اخبار الإمارات

لا وجود لفاغنر.. بوتين يختصر أزمته مع المجموعة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب)

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب)

السبت 15 يوليو 2023 / 13:45

بعد أسابيع من انتفاضة مسلحة شنتها مجموعة فاغنر شبه العسكرية، والتي كشفت عن تصدعات في نظام حكم الرجل الواحد في روسيا، سعى الكرملين إلى إيصال رسالة بسيطة مفادها أن الرئيس فلاديمير بوتين يسيطر بقوة.

بوتين: لا وجود لكيان فاغنر قانونياً

وفي مقابلة أول أمس الخميس مع صحيفة “كوميرسانت” الروسية التجارية، اعترف بوتين خلال اجتماعه مع يفغيني بريغوجين وقادة فاغنر الذي استمر 3 ساعات، بأنه شعر بالفضول.

لا وجود لفاغنر

ووفقاً لشبكة “سي إن إن”، قال الرئيس الروسي عندما سئل عما إذا كان سيتم الاحتفاظ بفاغنر كوحدة قتالية: “شركة فاغنر العسكرية الخاصة غير موجودة، ليس لدينا قانون للمنظمات العسكرية الخاصة. إنها ببساطة لا وجود لها”.

وأكد بوتين على عدم وجود فاغنر خلال المقابلة، مكرراً قوله “لا يوجد مثل هذا الكيان القانوني”. ومن الناحية الفنية، فإن بوتين محق، حيث تحظر المادة 359 من القانون الجنائي الروسي نشاط المرتزقة، كما ينص القانون على أن “تجنيد المرتزقة أو تدريبها أو تمويلها أو أي دعم مادي آخر لها، وكذلك مشاركتها في نزاع مسلح أو عمليات عسكرية يعاقب عليه بعقوبات جنائية شديدة”.

ومضى بوتين ليشرح في المقابلة أن مجلس الدوما – البرلمان الروسي – يجب أن ينظر في تشريع لإضفاء الشرعية على الشركات العسكرية الخاصة، معترفاً بأن “هذا ليس بالإجراء السهل”.

دعم روسي شامل

وخلال الحرب الروسية الأوكرانية المندلعة منذ فبراير(شباط) 2022، أنكر الكرملين بشكل أساسي وجود فاغنر، إلا أن ذلك تغير في الأشهر الأخيرة، حيث تمكنت قوات فاغنر من تحقيق بعض الانتصارات الرمزية لروسيا، خاصة في القتال المرير حول مدينة باخموت الأوكرانية.

وحذا التلفزيون الحكومي حذوه، ورفع مقاتلي فاغنر إلى مرتبة نجوم موسيقى الروك. ولكن إذا كانت فاغنر من الناحية الفنية كياناً غير قانوني طوال هذا الوقت، فمن أذن باستخدامها؟ من الذي دربهم وجهزهم؟ ومن وقع على ميزانيتهم؟

وذكرت الشبكة أن هذا يعد أكثر من مجرد سؤال تقني أو فلسفي، فبعد كل شيء اعترف بوتين نفسه في تصريحات في 27 يونيو(حزيران) الماذي لمسؤولي الأمن بأنه “تم توفير الحماية الكاملة لمجموعة فاغنر من قبل الدولة، حيث خصصت الحكومة أكثر من 86 مليار روبل، أو حوالي مليار دولار للصيانة بين مايو(أيار) 2022 ومايو(أيار) 2023 فقط.

بوتين.. سيد القانون

وأشار التقرير إلى أن المسألة تتعلق بما هو أكثر من نهج بوتين المتعجرف لسيادة القانون، كما أنه بمثابة تذكير بأن الرئيس الروسي هو رائد عالم ما بعد الحقيقة.

وتجدر الإشارة إلى أن زعيم الكرملين كان أيضاً هو الشخص الذي منع القوات الخاصة الروسية – ما يسمى بـ “الرجال الخضر الصغار” – من الاستيلاء على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وبعد أسابيع قليلة فقط من الاحتلال، اعترف بوتين بأن الرجال المشاركين ضمن العملية هم في الواقع جنوداً روسيين، وليس وحدات محلية للدفاع عن النفس.

وينطبق الشيء نفسه على الدعم الروسي السري للانفصاليين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا منذ عام 2014. حيث أصر الكرملين على الحفاظ على الوهم القائل بأن القوات الروسية النظامية لم تدعم الجمهوريات الانفصالية، على الرغم من اعتراف بوتين بشكل غامض بأن الحكومة الروسية تشارك بنشاط في دونباس، بما في ذلك دعم الانفصاليين وتبادل الأسرى.

فاغنر الطيب أم السيء

وتساءلت الشبكة عن هدف بوتين من اجتماعه مع قادة بريغوجين وفاغنر؟ مشيرة إلى أنه أراد نقل رسالة للجمهور الروسي مفادها أنه لا يزال مسؤولاً، إذ يبدو أنه يخلق رواية جديدة: فاغنر “الطيب” (جنود بريغوجين) مقابل فاغنر “السيء” (بريغوجين نفسه).

ولفت بوتين خلال محادثاته مع “كوميرسانت”، إلى أنه لاحظ خلافاً بين بريغوجين وكبار قادته خلال اجتماعه معهم في الكرملين.

وبحسب الرواية، قال بوتين للمجموعة إن لديهم خيار مواصلة القتال تحت قيادة قائدهم المباشر، وهو ضابط معروف بعلامة النداء “سيدوي” (“الشعر الرمادي”). وأضاف “لن يتغير شيء بالنسبة لهم”. كان بوتين قد أخبر المجموعة، سيقودهم نفس الشخص الذي كان قائدهم الحقيقي طوال الوقت.

ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟، يقول مراسل صحيفة “كوميرسانت” إنه سأل الزعيم الروسي الذي قال بدوره “أومأ كثير من أفراد المجموعة برأسهم عندما قلت ذلك”، إلا أن بريغوجين رفض العرض المقدم وقال: “الرجال لا يوافقون على هذا القرار”.

وتترقب الأوساط العالمية ما إذا كان هذا الصدع – حقيقي أو خيالي أو مزيج من الاثنين، وقال التقرير “من غير الواضح ما سيفعله الكرملين برتبة وملف فاغنر. لكن رواية بوتين الأحادية الجانب تشير إلى أنه لا يزال يكتشف كيف يتعامل بالضبط مع قائد المجموعة”.

وقال المحرر الصحفي في “بي بي سي” في موسكو، ستيف روزنبرغ: “يبدو أن الكرملين يريد التمييز بين رئيس فاغنر ومقاتلي فاغنر المنتظمين، مما يدق إسفيناً بينهما”، مضيفاً “هذا من شأنه أن يفسر محاولات وسائل الإعلام الحكومية الروسية لتشويه سمعة بريغوجين”.