اخبار فلسطين

أنباء عن مقتل 3 قياديين كبار في الفصائل الفلسطينية خلال القصف الإسرائيلي على غزة

أفادت تقارير عن مقتل ثلاثة من كبار المسؤولين في الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ليلة الأربعاء في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل حملة القصف المكثف ضد أهداف مسلحة في القطاع وسط حربها مع حماس.

وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة جوية في مدينة رفح جنوب غزة أدت إلى مقتل رأفت أبو هلال، رئيس الجناح العسكري لحركة لجان المقاومة الشعبية في غزة، ثالث أكبر فصيل في القطاع بعد حماس والجهاد الإسلامي.

وذكرت وسائل الإعلام التابعة لحماس في غزة أن جميلة الشنطي، أرملة المؤسس المشارك لحركة حماس عبد العزيز الرنتيسي، قُتلت أيضا في غارة إسرائيلية.

ولم تذكر التقارير أي تفاصيل عن مكان الغارة، مكتفية بالقول إنها وقعت عند الفجر.

وأصبحت الشنطي في عام 2021 أول امرأة تُنتخب لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس، وهو أعلى هيئة لصنع القرار في الحركة.

وبمقتل الشنطي يرتفع إلى أربعة عدد أعضاء المكتب السياسي لحماس الذين قتلتهم إسرائيل في غارات في هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أدى إلى بدء الحرب. قُتل زكريا أبو معمر، رئيس العلاقات الداخلية للحركة، وجواد أبو شمالة، الذي كان يدير أموال الحركة، في 10 أكتوبر. كما قُتل أسامة المزيني، الرئيس السابق لمجلس الشورى في حماس ووزير التربية والتعليم في حماس، في 16 أكتوبر.

المسؤولة في حركة حماس جميلة الشنطي في صورة غير مؤرخة. (Social media)

ويوم الخميس أيضا، أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة قُتل في غارة جوية إسرائيلية.

وذكرت التقارير أن جهاد محيسن قُتل في غارة جوية على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور على أنباء مصرع الشنطي ومحيسن.

عاجل| ارتقاء اللواء جهـــاد محيسن، قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة، وعائلته بقصف منزله داخل حي الشيخ رضوان. pic.twitter.com/Lpstz3fWWv

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 19, 2023

بشكل منفصل، قال الجيش إنه استهدف عددا من أعضاء ما يسمى بقوات كوماندوز النخبة التابعة لحماس، الذين قادوا هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم حوالي 2500 مسلح السياج الحدودي، وتدفقوا إلى إسرائيل عبر البر والبحر والجو تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ، وقتلوا نحو 1400 اسرائيليا. كما قام المسلحون باحتجاز أكثر من 200 رهينة ونقلهم إلى غزة.

وقال الجيش إن أكثر من عشرة من أعضاء النخبة قتلوا في الغارات.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي تدمير مئات مواقع حماس خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك مواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وممرات أنفاق، وبنية تحتية استخباراتية، ومراكز قيادة مختلفة.

צה״ל ממשיך לתקוף כל העת ברחבי רצועת עזה. במהלך היממה האחרונה צה”ל, בהכוונת שב”כ, השמיד מאות תשתיות טרור של חמאס, מתוכן עשרות שנתקפו בשכונת ס’געיה. מאות תשתיות הטרור שהותקפו כוללות עמדות שיגור טילי נ”ט, פירי מנהרות, תשתיות מודיעין, חמ”לים מבצעיים ומפקדות נוספות >> pic.twitter.com/3Dd7ZkFUcw

— דובר צה״ל דניאל הגרי Daniel Hagari (@IDFSpokesperson) October 19, 2023

عدد الرهائن المؤكدين يتجاوز 200

في مؤتمر صحفي صباح الخميس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش أبلغ حتى الآن عائلات 203 رهائن بأن أحبائهم محتجزون في قطاع غزة.

وقال إن العدد ليس نهائيا، حيث يقوم الجيش بالتحقيق باستمرار في معلومات جديدة عن الإسرائيليين المفقودين منذ هجوم 7 أكتوبر.

وأضاف أنه في بعض الحالات، تم إخطار العائلات بأن الجيش يشتبه بثقة كبيرة في أن أقاربهم محتجزون في غزة.

لكن في حالات أخرى،  كما قال، توجد للجيش ثقة متوسطة إلى منخفضة في أنهم رهائن. وأضاف هغاري إن الجيش الإسرائيلي استبعد أيضا بعض الحالات، وأبلغ العائلات بأن اقاربهم لم يتم احتجازهم كرهائن. ويقوم الجيش بمسح منطقة حدود غزة بحثا عن جثث المفقودين الإسرائيليين، وعثر على بعضهم، ولا تزال العديد من الجثث في انتظار التعرف عليها.

استشاط بعض أفراد عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة غضبا يوم الأربعاء بعد أن أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر مصر دون أي الحصول على أي تنازلات بشأن الرهائن في المقابل.

أشخاص يسيرون بالقرب من ملصقات تحمل صور إسرائيليين محتجزين كرهائن لدى حماس في غزة، خارج وزارة الدفاع في تل أبيب، 18 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

بعد ضغط من واشنطن، قالت إسرائيل إنها ستسمح بوصول المياه والأدوية والغذاء إلى جنوب غزة من مصر.

وقالت منظمة “أعيدوهم إلى الديار الآن”، التي تم تشكيلها لتمثيل عائلات المختطفين، في بيان لها: “إن قرار السماح بتقديم المساعدات الإنسانية لقتلة غزة أثار غضبا كبيرا بين أفراد العائلات”.

وقالت المجموعة “نذكركم بأن أطفالا ورضعا ونساء وجنودا ورجالا ومسنين بعضهم يعاني من مشاكل صحية خطيرة، مصابون وتعرضوا لإطلاق النار محتجزون تحت الأرض مثل الحيوانات دون وجود أي ظروف إنسانية، وحكومة إسرائيل تكافئ هؤلاء القتلة بالبقلاوة والأدوية”.

خطر داخل إسرائيل

هغاري قال إن الجيش لا يمكنه استبعاد احتمال أنه لا يزال هناك مسلحون فلسطينيون في الأراضي الإسرائيلية منذ التسلل في 7 أكتوبر.

وقال: “لم ننته من مسح [منطقة حدود غزة] بعد”.

وأضاف أنه ليلة الأربعاء، عثرت القوات على “إرهابي منهك” واعتقلته أثناء محاولته العودة إلى غزة.

الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري يدلي بيان في 17 أكتوبر، 2023. (Screenshot)

ولم تحدث أي عمليات تسلل جديدة إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وصول رئيس الوزراء البريطاني إلى إسرائيل

وصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى إسرائيل صباح الخميس في زيارة تضامنية، وكان من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس يتسحاق هرتسوغ.

وقال سوناك بعد هبوطه في تل أبيب، حيث أدان “الأعمال الإرهابية المروعة التي لا توصف” التي قامت بها حماس: “أريدكم أن تعلموا أنني والمملكة المتحدة نقف إلى جانبكم”.

I am in Israel, a nation in grief.

I grieve with you and stand with you against the evil that is terrorism.

Today, and always.

סוֹלִידָרִיוּת pic.twitter.com/DTcvkkLqdT

— Rishi Sunak (@RishiSunak) October 19, 2023

بعد لقائه بنتنياهو وهرتسوغ، من المتوقع أن يسافر سوناك إلى عدد من العواصم الأخرى في المنطقة لإجراء محادثات حول الحرب.

وخلال زيارته لإسرائيل، من المتوقع أيضا أن يصر سوناك على السماح بدخول المساعدات الإنسانية، التي أعلنت لندن مؤخرا عن زيادتها للفلسطينيين، إلى غزة من مصر، والسماح للبريطانيين العالقين في غزة بالمغادرة.

الصواريخ والمصابين في المستشفيات

شهد مساء الأربعاء إطلاق الفصائل الفلسطينية في غزة عدة رشقات من الصواريخ على وسط إسرائيل بعد أن أنهى الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته التضامنية إلى البلاد في زمن الحرب. ويبدو أن الفصائل الفلسطينية في غزة كانت حريصة على عدم إطلاق النار على تل أبيب والمدن المجاورة أثناء تواجد بايدن على الأرض.

وتم إطلاق صواريخ على البلدات الجنوبية طوال اليوم.

ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار في الهجمات.

نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ يطلق صواريخ اعتراضية على الصواريخ التي تم إطلاقها من قطاع غزة إلى إسرائيل، كما يظهر من موشاف نيفي إيلان، 18 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

أعلنت وزارة الصحة يوم الخميس أنه حتى الساعة الثامنة صباحا، لا يزال 309 اسرائيليا أصيبوا منذ هجوم حماس على إسرائيل يتلقون العلاج في المستشفيات.

بينهم 80 مصابا في حالة خطيرة، 159 في حالة متوسطة، و70 وصفت إصاباتهم بالطفيفة. بالمجمل تلقى 4269 شخصا العلاج في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد منذ 7 أكتوبر.

التطورات في غزة

قال هغاري يوم الخميس إن الجيش الإسرائيلي يواصل الاستعداد لـ”المراحل التالية” من الحرب ضد حماس، والتي من المتوقع أن تشمل هجوما بريا كبيرا وطويلا.

وقد أعلنت إسرائيل عن نيتها الإطاحة بحركة حماس التي تحكم قطاع غزة والقضاء عليها. وقد حثت خلال الأسبوع الماضي جميع سكان شمال غزة، الذين يبلغ عددهم حوالي مليون نسمة، على الإخلاء إلى وسط القطاع وجنوبه بينما تستعد لتكثيف العمليات في الشمال. وقد فعل مئات الآلاف ذلك، بحسب الجيش، على الرغم من أن حماس حثتهم على عدم مغادرة منازلهم وفي بعض الحالات وضعت حواجز على الطرق.

مساء الأربعاء، أكدت وزارة الخارجية المصرية اتفاقا بين مصر وإسرائيل وأطراف فاعلة دولية أخرى للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر رفح.

دبابات إسرائيلية تتحرك في مكان غير معلوم على طول الحدود مع قطاع غزة، 18 أكتوبر، 2023. (GIL COHEN MAGEN / AFP)

معربا عن دعمه القوى لحق إسرائيل في الخروج إلى حرب ضد حركة حماس، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن الإسرائيليين يوم الأربعاء على تعلم الدروس من الحملات العسكرية الأمريكية بعد اعتداءات 11 سبتمبر.

وقال بايدن من تل أبيب “يجب تحقيق العدالة”، مضيفا: “لكنني أحذركم: بينما تشعرون بهذا الغضب، لا تسمحوا له بأن يستنزفكم. بعد 11/9، شعرنا بغضب شديد في الولايات المتحدة، وبينما سعينا لتحقيق العدالة وحصلنا على العدالة، ارتكبنا أخطاء أيضا”.

وفي تجسيد لعدم الارتياح إزاء احتمال خروج الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس عن مسارها بسبب خسائر مدنية، حذر بايدن من أن القيادة في زمن الحرب “تتطلب الوضوح بشأن الأهداف وتقييما صادقا حول ما إذا كان المسار الذي تسلكه سيحقق تلك الأهداف”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يصعد على متن الطائرة الرئاسية في مطار بن غوريون الدولي بعد زيارة تضامنية إلى إسرائيل، 18 أكتوبر، 2023. (Brendan SMIALOWSKI / AFP)

قال البيت الأبيض يوم الأربعاء إن التقييم الاستخباراتي الحالي أظهر أن إسرائيل “ليست مسؤولة” عن الانفجار الذي وقع ليلة الثلاثاء في مستشفى في غزة. وتضاربت الادعاءات حول المسؤول عن انفجار المستشفى الأهلي. وسارع المسؤولون في غزة إلى إلقاء اللوم على غارة جوية إسرائيلية. وقالت وزارة الصحة في غزة التي تقودها حماس إن الانفجار أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين.

ونفت إسرائيل تورطها ونشرت سلسلة من مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية وغيرها من المعلومات التي قالت إنها أظهرت أن الانفجار نجم عن خطأ صاروخي أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة مسلحة أخرى تعمل في غزة.

وأظهرت لقطات من مكان الانفجار ظهرت على الإنترنت يوم الأربعاء أن مباني المستشفى سليمة إلى حد كبير، وأن الانفجار وقع في موقف السيارات بالمنشأة. وأشار محللو استخبارات مفتوحة المصدر إلى أن الأدلة الواردة من مكان الحادث لا تتطابق مع غارة جوية وتدعم الرواية التي تقول إن الانفجار نجم عن صاروخ فلسطيني.

فلسطينيون يتفقدون مكان الانفجار في المستشفى الأهلي بمدينة غزة، 18 أكتوبر، 2023. (AP/Abed Khaled)

وسارع الفلسطينيون والعالم العربي إلى إلقاء اللائمة على إسرائيل. وسرعان ما أدانت الأردن وتركيا ومصر والمملكة السعودية ودول أخرى اسرائيل.

واتهم الجيش الإسرائيلي وسائل الإعلام الدولية بقبول “أكاذيب” حماس بشأن الانفجار.