اخبار الكويت

عبداللهيان يلتقي نصرالله والخطيب في بكركي والراعي لعقد قمة روحية

اشتد التصعيد الميداني في الجنوب قبل دخول الهدنة الإنسانية في غزة المؤجلة من أمس، حيز التنفيذ، فيما استأنف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان جولته على المسؤولين اللبنانيين بلقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال عبداللهيان: نحن موجودون في بيروت لإجراء مشاورات مع السلطات اللبنانية العليا للتشاور بخصوص كيفية تحقيق أمن الأقصى وحقوق الفلسطينيين. وتناول البحث آخر التطورات في غزة ولبنان، والاحتمالات القائمة والجهود المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي والمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية لفلسطين وغزة.

وسجل اتصال بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حثه على التزام الهدوء على الحدود مع لبنان وفي الضفة الغربية.

المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان استيقظ مجددا على مبادرته اللبنانية وقال في تصريحات صحافية انه سيعود «إلى بيروت قريبا، وانه غير مطمئن الى الوضع اللبناني، وان الحرب تطرق أبواب لبنان، ولا يوجد رئيس للجمهورية، كما ان المجلس النيابي لا يجتمع، لذلك من الضروري التخلي عن عقلية المنافسة وانتخاب رئيس، لذلك لا نعلم لمن نتوجه ومع من نتكلم في هذا البلد، وهناك أخطار قادمة وعلى اللبنانيين الاستيقاظ وسأذهب الى لبنان لإيصال هذه الرسالة».

وعلى الصعيد الداخلي، زار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب البطريرك بشارة الراعي في بكركي على رأس وفد يضم عددا من مشايخ المجلس. وقال الراعي خلال الاستقبال ان «الزيارة عزيزة على قلبنا وحرب غزة علمتنا بكل أسف أن العالم لا تعنيه حاجة الإنسان، ففقدت الحياة البشرية كل قيمتها وكرامتها وقدسيتها وهذا ضد كل تعاليمنا السماوية»، لافتا إلى أن «الحرب على غزة تجعلنا نفهم وندرك أن المقصود هو إطفاء القضية الفلسطينية والمطالبة بحقوقهم في دولة خاصة بهم ولكن هذه القضية لا تموت لأن الحق فوق كل شيء».

وتابع: «نتطلع إلى أن نشبك أيادينا معا ونواصل خدمتنا الروحية ونرى من الضروري جدا أن نعقد قمتنا الروحية لنوحد موقفنا، وهذا اللقاء يعطي ثقة لشعبنا الذي فقد ثقته بالجميع، ولا يرى أي آفاق جديدة».

بدوره، أكد الخطيب أن «ما يحصل في المنطقة يمس القيم الإنسانية التي تنتهك بأصرح ما يكون أمام العالم كله».

ورأى في أن القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» تكتفي بـ «تسجيل الاعتداءات الإسرائيلية من دون أي إجراء يتخذه مجلس الأمن»، مشددا على أن «من الضروري أن يكون اللبنانيون في موقف واحد أمام العالم لصون البلد في هذا الظرف، إذ لا ينبغي أن تكون الخلافات السياسية مجالا للأخذ والرد».

وأضاف: الجيش رمز الوطن ولا يجوز ان تكون المؤسسة بلا رأس ونحن مع الحل الذي يبقي على المؤسسة متماسكة.

وذكرت مصادر متابعة ان الشيخ الخطيب «اعتذر» للبطريرك الراعي عن الحملة التي استهدفته، من بعض مشايخ الشيعة، بسبب دعوته لفتح «الصواني» في الكنائس وجمع التبرعات لصالح القرى الجنوبية المسيحية، وأن ما صدر كلام غير مسؤول، كما طرح معه عقد قمة إسلامية – مسيحية وإصدار موقف جامع يندد بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة والجنوب، ويدعو لانتخاب رئيس للجمهورية.

وتعتقد المصادر عينها ان وزير خارجية إيران وراء الموقف الجامع المطلوب، وأن في جدول أعمال الشيخ الخطيب لقاء مع كل من مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى.

في هذه الأثناء، نعى «حزب الله» امس رسميا، عباس محمد رعد (سراج) نجل النائب محمد رعد، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، وابن شقيقة النائب أمين شري ورفاقه الذين قتلوا في قصف إسرائيلي على بلدة بيت ياحون، البعيدة عن الخطوط الحدودية في قضاء بنت جبيل.

وفي أول تعليق له، قال النائب محمد رعد: «خطط فوصل، وإذا كنت أعتب، فلأنه سبقني وكان «أشطر» وأسرع مني».

وشيع الحزب نجل النائب رعد ورفاقه بمشاركة وزارية ونيابية. واتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنائب رعد معزيا.

وعشية بدء الهدنة المفترضة في غزة والمتوقع ان تمتد الى الجبهة الشمالية، شهد الجنوب أمس تبادلا مكثفا لإطلاق النار، وأعلن حزب الله أنه استهدف ‌‏قاعدة ‌‏عين زيتيم قرب مدينة صفد، مقر لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91، بـ 48 صاروخ ‌‏كاتيوشا، وتمت إصابتها إصابة مباشرة. وكذلك تموضعات لجنود إسرائيليين ‏في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة وانه حقق فيها إصابات مباشرة. وقال انه أصاب تجمع ‏مشاة للجنود الإسرائيليين في موقعي الضهيرة وجل العلام، ولاحقا أعلن قتل ٤ جنود إسرائيليين بصواريخ موجهة على مستوطنة المنارة.

في المقابل، قال المتحدث باسم ​الجيش الإسرائيلي ​أفيخاي أدرعي​، إن طائرات إسرائيلية رصدت مطلقي قذائف مضادة للدروع في منطقة زارعيت، وقامت باستهدافها.

وأشار، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه «تم أيضا رصد إطلاق قذائف عدة نحو الأراضي الإسرائيلية من ​لبنان​. وقام الجيش بقصف مصادر إطلاق النار.

كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي المباشر محيط بلدة مجدل زون وطيرحرفا ومنطقة الرويسة في بلدة حولا ومنطقة اللبونة في ​الناقورة​، وحرش هورا بين ديرميماس و​كفركلا​، تلة العويضة، تل نحاس، وحمامص سردا، بحسب وسائل إعلام لبنانية.