فنون

دبلوماسية خزانة الملابس.. ماذا كشف مسلسل «ذا دبلومات» عن توظيف الموضة في السياسة؟


هدير عادل


نشر في:
الثلاثاء 20 يونيو 2023 – 10:19 ص
| آخر تحديث:
الثلاثاء 20 يونيو 2023 – 10:19 ص

تحت عنوان “دبلوماسية خزانة الملابس”، تساءلت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عما عرضه مسلسل “ذا دبلومات” أو “هيئة دبلوماسية” على منصة نتفليكس بشكل صحيح عن سياسات الموضة.

وذكرت المجلة في تقرير مطول تستعرض فيه الدور الذي تلعبه الموضة في دوائر السياسة، إن الممثلة الأمريكية كيري رسل أدت في المسلسل السياسي الجديد دور دبلوماسية محنكة تدعى كيت وايلر، كانت تستعد لبدء مهمة في أفغانستان لكن البيت الأبيض يرشحها كسفيرة في بريطانيا في أعقاب هجوم مميت على سفينة بريطانية.

وبينما كان من المتوقع أن تتجول في لندن كسفيرة جديدة ترتدي تصاميم الأزياء الراقية وتجري جلسات تصوير لمجلة “فوج” البريطانية الشهيرة، عرضت “فورين بوليسي” لصدام بين وايلر مع زوجها وزملائها عندما اقترحوا عليها ارتداء ملابس جذابة من أجل حدث رسمي، إذ قالت: “لست سندريلا. أنا هنا من أجل 30 جنازة”، في إشارة لضحايا الهجوم على السفينة.

لكن في العالم الحقيقي، بحسب المجلة الأمريكية، لا تعتبر الموضة أمرا ثانويا في الدبلوماسية، بل أداة ضرورية لبناء العلاقات والتواصل بشتى الثقافات.

وربما لو يوضح أحد هذه النقطة مثل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، التي أصبحت دبابيس الزينة الخاصة بها أحد أشهر القطع في جعبتها؛ حيث استغلت بعضها في إطار حملتها الدبلوماسية للتوبيخ الخفي لخصومها.

ويعرض الآن أكثر من 200 من دبابيس الزينة الخاصة بها بمعرض في المتحف الوطني للدبلوماسية الأمريكية بواشنطن.

وأوضحت أولبرايت في كتابها، “اقرأوا دبابيس الزينة الخاصة بي: قصص من صندوق حلي دبلوماسية”، أن إطلالتها المميزة لم تكن لتحدث لولا الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وكانت أولبرايت تشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عندما طالبت الأمم المتحدة نظام صدام بالامتثال لعمليات التفتيش على برامج أسلحته.

وبعد فترة ليست طويلة، التقت أولبرايت مع المسئولين العراقيين وارتدت دبوس زينة “بروش” على شكل ثعبان ملتف حول فرع شجرة، لتصبح بعد ذلك الدبابيس علامتها المميزة.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى أن الدبلوماسيات الشابات يقلدن أسلوب أولبرايت من خلال استخدام المجوهرات للتعبير عن رسائل خفية في لقاءاتهن الدبلوماسية.

وذكرت المجلة الأمريكية أن إيرين كلانسي، التي تركت السلك الدبلوماسي مؤخرا بعدما عملت في سوريا، والأردن، والأمم المتحدة، حصنت نفسها بارتداء بنطال وقميص، وخلال ظهورها أمام الكاميرات أو بالمفاوضات المغلقة، كانت كثيرا ما ترتدي خاتما فضيا أو عقدا من حجر السترين الأصفر الذي أحضرته من الغوطة الشرقية في سوريا، على أمل أن يكون بمثابة تذكير ملموس بالشعب السوري ومحنتهم في ظل الحرب الأهلية.

وتأخذ أيضًا إليزابيث فيتزسيمونز، السفيرة الأمريكية في توجو، لمسات الموضة الخاصة بها من أولبرايت وكذلك وزير الخارجية السابق وارن كريستوفر، الذي كان يعرف بطرازه الأنيق والذي كثير ما قال إن ارتداء الملابس بشكل جيد “هو علامة على الاحترام الذي تكنه للآخرين”.

وتقول فيتزسيمونز: “بالنسبة لي، الموضة والدبلوماسية هما شريكين طبيعيين”، متساءلة: “ماذا نحاول أن نفعل بصفتنا دبلوماسيين؟ نحاول تشكيل علاقات مع الأشخاص الآخرين، وأسرع طريقة لذلك، من وجهة نظري، هي إيجاد مجالات مشتركة واحترام متبادل”.

وفي مهمتها الحالية بالدولة الواقعة في غرب أفريقيا، تنغمس فيتزسيمونز في صميم تجارة منسوجات قوية، وتبذل جهدا من أجل دمج الأنسجة الأفريقية بملابسها، وقالت إن سكان غرب أفريقيا “يشعرون بفخر كبير بهذا التاريخ الخاص بالنسيج، لاسيما في توجو، لأن النساء هن من بدأن التجارة في هذه الأنسجة. ورؤية سفيرة ترتديها أمر بالغ الأهمية”.

وبناء على المناسبة، قد لا يكون من المناسب للدبلوماسيين ارتداء الملابس بطريقة مرحة أو مثيرة للاهتمام فحسب، بل يجب أيضا إيصال رسالة بصرية محددة.

وأمضت السفيرة السابقة بيبر كامبل، التي تُدرس الآن بالجامعة الأمريكية، ثلاثة عقود في السلك الدبلوماسي.

وتذكرت كامبل كيف أن اختيارها ارتداء تنورة كمبودية من أجل رحلة لافتتاح مدرسة في كمبوديا كان يستهدف موازنة الرسائل البصرية بالنظر إلى أن الجيش الأمريكي كان يحاوطها، في إشارة إلى القوات التى كانت ترافقها لتأمين الزيارة.