اخبار المغرب

مُجندون يتلقون تدريبات على مهن الفروسية في مجموعة سرايا الخيالة بخنيفرة

قال الكولونيل أحمد الحضراوي، قائد المجموعة الثانية لسرايا الخيالة بالقوات المسلحة الملكية: “إننا نعمل اليوم، بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لتمكين المجنّدين من تعلّم مهن تُمكّنهم من الاندماج في النسيج السوسيو اقتصادي، بعدما تأقلموا مع الحياة العسكرية، وترسيخ حب الوطن وقواعد الانضباط بمختلف مراكز التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية”.

وأبرز الكولونيل الحضراوي، في تصريح لهسبريس، أن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية سخرت، من أجل إنجاح هذه المبادرة الملكية السامية، جميع المستلزمات الضرورية، سواء تعلق الأمر بالتكوين البيداغوجي للمؤطرين أو توفير التجهيزات اللوجيستية اللازمة للتعليم في أحسن الظروف.

وأضاف أن المجندين بالمجموعة الثانية لسرايا الخيالة لقّنوا مجموعة من المهن لها علاقة وطيدة بمجال الفروسية نظرا للتطور الكبير الذي أصبحت تعرفه هذه الرياضة ببلدنا، ضمنها مهنة سائس مختص بالعناية وترويض الخيول (Palefrenier soigneur)، ومساعد الممرض البيطري (Aide infirmier vétérinaire)، ومساعد الحداد المختص في صناعة وتركيب سنابك الخيول (Aide Maréchal ferrant).

وفي مجال الصناعات الجلدية، أوضح المسؤول العسكري أنه يتم تلقين مهنة الإسكافي الخاص بصناعة وإصلاح السروج (Sellier) وصناعة وإصلاح أحذية الفرسان (Cordonnier)، بالإضافة إلى مهنة البستاني، الذي يكلف بتجهيز الحدائق والمساحات الخضراء.

وأشار إلى أن عملية التأهيل تسير وفقا للأهداف المسطرة، مع مراعاة المستويات الدراسية للمجندين، بُغية تمكينهم على قدم المساواة من التعلّم الجيد بطرق عصرية تشمل جوانب نظرية وأخرى تطبيقية من أجل اكتساب المهارات اللازمة للولوج إلى سوق الشغل.

من جانبه، أوضح الطبيب البيطري ليوتنان كولونيل هشام الهسكوري، رئيس المصلحة البيطرية بالوحدة، أن الهدف من مرحلة التخصص داخل هذه الوحدة بالنسبة للفوج 37 هو تكوين مساعدين في التمريض البيطري ومساعدين في حدادة الخيول.

وتابع رئيس المصلحة البيطرية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا إن “مساعد الممرض البيطري يستكشف الحالة الصحية للخيول ويحدد طبيعة بعض الحالات المرضية، ويسهر على تنفيذ تعليمات الطبيب البيطري وتحضير الجرعات المناسبة، فيما يتعيّن على مساعد حدّاد الخيول الإلمام بكل ما يتعلق بحوافر الخيول ورعايتها، وكذلك تحضير وتركيب الصفائح على الحوافر، تحت مراقبة وتدبير الطبيب البيطري.

وإلى جانب هذه الورشات، تُقدّم الثكنة مجموعة من المهن والتخصصات التي تم تطويرها للاهتمام بالحصان، منها راعي الخيول، الذي يختص بنظافة الخيول والإحاطة بكل جوانب حياتها، من طعام وعناية ورعاية طبية. كما يتعينُ عليه معرفة كيفية التعامل مع الخيول داخل الإسطبل وخارجه، مع مراعاة طباعها. فيما يتمثل تخصص الإسكافي في صناعة وإصلاح جميع الأحذية الخاصة بالفارس. أما مصلح السروج فينهض بمهمة وإصلاح السروج، فضلا عن مهنة البستنة التي تهم كيفية تسميد التربة وكيفية نمو النبتة.

وبشأن أهمية هذه التخصصات، قال المجند محمد الدبالي، من المجموعة الثانية لسرايا الخيالة بمدينة خنيفرة، وهو مختص في صنع وإصلاح الأحذية الخاصة بالفروسية، “أشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على هاد الفرصة ديال الخدمة العسكرية التي غيرت حياتي، والتي تلقنت خلالها دروسا نظرية وتطبيقية مهمة”.

وأثنى المجند على كل المؤطرين، من ضباط وضباط الصف، الذين بذلوا مجهودات من أجل تعليم المجندين العديد من المهن، معربا عن أمله في أن يحصل على شهادة مهنية تفتح له الأبواب للولوج إلى سوق الشغل.

وفي السياق ذاته، عبر مجندون من تخصصات مختلفة، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن ثنائهم وشكرهم للقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الملك محمد السادس، الذي أتاح لهم هذه الفرصة التي تضمن لهم الاندماج في سوق العمل عقب استكمال الخدمة العسكرية.

وقال المجندون إن انخراطهم في التجنيد جعلهم يعيشون الحياة العسكرية عن قرب، مما عزز لديّهم قيم المواطنة الحقة وبناء الذات، لافتين إلى أن “الخدمة العسكرية من أحسن التجارب التي يجب أن يستغلها الشباب المغاربة من أجل ترسيخ روح الانتماء إلى الوطن والمساهمة في نمائه”.