اخبار الإمارات

بعد ليلة عنيفة.. مرسيليا تحت تأثير “الصدمة”

آثار أعمال العنف والنهب في مرسيليا (أ ف ب)

آثار أعمال العنف والنهب في مرسيليا (أ ف ب)

السبت 1 يوليو 2023 / 20:09

يوم السبت، كانت الأجواء في شارع سانت فيريول في مرسيليا “تحت التخدير”، الحشود المعتادة تتجول في أشهر شارع للمشاة في المدينة مستغلة عطلة نهاية الأسبوع للاستفادة من التخفيضات، بعد يوم من أعمال عنف احتجاجاً على مقتل فتى قاصر برصاص الشرطة.

وشهدت عدة مدن فرنسية أعمال شغب لليوم الرابع على التوالي، بعد مقتل نائل م. 17 عاماً، وهو من أصل جزائري-مغربي، برصاص شرطي على إشارة مرورية.

بحسب صحيفة لوبوان الفرنسية التي تحدثت عن الأوضاع في مرسيليا بعد ليلة عنيفة “كان هناك فضول لمراقبة النوافذ المحطمة من قبل المارين وهم يحملون هواتفهم في أيديهم، وبقايا الدراجات البخارية وسلات المهملات المحترقة التي استخدمت كحواجز مشتعلة خلال أعمال النهب في الليل”.


قبل يوم كانوا منتشرين في وسط المدينة في فرق صغيرة، وأمضوا جزءاً كبيراً من الليل في أعمال النهب، تاركين مشاهد الخراب، حيث لا تزال الرائحة الكريهة للبلاستيك المحترف تنتشر، بينما يتقدم عدد من المواطنين بشكاوى لرجال الشرطة.
وتقول الصحيفة، إن الأهداف الأولوية للمشاغبين “محلات الهواتف المحمولة ومتاجر التبغ ومحلات المجوهرات والبقالة، بالإضافة إلى بعض متاجر الملابس والأحذية الرياضية”.


ويشعر التجار، بحسب الصحيفة، بالحزن وهم ينظفون ويحصنون واجهات متاجرهم بألواح خشبية، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خوفاً من أن تعود أعمال النهب من جديد، بعد تشييع جثمان نائل في نانتير بـ باريس، إذ ستشهد مرسيليا توقفاً لوسائل النقل العام والمهرجانات والحفلات.

وتشتهر مرسيليا بوجود جالية عربية وإسلامية كبيرة، ويرى الباحثون أن مرسيليا يمكن أن تصبح أول مدينة ذات غالبية مسلمة في أوروبا الغربية.


وتنقل الصحيفة عن تجار أن مثيري الشغب “لم يلمسوا المجلات أو اللوازم المدرسية. بل سرقوا السجائر وألعاب القمار”.

ويعرض مارك أنطوان، وهو مالك محال تجاري في شارع قرب الميناء القديم، فيديوهات أرسلها له الجيران، وتظهر حوالي 20 شاباً، وجوههم مغطاة بالأقنعة أو الكمامات، يهاجمون المتجر ويشعلون النيران في الرصيف بما يجدونه ويصورون أنفسهم وهم يصرخون ضد الشرطة و “مرسيليا تحترق”.


وتكررت المشاهد في عدة نقاط في وسط المدينة، حيث تم تسجيل حوالي 150 حريقاً.

تشير السلطات إلى اعتقال 95 شخصاً، ثلثيهم من القاصرين، وبينهم مجموعة من الفتيات.

ويشكو جان لوك شوفان، رئيس غرفة التجارة في مرسيليا “تدمير اقتصاد المدينة بكامل”، مشيراً إلى أن الآلاف سيكونون بلا وظائف بسبب هذا الدمار.

وتسيطر نفس المشاعر المختلطة بالغضب والحزن، على رئيس البلدية بنوا بيان، الذي أنشأ صندوقاً للمساعدة الطارئة للتجار، مطالباً الدولة بإرسال قوات إضافية للحفاظ على النظام.

تقول لوبوان: “بعيداً عن الأضرار، تشعر مدينة مرسيليا بالصدمة، لأنها ليست معتادة على مثل هذه الأعمال، إذ “لم تسلم من البلطجية الذين يلتفون حول السترات الصفراء والمتظاهرين ضد إصلاح نظام التقاعد”، لكنها ما زالت تتذكر أعمال الشغب عام 2005 ، المرتبطة بشبكات تهريب المخدرات.

وينقل التقرير عن محمد بشرى، وهو مواطن من مرسيليا، يقول إن شغب 2005 كان أقل عنفاً، مشيراً إلى أن وسائل الاخبار السعودية الاجتماعي غيرت كل شي.