اخبار الكويت

الأزرق يجني ثمار سنوات الضياع

خروج مذل من «تصفيات آسيا» ومستوى مخيب وروح غائبة

رسم الخروج المذل للأزرق من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2023، صورة قاتمة لحاضر الكرة الكويتية ومستقبلها، وبات عليها أن تعود لنقطة الصفر لتبدأ من جديد.

لم يكن خروج منتخبنا الوطني لكرة القدم من التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وقبله تصفيات كأس العالم 2022 وليد مصادفة أو لحظة من عدم التوفيق أو سوء أداء مؤقت أو تقديم مستوى هزيل في مباراة محددة، بل هو نتاج تراكمات لسير كرتنا المحلية في طريق خربة اختارها المسؤولون المتعاقبون على الكرة والرياضة بشكل عام، وهو ما غيب أي بارقة أمل، وقضى على جيل بل أجيال كانت تطمح لرفع علم الكويت في المحافل الدولية، بل أجيال كانت تطمح لوضع بصمتها في التاريخ الكروي على غرار من سبقوهم، عندما كانت الكرة الكويتية ملء السمع والأبصار.

ورغم أن الاتحادات المتعاقبة على الكرة الكويتية، حظيت ومنذ فترات طويلة بجميع أنواع الدعوم بداية من رأس الهرم القيادة السياسية، وصولا لتوفير الأموال اللازمة والتي كانت كفيلة لتوفير بيئة رياضية ملائمة، وخلق أجواء مثالية، في حال تم توجيهها بالشكل صحيح، إلا أن كل هذا تبعثر وذهب أدراج الرياح، ليصل الحال إلى عدم قدرة الاتحاد الكويتي لكرة القدم على التعاقد مع مدرب أجنبي صاحب كفاءة عالية بسبب عدم وجود ميزانية لهذا الغرض، ليكون بديلاً لذلك جلب مدرب لمدة 4 أشهر؟!

وعلى وقع عدم قدرة الاتحاد الكويتي على توفير ميزاينة لجلب مدرب أجنبي، نستذكر بكل اسى تلك الجولات المكوكية في ربوع أوروبا للقائمين على بعض لجان الاتحاد للبحث عن مدربين تكون مهمتهم انتشال الكرة الكويتية من الضياع! إلا أن الجميع فوجئ بتعاقدات مخيبة مع محاضر لم يسبق له الوجود في الملاعب إلا من خلال الأكاديميات! وآخرين كثر على شاكلة هذا المدرب «تطشروا» جميعا ولم يبق لنا إلا الخيبة.

ولم يقتصر الحال الذي أفضي لكارثة بعدم قدرة الأزرق على التأهل لكأس آسيا ضمن الملحق المؤهل بعد الخروج من التصفيات الأساسية، وضمن مجموعة أقل ما توصف بالمتواضعة، بل امتد الأمر لنظام مسابقات عاجز عن وضع رزنامة متوافقة مع المنافسات الخارجية، لدرجة أن الأزرق خاض المعسكر الإعدادي للتصفيات المؤهلة الأخيرة بـ9 لاعبين من فريق القادسية، لتلتئم القائمة قبل مباريات المجموعة بأيام معدودة، وخلال معسكر قصير في أبوظبي، تم خلاله اقامة مباراة ودية واحدة أمام سنغافورة، لم تكن كفيلة بأي حال من الأحوال للجهاز الفني، لتكوين رؤيته، وأخذ انطباع كامل عن اللاعبين، وهو جعله متخبطا، وغير قادر حتى على اختيار توليفة متجانسة، لتقع الكارثة الكروية ويخسر الأزرق بثلاثية تاريخية أمام الأردن، كانت مرشحة للزيادة، ومن قبل ذلك خسارة تاريخية ايضا أمام أندونيسيا، حيث لم يسبق للأردن الفوز على الأزرق بهذا العدد من الأهداف، وهو ما ينطبق على المنتخب الأندونيسي الذي فاز على الأزرق للمرة الأولى في تاريخه خلال التصفيات الأخيرة.

مصالح ضيفة

لم تشهد منظومة كرة القدم في السنوات الأخيرة خطة عمل ورؤية واضحة، بل سعى كل من تولى مقاليد الأمور إلى البحث عن مصالح ضيقة، وحلول ترقيعية، لدرجة جعلت الفوز في مباراة بمثابة الانجاز، والوجود في كأس الخليج أو حتى الفوز بها، قمة الإعجاز، وللتدليل على ذلك نجد أن في كل مرة يتم البدء فيها نحو بناء منتخب شاب، ورسم خطة في هذا الاتجاه، نعود سريعا لنقطة الصفر، بإعادة الأمور إلى نصابها، لتكون المحصلة منتخباً عجوزاً، وغير قادر على الركض داخل الملعب.

ولم يلتفت القائمون على كرة القدم الكويتية لاسيما الأندية التي تمثل الجمعية العمومية وصاحبة الحق الأصيل في المحاسبة، إلا إلى مصالحها، وزيادة العبء على كاهل رياضتنا العليلة في الأساس.

يوسف ناصر يتلاسن مع الجمهور

دخل لاعب الأزرق يوسف ناصر في تلاسن مع أحد جماهير المقصورة الرئيسية، بعد أن قام الأخير بتوجيه انتقادلات للاعبي المنتخب وناصر بعد الخسارة أمام الأردن.

وكاد الأمر يتطور بين ناصر والمشجع الغاضب، خصوصا بعد تبادل الألفاظ الخارجة من الطرفين، إلا أن العقلاء نجحوا في فض التلاسن، لينتهي المشهد المؤسف بدخول ناصر غرفة تبديل الملابس.

وصبّت بعض الجماهير جام غضبها على اللاعبين والقائمين على المنتخب بعد المباراة، وهناك من غادر استاد جابر بمجرد تسجيل الأردن الهدف الثاني، ورفض المنتخب والقائمون عليه باستثاء التشيكي لافيكا الحديث لوسائل الإعلام.

تقصير اللاعبين

قد تكون المرة الأولى التي تتجه الأنظار نحو اللاعب وتحميله جزءاً من المسؤولية والإخفاق الحاصل، وما آلت إليه الأمور داخل المنظومة الكروية، ومن دون مواربة، فاللاعب الكويتي لا يسعى لتطوير ذاته بحجة غياب الاحتراف، مع العلم أن الاحتراف مفتوح على مصراعيه في جميع دول العالم، فأين اللاعب الكويتي الذي ما يلبث أن يخرج في رحلة احتراف حتى يعود سريعاً إلى المنافسات المحلية؟ فضلاً عن الآفات التي تجد إصراراً كبيراً من اللاعبين كالتدخين، والسهر، وغياب المنظومة الغذائية، وأمور كثيرة.

بداية جديدة

لن نيأس ولن نتوقف عن الحلم في العودة من جديد للمنافسة وتحقيق البطولات والانجازات، على أن يكون الخروج دائما من الباب الكبير، حتى عند الاخفاق، والأمل معقود على الاتحاد الجديد، وما يقدمه للنهوض مجدداً بعد كبوة امتدت سنوات طويلة.

لافيكا يرحل محبطاً… وحمد يتطلع للمنافسة في «كأس آسيا»

حزم مدرب الأزرق التشيكي لافيكا حقائبه استعدادا للرحيل عن الكرة الكويتية، مؤكدا انه محبط لما وصلت اليه الامور، في إشارة إلى الظهور الباهت والمخيب أمام الأردن.

وقال لافيكا، في المؤتمر الصحافي، ان مهمته قد انتهت مع الكويت، معربا عن أمله نهوض الأزرق مستقبلا.

وأضاف ان اللاعبين قدموا مستوى مقبولا في الشوط الأول أمام الأردن، إلا انهم انهاروا تماما بعد أن تلقوا هدفا، رغم التعزيزات التي قام بها لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

من جانبه، أكد المدير الفني لمنتخب الأردن عدنان حمد، أن فريقه حقق فوزا مستحقا، مضيفا أن النتيجة كانت مرشحة للزيادة لولا غياب التركيز في استغلال الفرص المتاحة.

وأوضح حمد أن الهدف المنشود هو المنافسة في كأس آسيا، لا مجرد التأهل، مشيرا إلى أن المنتخب الأردني كان يستحق التأهل من التصفيات الأولية وليس عبر الملحق المؤهل.

ورفض حمد تشخيص علة الكرة الكويتية، مؤكدا ان القائمين عليها أدرى بما تعانيه.

* أحمد حامد