اخبار فلسطين

لبيد بعد فشل تمرير تشريع هام: أعضاء الكنيست الذين لا يستطيعون دعم الائتلاف يجب أن يغادروا

الإئتلاف يزن تحركاته التالية يوم الثلاثاء بعد أن صوت اثنان من أعضاء الكنيست ضد تشريع هام في الليلة السابقة، مما سبب بعدم تمرير مشروع القانون وزاد من تعريض الحكومة المتعثرة للخطر.

سعى التشريع الذي تم التصويت عليه ليلة الإثنين إلى تجديد تطبيق القانون الجنائي والمدني الإسرائيلي على الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية. رأى كثيرون، بمن فيهم وزير العدل جدعون ساعر، الذي قاد مشروع القانون، أن هذا التصويت هو اختبار للمدة التي يمكن أن يمضيها التحالف بعد خسارة الأغلبية البرلمانية.

صوت عضو الكنيست عن حزب “القائمة العربية” الموحدة مازن غنايم وعضو الكنيست عن “ميرتس” غيداء ريناوي زعبي ضد الإجراء، بينما تغيب أعضاء الكنيست الآخرون عن حزب القائمة العربية الموحدة وعضو الكنيست اليمينية إيديت سيلمان عن الجلسة الكاملة، مما ساعد على فشل تمرير مشروع القانون في تصويت 5258.

ثم تلقى التحالف ضربة أخرى عندما صوتت سيلمان ضد التحالف ونسف محاولته إعادة تعيين عضو الكنيست متان كهانا في منصب وزير الشؤون الدينية. كانت هذه هي المرة الأولى التي تدلي فيها سيلمان بصوت رئيسي ضد التحالف منذ استقالتها منه في أوائل أبريل.

من بين الخطوات التي نظر فيها التحالف بعد التصويت، إقالة سيلمان من منصب رئيسة لجنة الصحة في الكنيست، حسب أخبار القناة 12. ومع ذلك، ورد أن التحالف لم يكن يخطط بعد للتحرك للإعلان أنها منشقة.

ومع ذلك، لم يصرح كهانا بانتقاد لسيلمان. وقال الوزير المنتظر: “لقد أثبتت بالأمس بأفعالها أنها لم تعد جزءا من يمينا. أعتقد أنه ستكون هناك عواقب لذلك”.

“سواء كنت وزيرا للشؤون الدينية أو نائب وزير فذلك أقل أهمية. المهم هو استقرار الحكومة”، قال كهانا.

من المقرر أن يجتمع حزب ساعر “الأمل الجديد” في وقت لاحق الثلاثاء لبحث مستقبله داخل الائتلاف الحالي، حسب تقارير إعلامية ناطقة بالعبرية.

عضو الكنيست إيديت سيلمان في الكنيست، 6 يونيو 2022 (Yonatan Sindel / Flash90)

في هذه الأثناء، تم ممارسة ضغوط هائلة على غنايم وريناوي زعبي للاستقالة، حيث يأمل التحالف في استبدالهما بأعضاء كنيست آخرين من ميرتس والقائمة العربية الموحدة الذين من المرجح أن يدعموا مشروع قانون الضفة الغربية في تصويت آخر.

يمكن للائتلاف طرح مشروع القانون للتصويت عليه كل أسبوع قبل أن تنتهي صلاحيته في نهاية يونيو. إذا تم حل الحكومة قبل ذلك الحين، فسيتم تمديد مشروع القانون تلقائيا حتى يتمكن ائتلاف جديد من التصويت عليه.

“الذين لا يستطيعون العيش مع هذا التحالف يجب أن يغادروا. والذين يستطيعون يجب أن يلتزموا به. لا يمكن اللعب على الجانبين”، قال وزير الخارجية يئير لبيد صباح الثلاثاء خلال مؤتمر للتلفزيون “الديمقراطي”.

كما يدرس التحالف حجب تشريعات اقترحها غنيم وريناوي زعبي كوسيلة للضغط عليهما للإستقالة. لكن في نهاية المطاف، القرار النهائي بالاستقالة يعود إلى المشرع وحده.

شدد زعيم حزب “ميرتس”، نيتسان هوروفيتس، وزير الصحة، على أهمية منع زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو من العودة إلى السلطة، وقال أن أي شخص غير ملتزم بالائتلاف الحالي يستطيع المغادرة.

رئيس حزب ميرتس نيتسان هوروفيتس يتحدث في اجتماع حزبي في تل أبيب، 11 يونيو 2021 (Miriam Alster / Flash90)

“هذه الحكومة مهمة بالنسبة لنا، وهي مهمة لإسرائيل. حقق ميرتس في إطارها العديد من الإنجازات. نحن ملتزمون باستبدال نتنياهو ووقف زعيمي اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير. ميرتس لن يكون جزءا من عملية تعيدهم إلى السلطة”، تعهد هوروفيتس.

“يتطلب الأمر جهدا وقرارات صعبة. الذين لا يستطيعون تحمل الصعوبات يستطيعون حزم أغراضهم. أنا أعمل بلا كلل للحفاظ على هذه الحكومة ومنع الانتخابات. أنا مقتنع بأننا سنحقق ذلك”، أضاف.

وكان عضو الكنيست عن حزب “ميرتس” يئير جولان قد انتقد في وقت سابق عضو حزبه ريناوي زعبي وحزب القائمة العربية الموحدة لعملهم ضد التحالف. “أعتقد أن أعضاء الكنيست في القائمة العربية الموحدة الذين صوتوا ضد مشروع القانون أو تغيبوا عن التصويت ارتكبوا خطأ فادحًا. أشعر بخيبة أمل من زعبي”، قال لموقع “واينت”.

عضو الكنيست من ميرتس غيداء ريناوي زعبي تحضر تصويتا على مشروع قانون للضفة الغربية في الكنيست في القدس، 6 يونيو 2022 (Yonatan Sindel / Flash90)

ودافع غنايم عن قراره بالتصويت ضد مشروع القانون، قائلا لموقع “واللا” الإخباري: “سأستمر في التصويت وفقا لمعتقداتي”.

رئيس الوزراء نفتالي بينيت، الذي لم يتمكن من الحفاظ على دعم أعضاء حزبه هو الشخص الذي يجب أن يتحمل المسؤولية عن أفعاله”، قال عضو الكنيست عن حزب القائمة العربية الموحدة.

كما اتهم غنايم حكومة بينيت بأنها فشلت في “إنجاح هذه التجربة”، في إشارة إلى عضوية حزب القائمة العربية الموحدة في الائتلاف، وهو أول حزب عربي يفعل ذلك منذ عقود.

بعد أن عارض غنايم مشروع القانون ليلة الإثنين، صرخ عليه عضو الكنيست نير أورباخ من “يمينا”: “أنت غير مهتم بأن تكون شريكا. فشلت التجربة معك”.

عضو الكنيست مازن غنايم (يسار) يحضر تصويتا على مشروع قانون للضفة الغربية في الكنيست، القدس، 6 يونيو، 2022 (Yonatan Sindel / Flash90)

بعد فشل تمرير مشروع القانون، حثت المعارضة التي يقودها الليكود، برئاسة نتنياهو، بينيت على الاستقالة، بينما حاول لبيد تجاهل الهزيمة، ووعد “بالفوز في الجولة التالية”.

في غضون ذلك، أصر بينيت على أن التحالف سيستمر. وردا على سؤال من موقع “واينت” الإخباري عما إذا كان التحالف يقترب من نهايته، قال بينيت: “لا إطلاقا”.

متحدثا خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست صباح الثلاثاء، أشاد بينيت بإنجازات الحكومة منذ أن أدت اليمين الدستورية قبل عام.

“كان هذا العام الأكثر هدوءا بالنسبة لسكان الجنوب منذ فك الارتباط عن غزة في 2005″، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، مدعيا تحقيق نجاحات استراتيجية في مواجهة إيران والتصدي للجريمة والعنف في المجتمع العربي.

وجد استطلاع حديث للقناة 12 أن كتلة نتنياهو ستفوز بـ 59 مقعد لو أجريت الانتخابات اليوم، مما يضعها بالقرب من الأغلبية في الكنيست المكون من 120 مقعدا، لكنه أشار إلى مزيد من الجمود السياسي إذا انهارت الحكومة الحالية. مرت إسرائيل بأربع انتخابات مريرة منذ عام 2019 حيث تكافحت الكتل المتعارضة لتشكيل أغلبية قوية في الكنيست.