اخبار فلسطين

أول مستشاري بايدن يثير مسألة الإصلاح القضائي المخطط له في لقائه مع نتنياهو

أثار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الخميس مسألة إصلاح حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القضائي المثير للجدل خلال اجتماعه الفردي مع رئيس الوزراء في القدس.

قال المسؤول الأمريكي، مؤكدا تقرير موقع “أكسيوس”، أنه تم الحديث عن الموضوع، لكنه امتنع عن الخوض في المزيد من التفاصيل. كما رفض مكتب نتنياهو التعليق.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال مسؤولان أمريكيان لتايمز أوف إسرائيل إن الولايات المتحدة لا تخطط للضغط على إسرائيل بشأن المقترحات للحد بشكل كبير من سلطات القضاء. وتكهن مصدر ثالث مطلع على الأمر بأن الإدارة قد تدعم أهمية وجود سلطة قضائية قوية إذا طلب الصحفيون من الولايات المتحدة التعليق على الأمر، لكن السياسة لن تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير.

وبعد أيام، بدأت وزارة الخارجية الأمريكية في إرسال بيان حول أهمية “المؤسسات المستقلة” الإسرائيلية إلى المراسلين الذين طلبوا التعليق على المقترحات القانونية التي كشف عنها وزير العدل ياريف ليفين.

في الأسبوع الماضي، قال السفير الأمريكي في إسرائيل توم نايدس لقناة “كان” العامة: “الشعب الإسرائيلي لا يريد تلقي محاضرة من قبل أمريكا. مهمتنا ليست فرض إرادتنا على كل قرار تتخذه هذه الحكومة فيما يتعلق بقضايا مثل الإصلاح القضائي”.

وقال المصدر المذكور المطلع على الأمر، أنه لا يوجد سبب وجيه لافتراض أن سوليفان “استجوب” نتنياهو بشأن القضية، أو أنه طالبه بإعادة التفكير في الخطة.

متظاهرون ضد الإصلاح القضائي المخطط له خارج مقر إقامة الرئيس في القدس، 14 يناير 2023 (Olivier Fitoussi / Flash90)

لكن أضاف المصدر أن الولايات المتحدة قد تكون تبتعد عن موقفها الأولي لعدم التورط في هذه المسألة، حيث تسيطر القضية بشكل متزايد على دورة الأخبار الإسرائيلية. واحتج حوالي 100 ألف إسرائيلي على خطط الإصلاح القضائي في نهاية الأسبوع الماضي، ومن المقرر تنظيم مظاهرات حاشدة مماثلة يوم السبت المقبل أيضًا.

وينص الإصلاح على فرض قيود شديدة على قدرة المحكمة العليا على إلغاء قوانين وقرارات حكومية؛ تمرير “بند تجاوز” يسمح للكنيست بإعادة تشريع مثل هذه القوانين؛ منح الحكومة السيطرة على اختيار القضاة؛ منع المحكمة من استخدام اختبار “المعقولية” للحكم على التشريعات والقرارات الحكومية؛ والسماح للوزراء بتعيين مستشاريهم القانونيين، بدلا من تعيين مستشارين يعملون تحت إشراف وزارة العدل.

وفي خطوة ذي صلة على ما يبدو، أفادت قناة “كان” مساء الخميس أن نتنياهو أمر بتعليق اقتراح لفصل حي تل تسيون رسميًا عن مستوطنة كوخاف يعقوب في وسط الضفة الغربية، والتي كان من المقرر أن توافق عليها الحكومة يوم الأحد.

وكان حزب “شاس” اليهودي المتشدد قد دفع الخطة لتقديم خدمة أفضل لسكان مستوطنات الحريديم، لكن يبدو أن نتنياهو علقها لتجنب إنشاء مستوطنة جديدة بعد أيام من استضافة مسؤول كبير من إدارة بايدن التي تعارض التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأفادت أخبار القناة 13 بشكل منفصل أن سوليفان حث نتنياهو والمسؤولين الآخرين في الحكومة المتشددة الذين التقى بهم على التصرف بضبط النفس تجاه السلطة الفلسطينية، وسط مخاوف من انهيارها المحتمل. وبعد أيام من أداء اليمين الدستورية، فرضت حكومة نتنياهو سلسلة من العقوبات ضد السلطة الفلسطينية، بما في ذلك حجب عشرات الملايين من الدولارات من عائدات الضرائب التي تجمعها لتعويض الأموال التي تدفعها لمنفذي الهجمات وعائلاتهم.

وتم اتخاذ هذه الخطوات بعد أن قاد الفلسطينيون حملة ناجحة في في الجمعية العامة للأمم المتحدة لجعل محكمة العدل الدولية تنظر في السياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

ووفقا للقناة 13، حث سوليفان المسؤولين الإسرائيليين الذين التقى بهم على النظر في تخفيف بعض العقوبات المفروضة على السلطة الفلسطينية، نظرا لأن الهدوء على تلك الجبهة سيسمح للولايات المتحدة وإسرائيل بالتركيز أكثر على القضية التي تهتم بها اسرائيل: إيران.

وجاء في بيان البيت الأبيض بشأن اجتماعات سوليفان أنه “شدد على أن الإدارة ستواصل دعم حل الدولتين وستثني السياسات التي تعرضه للخطر. شدد السيد سوليفان على الضرورة الملحة لتجنب الخطوات الأحادية الجانب من قبل أي طرف التي يمكن أن تؤجج التوترات على الأرض، مع اهتمام خاص بالحفاظ على الوضع التاريخي الراهن فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس”.

وأضاف البيت الأبيض أنه “في جميع لقاءاته، أشار السيد سوليفان إلى أن شراكة الولايات المتحدة طويلة الأمد مع إسرائيل، التي تحتفل بعيدها الخامس والسبعين هذا العام، المبنية على المصالح المشتركة والقيم الديمقراطية”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يجلسان في القدس مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين آخرين، 19 يناير 2023 (Kobi Gideon / GPO)

بعد لقائه مع نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين، توجه سوليفان إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن الزعيم الفلسطيني حث الولايات المتحدة على “بالتدخل الفوري قبل فوات الأوان لوقف هذه الاجراءات أحادية الجانب”.

كما حث رئيس السلطة الفلسطينية سوليفان على متابعة الخطوات التي تعهدت بها إدارة بايدن بهدف الحفاظ على آفاق حل الدولتين، بما في ذلك إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس والبعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والتي أغلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

لطالما أعرب المسؤولون الفلسطينيون عن استيائهم من سياسة إدارة بايدن تجاه إسرائيل، وأصروا على ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على القدس وبذل الجهود لإحياء المفاوضات الهادفة لتحقيق حل الدولتين. من جانبها، أدعت الولايات المتحدة بأن الظروف ليست مناسبة لمثل هذه المبادرة الحساسة، وأنها ستركز بدلاً من ذلك على خطوات أصغر تهدف إلى التمهيد للمفاوضات عندما تكون الأطراف جاهزة.

وصرح البيت الأبيض إن سوليفان قام خلال لقائه مع عباس “بإعادة التأكيد على مصلحة الإدارة الأمريكية في تعزيز التواصل مع السلطة الفلسطينية وتعزيز العلاقات مع الشعب الفلسطيني”.

وأنه “ناقش أيضا الحاجة لمساعدة القادة الفلسطينيين في تهدئة التوترات في الضفة الغربية وتعزيز المؤسسات الفلسطينية”.

ومن المقرر أن يلتقي سوليفان برئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس يوم الجمعة قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة. وكان من المقرر في البداية أن يلتقي برئيس المعارضة يائير لبيد لكن جدول أعمال الأخير منعه من إجراء الاجتماع.