اخبار المغرب

موجة التمييز العنصري تهدد تماسك النسيج الاجتماعي بالجمهورية الفرنسية

موجة التمييز العنصري تهدد تماسك النسيج الاجتماعي بالجمهورية الفرنسية
صورة: أ.ف.ب

هسبريس – أمال كنينالسبت 1 يوليوز 2023 – 05:30

موجة من العنصرية باتت تشهدها الجمهورية الفرنسية. إذ توالت الأحداث التي تؤشر على ذلك حتى وصل الأمر إلى حد طلب الأمم المتحدة، أمس الجمعة، من فرنسا معالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن، بعد حادثة مقتل المراهق الجزائري نائل خلال فحص مروري للشرطة بضاحية نانتير الباريسية، وهو ما أشعل البلاد احتجاجا لليال ماخبار السعوديةة.

الواقعة سبقها تأييد مجلس الدولة الفرنسي، الخميس، حظر ارتداء لاعبات كرة القدم الحجاب، بعد طعن مجموعة من النساء المسلمات في شرعية المادة الأولى من لوائح الاتحاد الفرنسي للعبة، التي تحظر منذ عام 2016 “ارتداء أي علامة أو ملابس تظهر بوضوح الانتماء السياسي أو الفلسفي أو الديني أو النقابي”، مستندات في ذلك إلى قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي تسمح للاعبات منذ 2014 بالمشاركة في المسابقات الدولية بالحجاب.

وليست هذه هي الوقائع الوحيدة، إذ قبل حوالي شهرين أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عدم السماح بفترة راحة خلال المباريات المسائية لتمكين اللاعبين المسلمين من الإفطار خلال شهر رمضان.

وفي هذا الإطار قال رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن “العقل الفرنسي بات في أزمة حقيقية، وهو ما يسائل المنظومة الثقافية والتعليمية الفرنسية، وأيضا الوضع الاقتصادي الفرنسي، على اعتبار أن فرنسا بناها المهاجرون خلال مرحلة البناء، وكانت الأيادي آنذاك مفتوحة لهم، وكانوا يعتبرون جزءا من القوة الفرنسية، إلا أن الوضع اختلف اليوم وباتت البلاد تتسم بمظاهر العنصرية”.

وأبرز لزرق، في تصريح لهسبريس، أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد اليوم تسائل فرنسا كدولة، مضيفا “يجب فتح نقاش وطني داخل فرنسا بشأن موجة العنف ضد المسلمين واستغلالها من قبل اليمين المتطرف، مما يهدد النسيج الاجتماعي الفرنسي”. وتابع قائلا: “المفروض في دولة المؤسسات أن تقيم حوارا وطنيا تسائل فيه منظومتها التعليمية والقانونية”.

وأوضح أن ما تشهده البلاد له انعكاس وتأثير على الجالية المغربية هناك، خاصة “من ناحية التعامل الفرنسي مع الجالية المغربية التي باتت جزءا ومكونا من النسيج الفرنسي”، مشددا على “ضرورة أن تعمل الديبلوماسية المغربية على توفير الآليات الحمائية للجالية المغربية هناك”.

وقالت رافينا شمداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحافي بجنيف: “حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن”.

الاحتجاجات العنصرية فرنسا