منوعات

حلوى من ريحة زمان.. حكاية إيمان لكلوك آخر صانعة لـ«البالوظة» في مصر


أدهم السيد


نشر في:
الأربعاء 1 يونيو 2022 – 1:20 م
| آخر تحديث:
الأربعاء 1 يونيو 2022 – 1:20 م

تربى كثير من أطفال جيل السبعينيات على تلك المثلجات من الحليب والنشا التي تكتسب مذاقها من مكوناتها دون مكسبات طعم، ولكن الحلوى المعروفة بـ”البالوظة” لم تستمر مع ذلك الجيل إذ اندثرت عن محلات الجمالية العتيقة، إلا أن فتاة من إحدى عائلات اللبانين العريقة قررت إعادة أمجاد عائلتها لتعيد بيع البالوظة لشوارع الجمالية في محل أسرتها الذي يزيد عمره عن 80 سنة.

تقول إيمان لكلوك، خريجة تربية وصانعة البالوظة الأخيرة في الجمالية، في حديثها لـ”الشروق”، إنها لم ترتضِ بضياع تراث عائلتها وطريقة عمل الحلويات التراثية التي تعلمتها من جدها، لتقرر منذ سنوات إعادة فتح محل العائلة، وتكريس شيء من وقتها لصناعة مختلف أنواع الحلويات، على رأسها “البالوظة”.

وعن “البالوظة” أوضحت أنها من بين الحلويات التي جاء بها الفاطميون لمصر، لتكون الجمالية معقلا لصناعة تلك الحلوى؛ نظرا لكونها مدينة الفاطميين التي أقاموا بين أسوارها مئات السنين، متابعة أن “البالوظة” حلوى خفيفة الدسم قليلة السعرات، إذ تتكون من الحليب والنشا والعسل الذي يضفي عليها مذاقها الحلو دون أي إضافة للسكريات، عدا شربات الورد أو الفراولة.

وأشارت إلى أن “البالوظة” من الأكلات الصيفية، إذ اعتادت محلات اللبانين قديما -حسب قولها- على اتباع المواسم، إذ يكون بيع البالوظة المثلجة قليلة الدسم أيام الصيف الحارة، بينما يكون بيع البليلة بالكنافة شتاء.

وعن لمسات وضعتها على تلك الصناعة التراثية، قالت إنها لاحظت إعجاب المتذوقين لإضافات الفواكه على الحلويات؛ لذلك أضافت الموز والفراولة الطازجة على البالوظة حسب موسم الفاكهة.

وأوضحت أنه رغم شهرتها بـ”البالوظة”، إلا أن نشاط العائلة من اللبانين اشتمل على كل منتجات الألبان التي من تراث الأكلات المصرية، إذ تقوم بصناعة “أم علي” باستمرار، وإعداد الزبادي البلدي بالأسلوب القديم التي ورثته عن جدها وأبيها، لتعده “كامل الدسم على الفحم” بدلا من أفران الكهرباء، ولفتت إلى أن الإقبال على الزبادي يبلغ ذروته في مواسم شهر رمضان، حيث يسود موائد السحور.

وعن الفئات الأشد إقبالا على حلوى “البالوظة”، قالت إن الأجيال القديمة التي عاصرت شيوع الحلوى كانوا الأكثر سعادة بعودتها، متابعة أنها بمجرد استئناف عملها بـ”البالوظة” والترويج لها عبر مواقع التواصل، وجدت توافد من مختلف المحافظات المصرية كأسوان وغيرها، وتوافد من السائحين من الدول العربية كالجزائر، وعدد من المصريين المقيمين بالخارج كالولايات المتحدة.