اخبار فلسطين

وزير من اليمين المتطرف يقول إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو خيار مطروح.. ونتنياهو يعلق مشاركته في اجتماعات الحكومة

قال وزير التراث عميحاي إلياهو يوم الأحد إن إحدى الخيارات المتاحة أمام إسرائيل في حربها مع حركة حماس هو إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة، في تصريحات سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التنصل منها، وقام أيضا بتعليق مشاركة الوزير في جلسات الحكومة.

وردا على سؤال في مقابلة مع راديو “كول بيراما” عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع، رد إلياهو: “هذا أحد الاحتمالات”.

إلياهو، وهو عضو حزب “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية) اليميني المتطرف الذي يتزعمه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ليس له أي صلة بكابينت الحرب المكون من ثلاثة أعضاء والذي يوجه الحرب ضد حركة حماس، كما أنه ليس جزءا من المجلس الوزاري الأمني المصغر الأوسع.

وعندما قيل للوزير أن هناك نحو 240 رهينة محتجزين حاليا في قطاع غزة، شدد الياهو على موقفه.

وقال: “أصلي وآمل في عودتهم، ولكن هناك ثمن لا بد من دفعه في الحرب”، مضيفا: “لماذا حياة المختطفين، الذين أرغب حقا بأن يتم الإفراج عنهم، أكثر أهمية من حياة الجنود والأشخاص الذين سيُقتلون لاحقا؟”

كما أعرب إلياهو عن معارضته للسماح بدخول مساعدات انسانية إلى غزة، وقال: “لن نسلم مساعدات انسانية للنازيين”، زاعما أنه “لا يوجد ما يسمى مدنيون غير متورطين في القتال في غزة”.

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى منهار بحثا عن ناجين في أعقاب غارة جوية للجيش الإسرائيلي على ما يبدو على خان يونس في جنوب قطاع غزة، 4 نوفمبر، 2023. (Mahmud Hams/AFP)

كما أيد استعادة القطاع وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية التي كانت موجودة هناك قبل انسحاب إسرائيل من المنطقة من جانب واحد في عام 2005، وعندما سئل عن مصير السكان الفلسطينيين، قال: “يمكنهم الذهاب إلى أيرلندا أو الصحاري؛ يجب على الوحوش في غزة أن يجدوا الحل بأنفسهم”.

وقال إلياهو أيضا إن الجزء الشمالي من القطاع ليس له الحق في الوجود، مضيفا أن أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو براية حماس “لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض”.

وسارع نتنياهو إلى نفي تصريحات إلياهو بأن إلقاء قنبلة ذرية على غزة هو خيار وارد.

وقال نتنياهو في بيان إن “كلام عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع”، مضيفا أن “إسرائيل وجيش الدفاع يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين في القتال، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر”.

كما أدان وزير الدفاع يوآف غالانت التصريحات قائلا إنها أقوال “لا أساس لها من الصحة وغير مسؤولة” في منشور له على منصة “إكس”، مضيفا أنه سعيد بأن “هؤلاء ليسوا الأشخاص المسؤولين عن أمن إسرائيل”.

ودعا زعيم المعارضة يائير لبيد نتنياهو إلى إقالة إلياهو، واصفا أقواله بأنها “تصريح مرعب ومجنون لوزير غير مسؤول”.

وقال لبيد إن الوزير “أساء لعائلات المخطوفين [المحتجزين في غزة]، وأساء للمجتمع الإسرائيلي وأضر بموقفنا في العالم”، مضيفا “وجود المتطرفين في الحكومة يعرضنا ويعرض نجاح أهداف الحرب للخطر هزيمة حماس وإعادة الرهائن”.

وأضاف زعيم المعارضة: “ينبغي على نتنياهو إقالته هذا الصباح”.

إسرائيليون يشاركون في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة، تل أبيب، 4 نوفمبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

كما هاجم زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، وهو عضو في كابينت الحرب، تصريحات إلياهو.

وكتب على منصة “إكس” (تويتر سابقا) إن “تصريح إلياهو غير الضروري وغير المسؤول يضر بمسار إسرائيل وقيمها، ويسبب أضرارا سياسية فادحة، والأسوأ من ذلك كله أنه يضيف إلى آلام عائلات أولئك الذين اختُطوا من منازلهم”.

وقال عضو الكنيست منصور عباس، زعيم حزب “القائمة العربية الموحدة”، إن إلياهو يردد مشاعر عبّر عنها مسؤولون آخرون، وأعرب عن مخاوفه من أن تصريحاته تجرد سكان غزة من إنسانيتهم.

وكتب عباس على “إكس” إن “كلمات إلياهو بشأن قصف غزة بقنبلة ذرية سُمعت بنسخ مختلفة على شاشات التلفزيون من أشخاص آخرين”.

وأضاف “إن التجريد من الانسانية والعقاب الجماعي هو الطريق إلى الإبادة الجماعية وجرائم الحرب. سيكون هناك يوم بعد الحرب هذه ليست نهاية التاريخ ولا نهاية العالم. أنا واثق وأؤمن من أعماق قلبي بأنه سيكون هناك سلام ومصالحة بين الشعبين”.

وسط ردود الفعل الغاضبة، أعلن مكتب رئيس الوزراء عن استبعاد إلياهو عن جلسات الحكومة إلى أجل غير مسمى. ولم يكن من الواضح ما إذا كان سيكون بإمكان الوزير المشاركة في التصويت عبر الهاتف.

وقال وزراء في الحكومة لموقع “واينت” الإخباري إن إبعاد إلياهو لا معنى له.

ونُقل عن وزير لم يذكر اسمه قوله “هذه نكتة، بالكاد توجد اجتماعات للمجلس الوزاري على أي حال، ومعظم العمل يتم من خلال جولات تصويت عبر الهاتف”.

تم إلغاء اجتماع مجلس الوزراء المقرر عقده يوم الأحد، دون تحديد موعد بديل.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع في تل أبيب، 28 أكتوبر، 2023. (Dana Kopel/POOL)

ولقد حاول إلياهو التراجع في وقت لاحق عن تصريحاته، وقال في تغريدة أنه “من الواضح لجميع العقلاء أن التصريح بشأن الذرة كان مجازيا”.

وكتب “ومع ذلك، هناك حاجة بالتأكيد إلى رد قوي وغير متناسب على الإرهاب، وهو ما سيوضح للنازيين ومؤيديهم أن الإرهاب لا يجدي نفعا”.

“هذه الصيغة الوحيدة التي يمكن للدول الديمقراطية استخدامها للتعامل مع الإرهاب. في الوقت نفسه، من الواضح أن دولة إسرائيل ملتزمة ببذل كل ما في وسعها لإعادة الرهائن سالمين معافين”.

للوزير اليميني المتطرف تاريخ من التصريحات المثيرة للجدل والمسيئة.

في وقت سابق من هذا العام، وصف إلياهو محافظ بنك إسرائيل أمير يارون بأنه “همجي” وقال إنه يلحق ضررا بدولة إسرائيل وينبغي إقالته، بعد أن دق يارون ناقوس الخطر بشأن خطة الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح القضاء.

في شهر أبريل، اتهم كبار المسؤولين الأمنيين بـ”التمرد” على الحكومة.

إلياهو هو سليل عائلة قومية متدينة بارزة وهو حفيد الحاخام مردخاي إلياهو، الحاخام السفاردي الأكبر سابقا، وابن الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام مدينة صفد الشمالية ومفكر يميني متطرف بارز.

والد إلياهو معروف بتصريحاته وأحكامه المثيرة للجدل بشأن الشريعة اليهودية، بما في ذلك تلك التي تحظر تأجير أو بيع الممتلكات المملوكة لليهود في صفد للعرب. كما انتقد الحركة الإصلاحية ومجتمع الميم والنساء اللاتي يخدمن في الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي.

في غضون ذلك، أكد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش يوم السبت أن إسرائيل “ستسيطر على غزة بعد الحرب”.

وقال سموتريش: “لن أستثمر شيكلا واحدا في حماية منطقة حدود غزة”، ملمحا إلى أن ذلك لن يكون ضروريا بعد انتهاء الحرب.

وقال للقناة 12:”الشيء الأهم هو أنه لن يكون هناك المزيد من حماس، وأن القطاع سيكون تحت السيطرة العملياتية للجيش الإسرائيلي لسنوات، وأننا لن نعود إلى نفس المفاهيم الخاطئة، سنحكم هناك وسنحافظ على الأمن”.

وزير المالية ورئيس الحزب “الصهيونية المتدينة”، بتسلئيل سموتريش، يترأس اجتماعا لحزبه في الكنيست، البرلمان الإسرائيلي في القدس، 23 أكتوبر، 2023. (Oren Ben Hakoon/Flash90)

شنت إسرائيل حربها ضد حماس بعد أن نفذت الحركة هجوما كبيرا على بلدات جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 إسرائيلي، واحتجاز أكثر من 240 رهينة.

ردا على عمليات القتل، تعهدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وقامت منذ ذلك الحين بضرب الآلاف من أهداف حماس داخل القطاع بغارات جوية وعملية برية مستمرة، قائلة إنها تعمل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.

يوم السبت، قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 9400 فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب. ولا يمكن التأكد من العدد بشكل مستقل، وقد اتُهمت الحركة بتضخيم عدد القتلى. الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين ولا بين القتلى في الغارات الإسرائيلية والذين قُتلوا جراء مئات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وسقطت داخل القطاع.

وقد نزح ما يقدر عددهم بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقا لأن إسرائيل تشن أيضا غارات جوية في الجنوب.