مقالات

المصممتان الشيخة نور والشيخة هيا آل خليفة: نسعى لتعزيز مكانة البحرين على خريطة الأزياء العالمية

أثبتت مصمّمتا العلامة البحرينية «نون باي نور» الشيخة نور بنت راشد آل خليفة، وابنة عمها الشيخة هيا بنت محمد آل خليفة، بأنّ الإنجازات العظيمة يقف خلفها فريق من المبدعين يدعم محدّدات النجاح، وتؤكّدان بأنّ حبهما المشترك للموضة، جمعهما معاً لتحقيق حلمهما بالعمل في مجال الموضة والأزياء منذ 2008. تعتقد كلتاهما بأنّ شخصيتيهما المستقلتين، وأسلوبهما المختلف في الموضة، هما من أهم أسرار نجاحهما وقوتهما. عملتا معاً لتعزيز العلامة البحرينية للأزياء النسائية «نون باي نور» محلياً وعالمياً على خريطة الأزياء العالمية منذ العام 2013. حول شراكتهما وطموحاتهما، ورؤيتهما الإبداعية بالمستقبل، تحدّثتا في حوار شيّق لـ «سيدتي».
 

المصممتان الشيخة نور والشيخة هيا آل خليفة

 

حوار | عواطف الثنيان Awatif Althunayan
تصوير | خاص «سيدتي»

 

الشيخة نور بنت راشد آل خليفة:
باتباع نهج واقعيّ مدعوم بالشغف، كل شيء ممكن

أزياء من تصميم الشيخة نور والشيخة هيا آل خليفة

 

مصمّمة ورئيسة تنفيذية، ومؤسِسة علامة «نون باي نور»، حاصلة على درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء من مدينة واشنطن. عادت إلى وطنها البحرين، لتأسيس علامتها الخاصّة التي تعكس رؤيتها العميقة والمبتكرة لعالم الأزياء. دفعها شغفها إلى اختيار هذه المهنة المتميزة لترجمة رؤيتها الإبداعية، وتحويل أعمالها الفنية إلى حقيقة..

 

من هي الشيخة نور آل خليفة؟

أنا أم ورائدة أعمال شغوفة، أسعى لتقديم أفضل ما عندي، والاستفادة من كل تجربة مررت بها.

لقاء جدي بأولادي

ما هي الصوة العالقة في ذاكرتك؟

من أجمل الذكريات التي ستبقى معي عبر السنين هي لحظة التقاء جدي الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء السابق، رحمه الله تعالى، بأولادي البكر. كان ذلك شعوراً لا يوصف.

جدي أكبر المشجعين

ممن تلقيت الدعم؟

كان جدي المغفور له من أكبر المشجعين لي، بالإضافة إلى والدتي سمو الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليف، حفظها الله، والتي لا تزال تحثّني على متابعة شغفي إلى يومنا هذا.

تابعي المزيد: المصممة مها بن داود لـ«سيدتي»: نفتخر بتراثنا ونقدمه بأجمل التصميمات في يوم التأسيس

الالتزام بالعمل

 

أزياء من تصميم الشيخة نور والشيخة هيا آل خليفة

تمثل البداية أصعب جزء في أي مشروع، وتتطلب أحياناً التخلي عن أشياء معيّنة؛ فكيف واجهتها حتى حققت النجاح في علامتك التجارية؟

أنا لا أؤمن بالاستسلام، وأعتقد أنّ التخطيط المسبق والالتزام بالعمل مظهر حضاري، ومن خلاله يستطيع الإنسان تحقيق أي شيء يريده في الحياة. بالطبع ليس من السهل مواجهة الصعوبات والتحديات التي تعترض طريقنا كل يوم، ولكن باتباع نهج واقعيّ مدعوم بالشغف، كل شيء ممكن. قمنا بتأسيس دار أزياء Noon by Noor في عام 2008 بعد استكمال الدراسة، ثم أقيم حفل إطلاق علامتنا التجارية في ولاية لوس أنجلوس في عام 2011. ولم يمرّ الكثير من الوقت حتى انضمت Noon By Noor إلى أسبوع الموضة في نيويورك، لتقديم مجموعة خريف 2012 لرؤساء التحرير والصحفيين وضيوف الشرف من المشاهير. وفي سبتمبر 2012، قدمت Noon By Noor مجموعتها لموسم الربيع خلال أسبوع مرسيدس بنز للموضة في نيويورك، لتصبح العلامة الخليجية الأولى التي توجّه إليها الدعوة من قبل IMG، ولله الحمد حققنا النجاح.

مناسبة للزمان والمكان

أيهما الأفضل في تسويق وانتشار تصاميمك: الشرق الأوسط أم الغرب؟

لطالما كان هدفنا الوصول إلى الأسواق العالمية، وبفضل اللّه تلقّت تصاميمنا ردود فعل رائعة في كلا الشرق والغرب، وعلى حد سواء. فقد حرصنا منذ بداياتنا على تصميم قطع تتمتّع بطابع أزلي وأنيق وبسيط، تتناسب مع خزانة ملابس مختلف النساء، بغض النظر عن المكان والزمان. تتسم تصاميمنا بالقدرة على دمج مفاهيم معاكسة مثل «لعبة التناقض»، بأسلوب متناغم – بدلة نسائية بلمسات ذكورية غير متكلّفة، ومفعمة باللمسات الأنثوية، من خلال الجمع بين الرموز الأنثويّة والذكوريّة في التصميم نفسه. وهي مفاهيم اعتمدتها العلامة في مجموعتها الخاصة بخريف وشتاء 2022-2023. ومن القطع التي تبرز هذا الاتجاه أيضاً، قدمنا قميصاً فضفاضاً مزيّناً بتطريز الورد فائق الدقة، الأمر الذي يعكس علاقتنا المهنية إلى حد كبير. والدليل على ذلك، هناك العديد من النجمات العالميات اللواتي ارتدين أزياء Noon By Noor، مثل جنيفر لوبيز، وبيلا حديد، وآنا كيندريك، وكيتي بيري…

ما طموحاتك المستقبلية؟

ببساطة، أطمح إلى النجاح، وفي عالم «نون باي نور»، يتمثل ذلك بتعزيز أعمالنا حول العالم، حيث كرّسنا السنة الماضية لإعادة صياغة مجموعاتنا، وتطوير موقعنا الإلكتروني، وإيجاد طرق جديدة لتلبية احتياجات زبائننا في هذا العصر الرقمي. هذا وأعدنا مؤخراً تمهيد علامة «نون باي نور» للأسواق الأوروبية، من خلال مشاركتنا في أسبوع الموضة في لندن، وأحرزنا بالفعل تقدّماً ملموساً ومجدياً، ونحن متحمسون لرؤية ما سيحمله لنا المستقبل.

تابعي المزيد: مشاعل الدريعي لـ “سيدتي”: أنقل التراث السعودي العريق للعالم عبر الأزياء.. وأتحضر ليوم التأسيس بهذه القطع

الشيخة هيا بنت محمد آل خليفة:
الأفكار والتوجّهات الجديدة تفتح نوافذ جديدة

أزياء من تصميم الشيخة نور والشيخة هيا آل خليفة

 

هي المصمّمة والمؤسِّسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشؤون العمليات لعلامة «نون باي نور». بعد حصولها على درجة البكالوريوس في تصميم الأزياء من مدينة واشنطن، انضمّت هيا إلى ابنة عمها نور، لإضفاء لمستها الخاصّة وتأثيرها الإبداعي المتفرّد إلى مجموعة «نون باي نور». وعلى الرغم من أنّ قرارها بالتوجّه إلى تصميم الأزياء جاء في مرحلةٍ لاحقة، إلّا أنّ أسفارها التي حملتها إلى مختلف أنحاء العالم، قادتها إلى التعرّف على تفاصيل هذا القطاع المبتكر ودخول عالم الموضة.

 

من هي الشيخة هيا آل خليفة؟

أنا إنسانة محبّة للعمل وساعية للكمال، أبذل قصارى جهدي في كل ما أفعله.

كونك شريكة الشيخة نور آل خليفة هل تطابقت توجّهاتك المهنية معها لتحقيق الهدف نفسه؟ ما الذي جمعكما وما الذي تختلفان فيه؟

ترعرعنا أنا ونور سوياً، وجمعنا حبّنا المشترك للموضة، وحلمنا معاً للعمل في مجال الأزياء. وعلى الرغم من أن كلانا لديه رأيه الخاص، وأسلوبه المختلف في الموضة، إلا أننا نعتبر ذلك سرّ نجاحنا، أو نقطة قوتنا، حيث تتّسم تصاميمنا بالقدرة على دمج مفاهيم معاكسة بأسلوب متناغم، تماماً كما شرحت ابنة عمي سابقاً.

تابعي المزيد: المصممة ورائدة الأعمال روتانا الهاشمي: تمتلك المرأة اليوم الفرصة لتنطلق في مسيرتها

نستلهم من الرحلات

 

أزياء من تصميم الشيخة نور والشيخة هيا آل خليفة

كيف أثرت رحلاتك حول العالم في تغذية ذوقك في تصميم الأزياء؟

نستلهم الأفكار من خلال سفرنا للمدن المختلفة، سواء من الجانب الهندسي المعماري، أو من معالمها الثقافية، أو حتى ألوان الطبيعة المحيطة بنا خلال هذه الرحلات.

ما الذي يميز علامة «نون باي نور» التجارية؟

نعتمد في علامتنا على تصاميم معاصرة تجمع بين الفخامة واللمسات الأنثوية المفعمة بالثقة والبساطة. تتمحور فلسفة «نون باي نور»، حول الحرفية العالية، وتركز على تقديم تصاميم يمكن ارتداؤها في جميع المواسم، من خلال تزيينها بتفاصيل استثنائية. تضمّ العلامة تشكيلات وقطعاً مريحة وأساسية، مثل القمصان القطنية الخفيفة، التي يمكن التألق بها مع سراويل ذات قصّات مميزة، تمزج بين روح الأنوثة وبعض التفاصيل الذكورية، وهو الأمر الذي يجسّد نهج التصاميم. كما حرصنا على استيراد أفضل وأرقى أنواع الأقمشة والزخرفة، والتي تتم حياكتها بمهارة عالية لصنع قطعٍ مريحة وأنيقة.

بعد أن أشرفت أزمة كورونا على نهايتها، أخبرينا هل أثرت على أعمالكما؟

لم تؤثر أزمة كورونا علينا سلباً، بل منحتنا الفرصة لضبط وتيرتنا، وإعادة تشكيل مجموعاتنا، وتبنّي طرق جديدة لتعزيز آلية العمل في «نون باي نور» ابتداء من مرحلة التصميم وحتى المنتج النهائي.

هل يمكن أن تصفي تصاميم مجموعتكما الجديدة؟

تتزيّن هذه التصاميم بتفاصيل مستوحاة من ثقافة الشرق الأوسط وطبيعته الخلابة. إذ تأتي التفاصيل المدوّرة للسترات بإلهامٍ من اللآلئ والمحار البحريني، وتمثل التطريزات بالخرز البرّاق مياه البحر المتلألئة.

هذا بالإضافة إلى الطبقات الناعمة لفساتين السهرة الحريرية والطويلة، والتنانير والسراويل الفضفاضة من الساتان، التي تمنح مظهراً أنيقاً وتثير بخفة حركتها مشاعر نسمات الصحراء العليلة. كما تتميز المجموعة بتصاميم متقنة الصنع، تناسب جميع المواسم، بعيداً عن اتجاهات عالم الموضة.

لأي امرأة تصمّمان أزياءكما؟

تتمحور فلسفة «نون باي نور» حول النساء اللواتي يولين أهميةً كبيرة للجودة والإبداع في التصميم، ويحرصن على التميز بإطلالة أنيقة تحافظ على طابعهنّ الشخصي.

تطوير العمل

كيف يمكن إيجاد توافق وانسجام بين قوى الهوية الوطنية، وقوى التجديد، بخاصة مع جيل الشباب المتطلع للتغيير والمغامرة؟

لا بد أن نستمع بآذان صاغية ونستفيد من الأفكار والتوجّهات الجديدة، لأنها قد تفتح نوافذ جديدة، وتلعب دوراً كبيراً في تطوير العمل. ولكن من المهم جداً الالتزام بنهج العلامة التجارية، وإيجاد طرق لتوازن كلا القوى.

هل أحسست في يوم ما أنّ الأبواب كلها مغلقة في وجهك؟ كيف واجهت التحديات؟

أؤمن بأنه عندما يُغلق أحد الأبواب، يُفتح آخر. إنّ كيفية تعاملي واستجابتي للتحديات، هي ما تصنع الفرق، تماماً مثلما أخذنا بزمام الأمور، خلال أزمة كورونا، وتعاملنا مع الموقف كفرصة لتعزيز علامتنا التجارية.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

طموحاتنا المهنية مشتركة.. نسعى لتوسيع أعمالنا حول العالم، وبشكل عام تعزيز مكانة البحرين على خريطة الأزياء العالمية.

تابعي المزيد: المصممة إحسان غيلان: قفاطيني تواكب العصر مع احتفاظها بالهوية التقليدية