اخبار المغرب

تقرير يلامس التوترات بين الرباط وبريتوريا بسبب قضية الصحراء المغربية

سلط تقرير حديثٌ الضوءَ على التوترات التي باتت تخيم على العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجنوب إفريقيا، مؤكدا أن بريتوريا “حاولت منافسة المملكة خلال السنوات الأخيرة على مستويات عدة، بما فيها السباق نحو الظفر بمقاعد داخل المنظمات الدولية”.

واعتبر التقرير الذي أعدته مجلة “موديرن دبلوماسي” أن “العلاقات بين البلدين شهدت توترا في الفترة الأخيرة، حيث لوحظ الخلاف بين البلدين في مناسبات متعددة، بما فيها فترة الانتخابات التي همت رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال شهر يناير الماضي، ذلك أن جنوب إفريقيا حاولت الترويج لكون سجل المغرب في حقوق الانسان لم يكن بالكافي للترشح لرئاسة المجلس، قبل أن يؤول المنصب إلى الرباط”.

وذكر التقرير ذاته أن الدولة الجنوب إفريقية “رفضت انتخاب المغرب لرئاسة المجلس، على اعتبار أنه في نظرها لم يلتزم بمبادئ حقوق الإنسان، في حين اعتبرت نفسها ذات أولوية في الظفر بالمنصب المذكور، بالنظر إلى سجلها في التغلب على الفصل العنصري”، غير أن المملكة استطاعت في الأخير عبر مرشحها، عمر زنيبر، الفوز في السباق بواقع 30 صوتا مقابل 17 صوتا لماكسوليسي أنكوسي، مرشح جنوب إفريقيا”.

نقطة ثانية تتمحور حولها العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا، هي تلك المتعلقة بالنزاع حول الصحراء المغربية، إذ ذكر مؤلف التقرير أن “بريتوريا تدعم لأكثر من عقد من الزمن مطالب جبهة البوليساريو، وتقترح الاستفتاء عوضا عن الطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، وبالتالي أدى هذا الخلاف إلى توتر العلاقات بين البلدين”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “البلدين حاولا بعد 13 سنة من قطع العلاقات إعادة التنسيق الدبلوماسي بينهما، الأمر الذي بدأت بوادره بملاقاة العاهل المغربي رئيس جنوب إفريقيا سنة 2017، وهو ما أفضى إلى إعادة تحريك السفراء بين البلدين بتعيين يوسف العمراني بجنوب إفريقيا وإبراهيم إدريس بالمغرب”.

التقرير الذي أعده أحد الباحثين في قضايا شمال إفريقيا والصحراء بجامعة “جيلين” الصينية أشار كذلك إلى “التعاون الثنائي بين جنوب إفريقيا والجزائر بخصوص نزاع الصحراء المغربية، إذ يدعمان جبهة البوليساريو ويحاولان التأثير على الاتحاد الإفريقي لدعم موقفها من هذا النزاع، وهو الأمر الذي فاقم التوترات بين الرباط وبريتوريا”.

وبخصوص الزيارة التي أجراها المبعوث الأممي، ستافان ديميستورا، إلى جنوب إفريقيا، أوضح المصدر نفسه أن “هنالك انتقادات همت هذه الزيارة التي تعد نكسة أممية وتتعارض مع معايير الوساطة المعتادة، خصوصا أن الأطراف التي يهمها النزاع معروفة، في حين أن جنوب إفريقيا ليست من ضمنها بشكل مطلق”.

وفي سياق متصل، عزا تقرير “موديرن دبلوماسي” فشل المبعوث الأممي إلى الصحراء في جمع أطراف النزاع إلى “رفض الجزائر تحمل مسؤوليتها في هذه القضية، على اعتبار أنها تحتضن حركة البوليساريو وتدعمها بالسلاح والتمويل”.