بالفيديو الرماية هواية لتفريغ الطاقات تجمع الشباب والبنات والأطفال

وليد جمعة
بعد أن ارتبطت دوما في الأذهان بالدمار والحروب، تحولت الأسلحة في متناول أيدي الشباب الحالم المسالم إلى فن يتقنه كل هاو يسعى إلى تنمية هذه الهواية عبر التدريب عليها في مضمار الرماية.
ولم يقتصر ذلك على الشباب فتم ترويضها بأياد رقيقة رغم خطورتها وصعوبتها، فشهدت ميادين الرماية كم هن بارعات في ممارستها ولم يقتصر انتشار السلاح على شريحة معينة، بل أصبح بمتناول كل الشرائح والأعمار، حيث أضحت الرماية رياضة يستمتع بها الجميع، حتى ان سماع دوي الطلقات لم يعد كالسابق يخيف صغار السن.
هذا ما تابعته «الأنباء» في نادي ميادين الرماية، حيث تنقلت في ميادين التدريب تراقب عن كثب أهدافا تبدو بعيدة المنال تقتنصها العيون في تحدّ للذات بثبات عال وقوة تركيز وصفاء تام للذهن الى ان يعلن صوت الطلقات الانتصار في إصابته الهدف.
انها فن تتحد عناصره بمهارة وانسجام فيرتبط العقل بالجسد ليحدث اتزان تام بالإضافة الى ضبط لتحركات الرامي ودقة بالغة في التصويب تتناسب فيها مهارة الرامي تناسبا عكسيا مع الزمن اللازم لتحرير الطلقة، بالإضافة الى رياضة الرماية بالقوس والسهم التي عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ وأصبحت من الماضي حين تفنن البشر في صنع الأسلحة الى ان عادت من جديد كرياضة عالمية في ميادين الرماية.
تفاصيل لقائنا في السطور التالية:
في لقائنا مع مدير مجمع ميادين الرماية في الشركة الوطنية للميادين عمر الأنصاري وأحد أعضاء مجمع ميادين الرماية البارزين أوضح ان النادي تم تأسيسه عام 2003، وافتتحه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، (وكان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية آنذاك)، معلنا عن انضمام رياضة الرماية الحركية التكتيكية حسب قانون الاتحاد الدولي للرماية (IPSC) وفيها تتم ممارسة الرياضة بطريقة عملية من خلال تحديد وقت للتعامل مع الأهداف واعتماد نتيجة تصويب معينة ومن ثم يعتمد أعلى نتيجة لتصويب الرامي ومنحه جائزة، مشيدا بجهود الرئيس التنفيذي لمجمع ميادين الرماية محمد سعود العبدالله ودعمه الكامل فتبنى فكرة هذه الرياضة وخصص ناديا للتدريب عليها وممارستها وفقا لإرشادات الأمن والسلامة المتبعة، مضيفا ان منتسبي النادي يتمتعون بمستوى تدريب عال، وذلك من خلال التطوير الدؤوب في أساليب ممارسة هذه الهواية، بالإضافة الى توفير جميع السبل الممكنة لتحفيز الشباب للاهتمام بممارسة هذه الرياضة، كإقامة المسابقات وتنظيم بطولات الرماية المحلية.
ويقدم مجمع الميادين الدعم الكامل لها، فضلا عن انه تمت إضافة ميدان القوس والسهم وقد حظي بتفاعل وإقبال شديد للالتحاق بالميدان لممارسة هذه النوع من الرماية.
وأكد الأنصاري أن النادي مفتوح للجميع، فالرماية رياضة اجتماعية يشارك فيها ويمارسها الجميع ومن كل الفئات العمرية، مضيفا انه بالنسبة للأطفال يمكنهم ممارسة رياضة الرماية ابتداء من 8 سنوات، حيث تم توفير مجموعة من الألعاب الرياضية تناسب هذه الأعمار على سبيل المثال ميدان هوائي وميدان يو تي ان بالإضافة الى ميدان القوس والسهم ويكون الالتحاق بالنادي من خلال تعبئة طلب مخصص لذلك وشراء الذخيرة ثم التوجه للتدريب من قبل أحد المدربين، مؤكدا تأثر نشاطات النادي خلال الفترة المنصرمة بتداعيات «كورونا» بشكل عام والمنتسبين بشكل خاص.
ممارسة الرماية تتطلب تطبيق أقصى شروط الأمن والسلامة
لدى سؤالنا مدير مجمع ميادين الرماية في الشركة الوطنية للميادين عمر الأنصاري عن مدى خطورة الرماية، فأجاب بالقول إنها تنطوي على نوع من الخطورة وعليه يجب على ممارسيها تطبيق شروط الأمن والسلامة العامة طبقا لأوضاع الرمي المختلفة بالإضافة الى طريقة التسديد الصحيح.
وعن أنواع الأسلحة المستخدمة بمجمع ميادين الرماية أوضح ان النادي مختص بمجموعة أسلحة، مشيرا الى انه تم تخصيص ميدان للمسدسات وآخر للبنادق بالإضافة للأسلحة الهوائية شارحا بالتفصيل رسم المسدسات ويضم ست عيارات بالميدان وعياراته 22 – 38 – 9 مل 40 – 44 – 45 رسم البندقية يضم عيار 22 – 22 اورنت 9 مل 308 – 223، أما الثالث فهو الشوزن 12 السلاح المعتمد لهواة رمي الأطباق.
وختم الأنصاري حديثه ناصحا الشباب بممارسة هذه الهواية لما لها من قيم حياتية مؤثرة على الفرد وتعامله مع محيطه من حوله ولعل أهم هذه فوائد الدقة وتعلم المهارات الخاصة بالانتباه وقوة التركيز فضلا عن تحسين حالة الفرد الذهنية، مؤكدا ان الرماية من الرياضة المستقطبة للشباب من مختلف الأعمار والفئات وممارستها تزيد قدرات الشباب الابداعية وتنمي مهاراتهم بالإضافة لخلق جو تنافسي رياضي مثالي لتنمية الروح الرياضية، لافتا إلى أهمية الرياضة في تفريغ طاقات الشباب.
دلال العلي: أشجع جميع البنات على ممارسة الرماية.. وحلمي الوصول إلى العالمية
في حديث «الأنباء» مع إحدى المنتسبات بنادي ميادين الرماية دلال العلي قالت إنها تمارس الرماية منذ 5 أعوام، مشيرة الى ان هذه الرياضة أصبحت جزءا أساسيا من حياتها مع الرماية التكتيكية تمارسها مرة أسبوعيا.
وأوضحت انها بدأت بالفضول وحب التجربة، وقد تعلقت بها فداومت على ممارستها أولا قناصة ثم المسدس إلى ان وصلت للتكتيكية في نادي ميادين الرماية وأفصحت عن حلمها في الوصول للاحترافية العالمية ورسالتها من خلال مايك «الأنباء» أشجع جميع البنات على ممارستها.