اخبار فلسطين

غضب سياسي بعد اعتداء مستوطنين على جنود حاولوا تفريق مظاهرة بالقرب من نابلس

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس أن مستوطنين إسرائيليين اشتبكوا مع جنود كانوا يحاولون تفريق مظاهرة عنيفة بالقرب من نابلس وسط توترات شديدة في الضفة الغربية.

وقال الجيش أن أربعة جنود، بمن فيهم قائد كتيبة المظليين 202، أصيبوا برذاذ الفلفل من المستوطنين في موقعين خلال الاشتباكات الليلية.

وتسبب الحادث في إثارة غضب سياسي واسع النطاق، ووصف رئيس الوزراء يائير لبيد المهاجمين بأنهم “مجرمون خطيرون”. وقال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو إنه “يدين العنف تماما” ودعا إلى تقديم مثيري الشغب إلى العدالة.

وذكرت الشرطة الإسرائيلية صباح الخميس أنه تم اعتقال مشتبه به في العشرينات من عمره لصلته بالاشتباك بينما كان يجلس في إحدى المركبات التي استخدمها المستوطنون للفرار من المكان.

وقال مسؤولو إنفاذ القانون إن المشتبه به، وهو من سكان مستوطنة بالضفة الغربية، هو أيضا جندي في الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش أنه تم نشر جنود في منطقة بالقرب من بلدة حوارة الفلسطينية لتفريق مجموعة من عشرات المستوطنين رشقوا المركبات الفلسطينية بالحجارة.

תיעוד: מתנחלים תוקפים לוחמים מגדוד 202 של הצנחנים בחווארה בשומרון pic.twitter.com/UxyQHu56a1

— איתי בלומנטל Itay Blumental (@ItayBlumental) October 20, 2022

وقال الجيش في بيان إن الجنود “تعرضوا لهجوم عنيف، بما في ذلك برذاذ الفلفل من قبل عدة مستوطنين. وأصيب قائد الوحدة مع جندي آخر نتيجة لذلك”.

ولم يتم تفصيل مدى خطورة الإصابات ولم يتضح على الفور ما إذا كان أي فلسطيني قد أصيب في رشق الحجارة. ولم يصدر تعليق فوري من السلطات على أي اعتقالات.

وفي وقت لاحق من المساء، رش المستوطنون جنديين آخرين برذاذ الفلفل بالقرب من مفرق تبوح، جنوب حوارة.

ووصف الجيش في بيان المستوطنين المتورطين في أعمال العنف بأنهم “مجرمون” ودعا الى محاسبتهم، لكنه تجنب استخدام اللهجة الحادة التي تستخدم عادة للإشارة إلى راشقي الحجارة الفلسطينيين.

وصرح الجيش أن “الأذى الذي يلحق بجنود الجيش الإسرائيلي من قبل المستوطنين، الخاضعين لحمايتهم، هو سلوك غير مشروع وعلينا التنديد به والعمل ضده بشدة”.

وقال رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي صباح الخميس إن تعرض القوات الإسرائيلية لهجوم من قبل المستوطنين “غير مقبول”.

جنود إسرائيليون يغلقون حاجز حوارة، المدخل الرئيسي لمدينة نابلس بالضفة الغربية، 12 أكتوبر 2022 (AP Photo / Majdi Mohammed)

وقال كوخافي: “هذه حادثة خطيرة للغاية، تجسد سلوكا إجراميا مشينا ومخزيا، ويتطلب عدالة سريعة وصارمة. أنا أدعم النشاط المهم لجنود الجيش الإسرائيلي، الذين يعملون على مدار الساعة لحماية سكان إسرائيل. من غير المقبول أن يتعرض جنود الجيش الإسرائيلي الذين يدافعون بجد وإخلاص لهجمات عنيفة من قبل المستوطنين”.

وقال لبيد إن “مثيري الشغب اليهود الذين هاجموا بعنف جنود الجيش الإسرائيلي في حوارة الليلة الماضية هم مجرمون خطيرون يجب التنديد بهم ومعاقبتهم دون تردد وبكل قسوة”.

وكتب على تويتر إنهم “يعرضون أرواح جنودنا للخطر ويضرون بدولة إسرائيل. أنا أعزز القوات القتالية في الميدان وقائد كتيبة المظليين وجنودهم الموجودين هناك لحماية شعب إسرائيل”.

وندد وزير الأمن العام عومر بارليف بالمستوطنين وزعم أن سلوكهم يرقى إلى مستوى الإرهاب.

وكتب على تويتر إن “العنف الذي تم ارتكابه الليلة على يد عصابات المستوطنين ضد جنود الجيش الإسرائيلي وضد الفلسطينيين في منطقة حوارة وتبوح هو عمل إرهابي بكل الطرق”.

وكتب أن أفعالهم “وصمة أخلاقية من الدرجة الأولى”. وتعهد بتقديم الجناة إلى العدالة.

ووصفت وزيرة الداخلية أييليت شاكيد الاشتباك بأنه “حادث مشين” تدينه تماما.

وكتبت على تويتر أن “هؤلاء الناس لا يمثلون مستوطنين الضفة الغربية”، وحثت على تحقيق العدالة السريعة لمن يرتكبون أعمال عنف ضد قوات الأمن.

وزير الأمن الداخلي عومر بارليف يتحدث خلال مراسم أقيمت في معاليه أدوميم، 7 سبتمبر، 2022. (Oren Ben Hakoon / Flash90)

وأعرب نتنياهو عن أسفه “لمحاولات تشويه سمعة جمهور المستوطنين الأوسع بسبب الأفعال الخاطئة التي ارتكبها عدد قليل من الأفراد. الغالبية العظمى من المستوطنين تحترم القانون”.

وغرد عضو الكنيست بتسلئيل سمورتيتش، زعيم تحالف “الصهيونية الدينيةعوتسما يهوديت” اليميني المتطرف المؤيد للمستوطنين، قائلا: “لا تُرفع اليد ضد جنود الجيش الإسرائيلي. نقطة”.

وألقى عضو الكنيست ايتمار بن غفير، الرجل الثاني في التحالف وزعيم فصيل “عوتسما يهوديت”، باللوم على وزير الدفاع في الأحداث.

وقال في بيان إن “العنف ضد جنود الجيش الإسرائيلي خطأ دائما، ولا مكان له في أي موقف على الإطلاق وأنا أدينه بشدة”.

لكن بن غفير، الذي يحظى بموجة من الشعبية من نشطاء اليمين المؤيدين للاستيطان قبل انتخابات الشهر المقبل، زعم أن المستوطنين في حوارة كانوا يردون على فلسطينيين رشقوا مركبات إسرائيلية بالحجارة في البلدة، وانتقد الجيش الإسرائيلي لعدم ذكره ذلك في بيانه عن الأحداث.

وقال بن غفير: “هذه شهادة أخرى على التسييس الذي يحاول غانتس إدخاله إلى الجيش الإسرائيلي”، واتهم وزير الدفاع بـ”تقييد أيدي جنود الجيش الإسرائيلي” مع “التخلي عن أمن البلاد”.

وكتب أن “المسؤولية تقع على عاتقه”.

عضو الكنيست إيتمار بن غفير، رئيس حزب “عوتسما يهوديت” يزور بيت أوروت، في حي الطور بالقدس الشرقية، 13 أكتوبر 2022 (Yonatan Sindel / Flash90)

تصاعدت التوترات في حوارة والمنطقة المحيطة بها في الأسابيع الأخيرة، حيث طوق الجيش مدينة نابلس لقمع مجموعة فلسيطينية مسلحة تُعرف باسم “عرين الأسود”، والتي تبنت هجمات شبه يومية ضد القوات والإسرائيليين.

وتقع حوارة على طريق رئيسي يستخدمه الفلسطينيون والمستوطنون على حد سواء، ووقعت هجمات رشق حجارة متكررة على السيارات الإسرائيلية في المنطقة.

ويوم الخميس الماضي، قامت مجموعة من المستوطنين اليهود باقتحام حوارة، وهاجمت المتاجر والسكان بالحجارة والقضبان الحديدية، وفقا لتقارير فلسطينية ولقطات فيديو من مكان الحادث. وأصيب أكثر من 40 فلسطينيا بجروح.

وأظهرت لقطات من الموقع مستوطنين يلوحون بالهراوات وهم يجرون في الشوارع ويقتربون من أصحاب المتاجر الفلسطينيين. ويظهر في الفيديو صاحب متجر ظهره الى الحائط يلوح بعصا في اتجاه مجموعة من المستوطنين، بينما ألقى فلسطيني ثان بحجر عليهم. وأطلق الجنود النار في الهواء ووقفوا بجانب مجموعة من المستوطنين، في محاولة على ما يبدو للفصل بينهم.

תיעוד של התקפת המתנחלים בחווארה היום (צילום: אורן זיו) pic.twitter.com/BzeSvVVs2z

— שיחה מקומית (@mekomit) October 13, 2022

كما يحقق الجيش في حادثة أطلق فيها جندي النار على منازل فلسطينية في حوارة بعد أن تضررت سيارته في هجوم رشق حجارة يوم الجمعة.

وتشمل المنطقة عدد من المستوطنات المتطرفة، والتي غالبا ما يقوم سكانها بترهيب الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم. كما اتهم المستوطنون الجيش بعدم القيام بما يكفي لحمايتهم.

فلسطيني يلقي حجرا على مستوطنين وجندي إسرائيلي خلال مواجهات في حوارة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية، 13 أكتوبر 2022 (AP Photo / Majdi Mohammed)

واشتبك مستوطنون يوم الاربعاء مع فلسطينيين ونشطاء اسرائيليين خلال موسم قطف الزيتون السنوي في جنوب الضفة الغربية.

وأظهرت لقطات مصورة إلقاء مستوطنون ملثمون الحجارة ومهاجتهم متطوعين وفلسطينيين يقطفون الزيتون، بينما قالت مجموعة استيطانية إن “الفلسطينيين اقتربوا من مستوطنة وأصدروا تهديدات وأصابوا ثلاثة من السكان في استفزاز متعمد”.

مستوطنون يعتدون على سيدة قرب بلدة كيسان بالضفة الغربية، 18 أكتوبر، 2022. (WAFA)

وأسفرت حملة الاعتقالات التي أطلقتها إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، وركزت على مدينتي نابلس وجنين في شمال الضفة الغربية، عن اعتقال أكثر من 2000 فلسطيني في مداهمات شبه ليلية.

كما خلفت الحملة أكثر من 100 قتيل فلسطيني، قُتل الكثير منهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير