اخبار فلسطين

الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية توغل “مستهدف” في جنوب غزة مع مواصلة القوات دخولها إلى عمق القطاع

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه نفذ عملية محدودة في جنوب قطاع غزة خلال الليل، في الوقت الذي واصلت فيه القوات هجومها ضد حركة حماس في الجزء الشمالي من القطاع.

وفي حين ركز الجيش أنشطته في شمال غزة، فقد نفذ أيضا عمليات محدودة في جنوب القطاع لإعداد المنطقة للمراحل المستقبلية من الحرب.

وقال الجيش الإسرائيلي إن العملية التي نفذتها قوات سلاح الهندسة القتالي والدبابات، بقيادة فرقة غزة، كانت تهدف إلى رسم خرائط للمباني وتطهير المنطقة من العبوات الناسفة المزروعة.

وأضاف أنه خلال العملية، واجهت القوات خلية تابعة لحماس خرجت من أحد الأنفاق. وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات قصفت النشطاء وقتلتهم.

في غضون ذلك، أفاد فلسطينيون في غزة بوقوع غارات جوية إسرائيلية خلال الليل وحتى يوم السبت في أنحاء القطاع، بما في ذلك في الجزء الجنوبي منه.

وقد نزح ما يقدر عددهم بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقا لأن إسرائيل تشن أيضا غارات جوية في الجنوب.

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى منهار بحثا عن ناجين في أعقاب غارة جوية للجيش الإسرائيلي على ما يبدو على خان يونس في جنوب قطاع غزة، 4 نوفمبر، 2023. (Mahmud Hams/AFP)

كما تحدثت تقارير عن غارات جوية في مدينة غزة، مركز الحملة العسكرية الإسرائيلية لسحق حركة حماس الحاكمة في غزة. وقال شهود إن الغارات استهدفت الضواحي الغربية للمدينة وقرب مستشفى القدس.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن إسرائيل قصفت أيضا منزلا تابعا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في حي الشاطئ بالمدينة.

وذكرت التقارير أن صاروخا أطلق على المنزل. ولم ترد تقارير فورية عن سقوط إصابات وقتلى في الغارة، ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في خطاب متلفز دعا فيه إلى “حل سياسي” للصراع المستمر مع إسرائيل، 1 نوفمبر، 2023. (Screenshot, Hamas Telegram channel)

ويقيم هنية في المنفى في قطر.

في وقت سابق من الحرب، ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن 14 من أقاربه قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل آخر للعائلة في حي الشيخ رضوان.

وبالتزامن مع القصف الجوي، واصل الجيش الإسرائيلي هجومه البري في الجزء الشمالي من القطاع، حيث واجهت قوات المشاة والدبابات محاولات عديدة من قبل مقاتلي حماس للخروج من الأنفاق لمهاجمة الجنود.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات قتلت عددا من المسلحين وعثرت على أنفاق سيتم تدميرها لاحقا.

قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في قطاع غزة في صورة تم نشرها في 4 نوفمبر، 2023.(Israel Defense Forces)

وفي إحدى المواجهات، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات البرية اشتبكت مع مجموعة مكونة من 15 من مقاتلي حماس، وقتلت العديد منهم، وقصفت مواقع المراقبة الخاصة بهم.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي على الفور معلومات جديدة عن الخسائر المحتملة.

ومنذ بدء الهجوم البري الأسبوع الماضي، قُتل 25 جنديا، و 341 منذ 7 أكتوبر.

سيكون دخول مدينة غزة، وهي أكبر مدينة في غزة ومعقل حكام حماس في القطاع، مهمة شاقة للجيش الإسرائيلي، الذي ستجبر تطلعاته في الإطاحة بحركة حماس الجنود على القتال عبر المتاهة الحضرية المزدحمة المليئة بالقنابل والأفخاخ المتفجرة والتي تمر تحتها شبكة واسعة من الأنفاق التي يستخدمها المسلحون لنصب الكمائن أو مباغتة القوات.

فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارات إسرائيلية كما يبدو على قطاع غزة في خان يونس، 4 نوفمبر، 2023. (AP Photo/Fatima Shbair)

مساء الجمعة أكد الجيش أنه نفذ غارة جوية على سيارة إسعاف في شمال غزة، وقال أنه تم تحديدها على أنها تُستخدم من قبل خلية تابعة لحماس، بالقرب من منطقة القتال.

وأكد مديرو ثلاثة مستشفيات أن الضربات وقعت بينما كان الموظفون يحاولون إجلاء الجرحى إلى الجنوب. وأظهرت لقطات مصورة ما حدث خارج مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، حيث تناثرت أكثر من اثنتي عشرة جثة ملطخة بالدماء لرجال ونساء وأطفال صغار بجوار السيارات وسيارات الإسعاف المتضررة.

وقال الجيش إن “عددا من نشطاء حماس الإرهابيين قُتلوا في الغارة”، مضيفا أنه سينشر المزيد من المعلومات قريبا، وقال إنه تم بالفعل مشاركة “معلومات أكثر تفصيلا” حول الضربة مع الحلفاء.

وأضاف “لدينا معلومات تثبت أن عمل حماس هي نقل نشطاء الإرهاب والأسلحة في سيارات الإسعاف… نؤكد أن هذه المنطقة هي ساحة معركة. ويتم دعوة المدنيين في المنطقة مرارا للإخلاء جنوبا حفاظا على سلامتهم”.

وكان الجيش قد قال إن قاعدة عمليات حماس الرئيسية تقع داخل مستشفى الشفاء وتحته، وأن الحركة تستخدم بالمثل مستشفيات أخرى كغطاء.

أشخاص يتجمعون حول سيارة إسعاف تضررت في غارة جوية إسرائيلية أمام مستشفى الشفاء في مدينة غزة في 3 نوفمبر، 2023. قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف سيارة إسعاف كانت تستخدمها خلية تابعة لحماس، وقتل العديد من عناصر حماس. (Momen AlHalabi/AFP)

يوم الجمعة، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن حركة حماس حاولت تهريب مقاتليها من قطاع غزة في سيارات الإسعاف التي أجلت عشرات الجرحى الفلسطينيين إلى مصر في وقت سابق من هذا الأسبوع.

أعدت حماس قائمة بأسماء المصابين بجروح خطيرة الذين أرادت إجلاؤهم من غزة لتلقي العلاج في مصر، إلى جانب آلاف المواطنين الأجانب الذين يتطلعون إلى الفرار من القطاع.

وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية إن القائمة تم فحصها من قبل مصر والولايات المتحدة، اللتين وجدتا أن ثلث الأسماء الواردة فيها كانت لمقاتلي حماس، مضيفا أنه تم رفض القائمة وأنه في نهاية المطاف لم يكن هناك مقاتلين من الحركة ضمن الجرحى الفلسطينيين الـ 76 الذين تم إجلاؤهم في سيارات إسعاف التي خرجت من غزة.

في غضون ذلك، قال مسؤولان إسرائيليان كبيران لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن مفتشين إسرائيليين اكتشفوا في وقت سابق من هذا الأسبوع مكثفات أوكسجين تهدف إلى تهوية الأنفاق التي تديرها الفصائل الفلسطينية في غزة.

وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين الكبيرين إن مكثفات الأوكسحين “هذه لم تكن للاستخدام في المستشفيات، بل تحتها. لهذا السبب تم تهريبها بين صناديق البسكويت”، مضيفا أن الشاحنة بأكملها التي تم العثور فيها على مكثفات الأكسجين مُنعت من دخول غزة.

وكشف الجيش يوم الجمعة أيضا عن حصوله على كمية كبيرة من المعلومات الاستخباراتية من معقل حماس في جباليا الذي استولت عليه قوات لواء المشاة “غفعاتي” يوم الثلاثاء.

وخدم المجمع العسكري الكبير قوات النخبة التابعة لحماس ووحدة استخبارات منطقة جباليا التابعة للحركة، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش إن حوالي 50 من مسلحي حماس قُتلوا خلال الهجوم على المعقل. كما قُتل جنديان إسرائيليان خلال القتال.

وقال الجيش أنه عثر على خطط قتالية لحماس، وخرائط، ومخططات القيادة والسيطرة، وأجهزة الاتصال، والتفاصيل الشخصية لقادة ونشطاء الحركة.

كما قال انه تم فحص المواد من قبل وحدة الاستخبارات التابعة للفرقة 162 ومسؤولين آخرين، وسوف “يستخدمها جيش الدفاع في القتال المستقبلي”.

يوم الخميس، قالت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس إن أكثر من 9200 فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب في أعقاب هجومها الوحشي. ولا يمكن التأكد من العدد بشكل مستقل، وقد اتُهمت الحركة بتضخيم عدد القتلى. الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين ولا بين القتلى في الغارات الإسرائيلية والذين قُتلوا جراء مئات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وسقطت داخل القطاع.

أعلنت إسرائيل الحرب، بهدف القضاء على حماس، في أعقاب الهجوم المباغت والكبير الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1400 إسرائيلي، وتم اختطاف مئات آخرين.

بعد 29 يوما من تنفيذ مسلحي حماس الهجوم، الذي أدى إلى إغراق المنطقة في حالة حرب، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل يوم السبت.

صورة تم التقاطها من مدينة سديروت بجنوب إسرائيل تظهر صواريخ تم إطلاقها من غزة باتجاه إسرائيل مع تصاعد الدخان من الغارات الإسرائيلية في 28 أكتوبر، 2023. (Aris MESSINIS / AFP)

مساء الجمعة، سقط صاروخ تم إطلاقه في باحة مركز للرعاية النهارية في سديروت، مما تسبب في أضرار طفيفة للمبنى الذي كان مغلقا في ذلك الوقت. تم إفراغ سديروت إلى حد كبير من سكانها بعد هجوم 7 أكتوبر.

وقالت السلطات إن نظام “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي اعترض أربعة صواريخ فوق تل أبيب ووسط إسرائيل. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو أضرار.

كما تم إطلاق صواريخ من لبنان يوم السبت، وسط هجمات صاروخية متكررة من قبل حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه من جنوب لبنان على شمال إسرائيل.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات.