اخبار الكويت

المرشد الأعلى يستقبل الأسد: العلاقة بين طهران ودمشق يجب ألا تضعف

وسط تقارير عن زيادة إيران انخراطَها في سورية لاستغلال انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، ومحاولات لمشاركة دمشق في القمة العربية المقبلة المقررة بالجزائر لإبعادها عن طهران، قام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بزيارة لطهران التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي.

ونقلت الوكالة السورية الرسمية “سانا” عن الأسد قوله، خلال لقاء خامنئي، إن الولايات المتحدة حالياً “أضعف من أي وقت مضى”، مضيفاً أن “مجريات الأحداث أثبتت مجدداً صوابية الرؤى والنهج الذي سارت عليه سورية وإيران منذ سنوات”.

وذكر الأسد، أن هذا “يؤكد أهمية الاستمرار في التعاون لعدم السماح لأميركا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية التي استخدمتها للإضرار بدول العالم، وخصوصاً دول المنطقة طوال العقود الماضية”.

من جانبه، شدد خامنئي على ضرورة ألا تضعف العلاقة بين دمشق وطهران، و”علينا أن نحافظ على العلاقة القوية التي تجمع بلدينا وشعبينا، وهذا مفيد ليس لبلدينا فقط، بل ضروري للمنطقة أيضاً”.

وقال خامنئي إن دمشق “تحقق انتصارات تاريخية، وإيران ستستمر بدعمها لاستكمال انتصارها على الإرهاب، وتحرير ما تبقى من أراضيها مع الحفاظ على وحدتها”.

من ناحيته، أكد رئيسي أن حكومته “لديها الإرادة الجادة في توسيع العلاقات بين البلدين، وخصوصاً الاقتصادية والتجارية”.

وأضاف رئيسي، أن إيران “ستستمر في تقديم كل أشكال الدعم لسورية وشعبها، لاسيما وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم”، معتبراً أن “أي معاناة لسورية هي معاناة لإيران”.

وأثار الأسد في طهران إمكانية حصول بلاده على المزيد من الدعم الاقتصادي، وسط ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية عالمياً بسبب حرب أوكرانيا.

وتنامى دور طهران الاقتصادي في سورية خلال الأعوام الماضية، إذ زوّدت نظام الأسد بخطوط ائتمان، وفازت بعقود أعمال مربحة.

وتأتي زيارة الأسد قبيل زيارة مرتقبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد لطهران، لبحث أجواء التهدئة الإقليمية والمفاوضات المتعثرة حول البرنامح النووي الإيراني.

وجاءت الزيارة أيضاً غداة احتجاجات في الأهواز؛ بسبب الأحوال المعيشية وغلاء الأسعار، وتزامناً مع تشديد الإجراءات الأمنية في طهران خشية تمدد التظاهرات إليها.

وفي موقف لافت، دعت صحيفة إيرانية تتبع مكتب المرشد، لكنها مصنفة بأنها وسطية معتدلة، رئيسي إلى الاستقالة.

وتزامنت زيارة الأسد، التي لم تُعلن سابقاً، مع تشديد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن التكتل ملتزم بـ “خطوطه الحمراء” الثلاثة، التي تتضمن عدم المساهمة بإعمار سورية، وعدم رفع العقوبات، وعدم إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع دمشق؛ “ما لم يتم إنجاز انتقال سياسي حقيقي وشامل بحزم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”. وكان بوريل يتحدث عشية بدء مؤتمر “المانحين 6” لدعم الشعب السوري في بروكسل اليوم.

وأكد المسؤول الأوروبي أن التكتل سيحافظ على مواصلة دعم الشعب السوري خلال المؤتمر، الذي لم تُدعَ له موسكو على خلفية “عدوانها غير المسبوق ضد كييف”.

وفي فبراير 2019، التقى الأسد في طهران، خامنئي والرئيس حينذاك حسن روحاني، خلال زيارة كانت الأولى لإيران، أبرز حلفائه، منذ اندلاع النزاع في سورية قبلها بنحو ثماني سنوات.