اخبار المغرب

فاجعة “زلزال الحوز” توحد جهود قطاع الصحة العام والخاص في مدينة مراكش

ما أن أرخت أشعة الشمس بضوئها على دائرة أسني بإقليم الحوز، التي تضم جماعات إغيل وأمزميز ووركان وثلاث نيعقوب وأزكور، حتى بدأت ترصد الجريدة الإلكترونية هسبريس العديد من سيارات الإسعاف وهي تنقل من إقليم الحوز والمدينة العتيقة لعاصمة النخيل المصابين في زلزال ليل الجمعة إلى مستشفى محمد السادس لتلقي العلاجات والفحوصات والتحاليل الطبية.

ليلة مرعبة

عن هذه الليلة المرعبة جدا، قال عبد الجليل آيت لحسن اعلي، من دائرة أمزميز: “قضينا ليلة مرعبة، فالهزة الأرضية محت دواوير بجماعة إغيل وخلفت بأزكور ومناطق أخرى قتلى وإصابات خطيرة، ما استنفر سكان هذه الدواوير لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، ودفع الفاعلين الجمعويين إلى إطلاق نداءات لتدخل الجهات المسؤولة للحد من الإصابات وحصيلة القتلى”.

واستنفرت هذه الهزة الأرضية، التي كانت عنيفة ومدمرة وفاجأت الكل، السلطة المحلية بكل من إقليم الحوز ومدينة مراكش، والقوات المسلحة الملكية التي هرعت في اتجاه أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت المتضررة من الزلزال.

إقبال كبير على التبرع بالدم

منذ الساعات الأولى من يوم السبت، عرف المركز الجهوي لتحاقن الدم إقبالا كبيرا من طرف المتبرعين بالدم، لتوفير هذه المادة الحيوية لمئات الجرحى الذين خلفهم هذا الزلزال القوي الذي ضرب المغرب عامة، وإقليم الحوز ومدينة مراكش خاصة، ليلة الجمعة السبت، متسببا في وفاة وإصابة الآلاف.

وللوقوف على حالة المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، ربطت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بمصادرها المسؤولة التي أوضحت أن هذه المؤسسة الصحية جندت طواقمهما الطبية والتمريضية لاستقبال الجرحى، كما تمكنت من علاج مرضاها رغم أن الهزة كانت مفاجئة، لكنها باتت تعرف اكتظاظا بسبب العدد الكبير للمصابين الذين تكدس بعضهم خارج مبنى المستشفى في انتظار تلقي العلاج والمساعدة.

ولأن قيم التضامن والعناية تسري في عروق المغاربة، فإن التعاون الذي شكل سلوكا في البحث عن الضحايا تحت الأنقاض سيتجلى أيضا في المجال الصحي، إذ تجند القطاع الخاص لدعم المستشفيات بمدينة مراكش، حيث وجه طارق حنيش، رئيس المجلس الجهوي لهيئة الأطباء بمراكش آسفي، رسالة إلى أطباء القطاع الخاص، يحثهم على تقديم المساعدات الضرورية لتوفير العلاج للجرحى وتخفيف الضغط على المستشفيات العمومية.

وقال حنيش: “تم التنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية التي ستشرف على توجيه المصابين إلى المصحات الخاصة التي ستقوم بواجبها الوطني في هذه الفاجعة التي ضربت المغرب بسبب هزة أرضية لم يعرف لها مثيلا”.

من جانبه، صرح رئيس المجلس الجهوي للمصحات الخاصة بمراكش بأن أطباء القطاع الخاص مجندون ومستعدون لإسعاف الجرحى، وقال: “ننتظر قرار المسؤولين؛ بالتعاون سنواجه حصيلة هذه الهزة الأرضية التي وقعت نسبة كبيرة منها في إقليم الحوز، وسنعمل على إرجاع الطمأنينة والأمن الصحي لمراكش وأحوازها”.

تضامن وتآزر

وعن هذه المحنة، قال الحقوقي عمر أربيب إن المناطق الممتدة عبر الشريط الجبلي الذي يجمع أقاليم شيشاوة والحوز وتارودانت، “تعتبر منطقة منكوبة، نظرا لحجم الأضرار الناتجة عن الزلزال وللخصاص المهول في الحاجيات والضروريات”.

وأضاف أن ما ضاعف من حجم معاناة المنطقة، هو “غياب أو ضعف البنيات التحتية وهشاشتها وطبيعتها الجغرافية، وضعف أو انعدام وسائل التدخل في حالة الطوارئ والكوارث الطبيعية، وخاصة الإسعاف ورجال ووسائل الإنقاذ”.

وسجل الحقوقي ذاته “التضامن والتآزر الرائعين بين الساكنة والتعبئة للإنقاذ والإسعاف”، موردا أن ذلك “شكل أروع تعبير عن التضامن الإنساني والاستجابة لنداءات الإغاثة التي كانت ترسل من ثلاث نيعقوب ومولاي ابراهيم وإغيل وأمزميز بإقليم الحوز، ومن اسيف المال واداسيل بإقليم شيشاوة”.