اخبار المغرب

ملتقى في العيون يقارب علاقة “الحكم الذاتي” ببناء اتحاد المغرب العربي

احتضن قصر المؤتمرات بالعيون أشغال الملتقى المغاربي حول مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية المنظم من طرف الرابطة الصحراوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، تحت عنوان “نقاش نخبوي عن حل سياسي واقعي”، بمشاركة مغاربية وازنة من مختلف دول اتحاد المغرب العربي إلى جانب عدد من شيوخ القبائل الصحراوية وممثلين للسلك الدبلوماسي الدولي بالعيون وفاعلين سياسيين ومدنيين.

وحضر أشغال الملتقى عن بلدان المغرب العربي الخمسة كل من أحمد ولد عبيد، نائب رئيس حزب الصواب الموريتاني، وخالد شوكات، وزير العلاقات مع البرلمان السابق والناطق السابق باسم الحكومة التونسية، بالإضافة إلى وليد كبير، رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، ثم البشير الدخيل، عضو سابق بجبهة البوليساريو، ولحسن حداد، وزير السياحة السابق وعضو بالأمانة العامة لحزب الحركة الشعبية، علاوة على شيماء أحيان، عضو بحزب التقدم والاشتراكية، فضلا عن خليل بوزيدي، رئيس جمعية اتحاد الشباب الأورو مغاربي، وكذا أحمد بوزيدي، عضو بجمعية اتحاد الشباب الأورو مغاربي، بالإضافة إلى فاعل حقوقي يمثل دولة ليبيا.

وفي كلمة له بالمناسبة، قال حمادة لبيهي، رئيس الرابطة الصحراوية للديمقراطية وحقوق الإنسان، إن هذا الملتقى الأول من نوعه بكبرى حواضر الصحراء المغربية يبحث تعميق النقاش حول آليات تكريس التقارب بين دول وشعوب المغرب العربي الكبير ويحاول خدمة وحدتها والرقي بدولها وشعوبها.

وأضاف الفاعل الحقوقي أن “العائق الكبير أمام تحقيق الوحدة المغاربية هو المشكل المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، والذي يعود إلى زمن الحرب الباردة ويؤدي ثمنه كل شعوب المنطقة كونه معرقلا للاتحاد والتنمية”، لافتا إلى أن “من يدفع ثمن فاتورة هذا المشكل أكثر هم إخواننا المحتجزون بمخيمات تندوف الذين مازالوا يعيشون على هامش التاريخ”.

وأشار العائد من البوليساريو إلى أرض الوطن إلى أن “المملكة المغربية انخرطت بكل جدية ومصداقية في البحث عن حل نهائي لهذا المشكل، عبر تقديم مشروع الحكم الذاتي الذي نعتبره حلا لا غالب فيه ولا مغلوب؛ يعطي الأولوية للإنسان الصحراوي، ويضمن له سبل العيش الكريم”، مؤكدا أن “نجاح هذا المشروع هو نجاح لحلم الوحدة المغاربية، وهو مقترح بإمكانه أن يصبح مرجعا لحل مشاكل مماثلة في منطقتنا الإفريقية”.

من جانبه، سرد علي بيدا، الفاعل المدني بالعيون، كرونولوجيا التنمية في الأقاليم الجنوبية، انطلاقا من مرحلة استرجاع الأقاليم إلى الحاضرة المغربية، مرورا بأهم مراحل التنمية وصولا إلى الرؤية الملكية المتجسدة في النموذج التنموي الجديد.

وأكد بيدا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مسيرة البناء والتنمية بدأت منذ استرجاع الأقاليم واستكمال الوحدة الترابية للمملكة الشريفة من خلال تجهيز البنية التحتية وربطها مع ربوع المملكة من خلال تجهيز الطرق والموانئ والمطارات”.

وشدد الفاعل المدني على أهمية “المشاركة والتسويق لمقترح الحكم الذاتي الذي يعد الإطار الوحيد الممكن والأنسب في النقاشات المغاربية من أجل الإسهام في إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية”.

وليد كبير، الصحافي والناشط الجزائري المعارض، قال إن الملتقى المغاربي حول مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية كان محط نقاش نخبوي حول حل سياسي واقعي بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية.

وأضاف كبير، في تصريح لهسبريس، أن “الملتقى عرف تقديم قراءة قانونية حول مقترح الحكم الذاتي وكانت جل التدخلات داعمة للحل السياسي الذي سينهي الصراع الأجوف، الذي كان منطلقه عبارة عن نصب واحتيال يمهد لإعادة إحياء حلم شعوب شمال إفريقيا”، لافتا إلى أن “الصحراء مغربية أمس واليوم وغدا وإلى الأبد”.

وتعليقا على زياراته المتعددة للصحراء، أكد المعارض الجزائري أن “النخبة الشبابية بالمنطقة مؤمنة بأن الحكم الذاتي يمثل السبيل الوحيد والأوحد للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع المفتعل”.

ولفت، في معرض حديثه إلى الجريدة، إلى أن “تجاهل فئة الشباب، خصوصا لنقاش وتسويق مضامين المبادرة البناءة والأكثر مصداقية، سيساهم لا محالة في تشجيع الوضع القائم وما يصاحبه من معاناة إنسانية في صفوف المحتجزين بمخيمات تندوف لأزيد من أربعة عقود”، مشيرا إلى أن “المعاناة ستطول أكثر إذا لم تكن هناك تعبئة شاملة من أجل تسوية هذا الصراع الأجوف”.

من جهته، تطرق خالد شوكات، وزير العلاقات مع البرلمان التونسي السابق، لمعوقات بناء المغرب العربي الكبير، مشيرا إلى أنه “لم يكتب لهذا المشروع الطموح أن يحقق الأهداف التي أسس من أجلها، بسبب فشل الأقطار المغاربية في تجاوز خلافاتها الثنائية”.

وأبرز شوكات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الملتقى المقام بالصحراء المغربية سيعزز لا محالة المطالب المغاربية في إعادة إحياء حلم بناء اتحاد مغاربي حقيقي انطلاقا من انهاء الخلاف الماخبار السعودية إلى اليوم حول ملف الصحراء”.

وضرب الوزير التونسي الأسبق أمثلة عديدة في التكتلات الاقتصادية والسياسية الناجحة كـ”الاتحاد الأوربي، ومنظومة الكومنولث، ودول أمريكا اللاتينية”، لافتا إلى أن “التكتلات الإقليمية الناجحة تبنيها فقط ديمقراطيات محلية ناجحة؛ وهذا ما فشلت فيه، للأسف، دولنا الخمس المشكلة للاتحاد المغاربي”.