتبرين أن كلامه يجب أن يحمل واشنطن على مراجعة وضعها كدولة تقود التبرعات من أجل القضية الأوكرانية. وعلى الكونغرس أن يطلب من إدارة الرئيس جو بايدن أن تقدم كشف حساب كاملاً بما قدمته فرنسا ودول أوروبية أخرى لأوكرانيا في الأشهر الـ14 الأخيرة، كدول فرادى أو كأعضاء في الإتحاد الأوروبي. كما أن هذا الطلب يجب أن يغير في طبيعة الدعم. ويتعين أيضاً على مجلس النواب الأمريكي أن يؤكد بوضوح، أنه لن يدرس تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا قبل أن يتسلم كشف الحساب.  

تعريف الحرب

وأضاف الكاتبان أن بايدن وضع تعريفاً للحرب في أوكرانيا- وتحديداً في خطابه في فبراير(شباط) في وارسو- عندما وصفها بأنها صراع وجودي من أجل الديمقراطية تخوضه أمريكا بالإشتراك مع الحلفاء الأوروبيين. إن تعليقات ماكرون تجعل هذا التبرير يبدو كأنه مخادع. إن وجود تايوان مزدهرة وديموقراطية، فقط على مسافة 100 ميل من شواطئ الصين، يدحض الأكذوبة التي تكررها جمهورية الصين الشعبية عن أن الشعب الصيني لا يريد الديمقراطية لأنها غريبة عن تراثه. ومن الصعب أن نتصور تهديداً مباشراً للديمقراطية أخطر مما قد يشكله غزو تشنه جمهورية الصين الشعبية على ديمقراطية صينية ناجحة. ومع ذلك، فإنه في حالة تايوان، فإن ماكرون لا يجد حاجة إلى مساندة الصراع من أجل الديمقراطية، ولا إلتزاماً لمساعدة أخوة السلاح الأمريكيين الذين حرروا بلاده في الحرب العالمية الثانية.        

وكان لتعليقات ماكرون صدى سيئ حتى لدى المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي سارع إلى النأي بنفسه عنها. وقال شولتس إنه في حال نشوب نزاع، فإن برلين لن تخذل تايوان ولا الولايات المتحدة. وألقى على عاتق الصين عدم تصعيد التوترات حول الجزيرة.     

عبء غير مناسب

ولكن الكاتبين يريان أنه  على حلفائنا الأوروبيين أن يأخذوا علماً بانتهاء الأيام التي كانت فيها الولايات المتحدة تتحمل عبئاً غير متناسب من أجل أوكرانيا بينما من المتوقع أن تذهب وحدها لمواجهة الصين بسبب تايوان، وأن المطلوب أكثر من “الدعم المعنوي”. وبينما شركاء كثيرون في ما وصفه دونالد رامسفيلد مرة بـ”أوروبا الجديدة” يرقون إلى المستوى المطلوب ويساهمون بأكثر من حصتهم العادلة، فإن التدقيق في الحسابات سيجلي بوضوح ما قدمته فرنسا وألمانيا- أكبر اقتصادين في الإتحاد الأوروبي- وما لم تقدماه للدفاع عن الديمقراطية في قارتهم.   

إن الحد الأدنى في ما يتعلق بأوكرانيا، وأخذاً في الاعتبار التهديدات الكثيرة التي تواجهها الولايات المتحدة في أنحاء العالم، فإن واشنطن لا يمكنها أن تهتم بالأمن الأوروبي أكثر مما يفعله الأوروبيون، خصوصاً وأن زعماء في القارة على غرار إيمانويل ماكرون يفصحون علناً عن نيتهم التخلي عن أمريكا عندما تكون الولايات المتحدة في أمس الحاجة إليهم.     
إن أمريكا بحاجة إلى شركاء يتفهمون الضغوط الفريدة من نوعها التي تواجهها الولايات المتحدة، ويمكنهم رؤية الصورة بكاملها وأبعد مما يجري في حدائقهم الخلفية. وإذا كان ما تطلبه يفوق طاقاتهم، فإن هؤلاء الحلفاء يمكنهم أن يبدأوا في قيادة حرب تشكل تهديداً مباشراً لهم، أكثر بكثير مما تشكله على أمريكا.