اخبار الكويت

إردوغان ورئيس وزراء باكستان يزوران السعودية

أنقرة تطرد العشرات من «حماس» وتمنع آخرين من الدخول

توّج الرئيس التركي رجب طيب إردوغان جهوده المستمرة منذ أشهر لإصلاح العلاقات مع دول المنطقة، بزيارة مهمة إلى السعودية، أمس، يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

ووفق الرئاسة التركية، فإن زيارة إردوغان للمملكة تستغرق يومين، ويبحث خلالها العلاقات الثنائية، كذلك سبل زيادة التعاون، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن قضايا إقليمية ودولية.

وتعتبر زيارة إردوغان للسعودية تغيراً جذرياً في سياسته لإصلاح علاقاته المتوترة بقوى إقليمية منها الإمارات ومصر وإسرائيل.

ويعاني الاقتصاد التركي منذ سنوات، في حين تعرضت الليرة لأزمة في أواخر 2021 بسبب اتباع سياسة نقدية غير تقليدية يدعمها إردوغان، الذي سعى لتخفيف الضغوط عبر التقارب الدولي قبل مواجهته انتخابات صعبة بحلول منتصف العام المقبل.

وفي اتصال هاتفي سبق الزيارة، بحث وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي مع نظيره السعودي محمد الجدعان التعاون الاقتصادي، مؤكداً أنهما «تبادلا أفكاراً من شأنها تطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار».

وقالت مصادر بمجلس الغرف السعودية لوكالة «الأناضول»، إن الصادرات التركية إلى المملكة ستعود بسرعة إلى طبيعتها بمجرد إعلان البلدين استعادة العلاقات بينهما.

وفي تأكيد على تغيّر سياسة إردوغان، أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» بأن تركيا طلبت خلال الشهرين الماضيين من العشرات من حركة حماس مغادرتها، ومنعت آخرين من دخول أراضيها.

وقالت الصحيفة، إن قادة «حماس» سمعوا في اجتماع عقد في فبراير الماضي، «حديثاً واضحاً عن تغييرات في السياسة التركية».

وتابعت: «يرجع ذلك إلى ضغوط اقتصادية كبيرة على أنقرة، مما يجبرها على إجراء تغييرات في آلية العلاقات الدولية والإقليمية، بالتالي قد يؤثر على وجود حماس في تركيا».

وقبل مغادرته من تركيا، قال إردوغان، إن زيارته للسعودية مثال على الإرادة المشتركة، لبدء فترة جديدة في العلاقات، مضيفاً أنه يأمل تحسينها على أساس الاحترام والثقة المتبادلين.

وأكد أنه سيلتقي الأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة، ويعتقد أن زيادة التعاون في مجالات الصحة، والطاقة، والأمن الغذائي، والدفاع والتمويل ستكون مفيدة للطرفين.

وعلى غرار إردوغان، بدأ رئيس الوزراء الباكستاني الجديد شهباز شريف، أمس، زيارة للسعودية تستمر يومين أيضاً تهدف لتأمين دعم اقتصادي إضافي لمساعدة بلاده التي تواجه مجموعة من التحديات.

وكشف مصدر مسؤول، لوكالة الأنباء الألمانية، أن شريف سيطلب من الأمير محمد بن سلمان تمديد أجل قرض قيمته أربعة مليارات دولار، من المفترض أن تسدده باكستان بحلول نهاية العام، عاماً آخر، كما يتطلع لزيادة وديعة سعودية في البنك المركزي من ثلاثة مليارات إلى خمسة، للمساعدة في الحفاظ على الاحتياطيات.

وسيطلب شريف من ولي العهد السعودي مضاعفة تسهيلات نفطية سنوية بدفع مؤجل بقيمة 1.2 مليار دولار، كانت المملكة أعلنتها العام الماضي.

وقال المسؤول: «نأمل أن تساعدنا هذه الأفضال في تجاوز خطر التخلف عن الوفاء بالتزاماتنا الدولية».

وبعد عزل سلفه عمران خان في تصويت لحجب الثقة جرى في وقت سابق من الشهر الجاري، يسعى شريف لمواجهة تحدٍّ هائل لجسر عجز في الحساب الجاري تتجاوز قيمته 12 مليار دولار للأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الحالية.