اخبار المغرب

إسرائيل تسعى إلى تعزيز العلاقات مع المغرب بعد عامين من “التطبيع”

بعد مرور سنتين على توقيع اتفاقية “أبراهام” بين المغرب وإسرائيل وأمريكا، تقف أمام تل أبيب تحديات عديدة لتجاوز “دهشة” بداية التطبيع وعودة الاتصال الدبلوماسي مع الرباط، حيث يسعى الطرفان إلى تحويل هذه التحديات إلى فرص لتحقيق التكامل الكلي.

وأشاد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالقفزة النوعية التي حققتها العلاقات المغربية الإسرائيلية، لاسيما في بناء المشاريع التعاونية والأمنية، وفقا لما نقلته “جيروزاليم بوست”.

وقد ازدهرت العلاقات بين تل أبيب والرباط على أعقاب توقيع اتفاقيات عديدة وبعد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، التي أعطت زخما كبيرا للتعاون بين البلدين، مقارنة بباقي الدول العربية الموقعة على اتفاقية “أبراهام”.

وأشارت “جيروزاليم بوست” إلى أن “مؤتمر الجيوش المشتركة الذي نظمته إسرائيل شكل فرصة لتحقيق التقارب المأمول مع هذه الدول؛ بما فيها المغرب، الحليف الأبرز والأساسي لإسرائيل في المنطقة العربية وإفريقيا”، مبرزة أن المسؤولين الإسرائيليين يطمحون إلى بناء مستقبل الشراكة والازدهار والتجديد والسلام مع المملكة”.

وحضر هذا المؤتمر سبعة رؤساء أركان من اليونان وقبرص والمغرب وجمهورية التشيك وجمهورية بولندا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى 24 وفدا عسكريا من جميع أنحاء العالم.

ونقلت الصحيفة من مصدر دبلوماسي في الخارجية الإسرائيلية أن “العلاقة بين المغرب وإسرائيل قوية وستسمر في الازدهار”، معتبرا أن “إسرائيل ستعمل على خلق شبكات حيوية للتجارة والاستثمار مع المغرب”.

ولفتت الصحيفة إلى أن من أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل حاليا هو الحفاظ على هذا الوهج الذي يطبع علاقتها مع الدول الموقعة على اتفاق “أبراهام”، حيث تسعى تل أبيب إلى توسيع هذه الشراكات بما يشمل دول جديدة، ستكون السعودية ضمنها.

وصادقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، على اقتراح يائير لابيد، رئيس الوزراء، بإنشاء آلية إقليمية بعنوان “منتدى النقب”؛ وهو ما سيسمح لوزارة الخارجية بتضمين وتنسيق عمل المقررات المطلوبة في إسرائيل في إطار منتدى النقب.

ورحب لابيد بالقرار قائلا: “قرار الحكومة يحدد ويضع موازنات لمجموعات العمل لمنتدى النقب، الذي أنشأناه هذا العام مع الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ومصر”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “وتخلق مجموعات العمل هذه روابط اقتصادية وأمنية خلال سنوات قليلة. قبل ذلك لم يكن بمقدورنا حتى أن نحلم به. نعمل سويا في مشاريع تكنولوجيا الغذاء والمياه والطاقة والسياحة والمناخ وتعميق التجارة بين بلدينا وإجراء حوار يعزز أمن إسرائيل”.

وفي السياق نفسه، أشار معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في إسرائيل إلى أن وتيرة التطبيع تسير شكل بطيء مع بعض الدول العربية، على عكس المغرب الذي أصبح حليفا استراتيجيا موثوقا.

وعلى الرغم من التطورات الإيجابية العديدة التي حدثت في العامين الماضيين، لا تزال هناك عقبات وتحديات للبلدان المشاركة في اتفاقات إبراهيم لم تتحقق بعض التوقعات من كلا الجانبين. بالإضافة إلى ذلك، فإن ثقافة الأعمال في إسرائيل ليست هي نفسها في الدول الموقعة على الاتفاق، كما أن التدفق القليل للسياح العرب إلى إسرائيل لا يعكس قوة هذه الروابط.