اخبار الكويت

محمد الصقر: الغانم شخصية جريئة منفتحة ساهمت بنقل «الغرفة» إلى جيل المخضرمين

«الغرفة» أقامت حفل تكريم لرئيسها السابق علي الغانم

أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد الصقر، أن مرحلة الرئيس السابق للغرفة علي الغانم كانت بمثابة الجسر الذي انتقلت عبره الغرفة من جيل المؤسسين إلى جيل المخضرمين، مبيناً بأنه كان لشخصيته الجريئة المنفتحة دور كبير في أن يأتي هذا الانتقال بأسلوب ولا أرقى وتواصل ولا أقوى.

وأضاف الصقر في كلمة له على هامش حفل تكريم أقامته غرفة التجارة والصناعة للرئيس السابق علي الغانم أن «الرئيس السابق عرفناه حازماً بلا تعسف، حاسماً بلا تردد، صريحاً دون تجريح، وديبلوماسياً حين يغني التلميح عن التصريح».

وقال الصقر في كلمته «سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الموقر، الأخ الكريم علي محمد ثنيان الغانم، أصحاب السعاده، الزملاء والأصدقاء،

من قبيل التزوّد بما لا زيادة عليه، أو من قبيل لزوم ما لا يلزم، أن أحدثكم عن الصديق العزيز علي الغانم، فكلكم له صديق، وكلكم عليه عزيز، وكلكم تعرفون عنه ما أعرف وأكثر، وقد خبرتم فيه ما خبرت وأبعد، من علو الهمة، وعمق الالتزام، ومن تواضع الواثق، ومهارة العارف، طالباً في كلية فيكتوريا، مدرسة أبناء النخبة العربية حينذاك، ومهندساً خريجاً من جامعة هامبورغ، حين كانت ألمانيا تُعيد بناء ذاتها على أسس التضحية والعلم والعمل.

ليعود من هناك، لا يحمل شهادته الجامعية فقط، بل يحمل، أيضاً – تصميماً على خدمة الكويت في إطار هذه القيم، ما أهله، وهو في العشرينات من العمر، أن يتولى تأسيس ورئاسة أحد أكبر المشاريع التي قامت عليها الصناعة الكويتية، ثم ضاق ثوب الوظيفة الحكومية عن احتواء طموحه، فإنطلق إلى رحاب القطاع الخاص، مواصلاً إرثاً عائلياً وتراثاً عريقاً، تاجراً وصناعياً، ومهندساً مقاولاً، ومستثمراً وشريكاً في الكويت أولاً، وفي العالم العربي، ودول أخرى.

وعلي الغانم – إلى جانب هذا كله – ناشط سياسي دخل مجلس الأمة، ورجل رياضة ترأس نادي الكويت، وهو – مؤخراً – مزارع غير محترف، حوّل تراب الكويت خصيباً، وطوّع مناخها رطيباً، وجعل من مزرعته حقل تطوير لا يتوقف، ومصدر إهداء لا ينضب.

حضورنا الكريم،

من قبيل توثيق الحقيقة في حضور شهودها، أو من قبيل الإقرار بالفضل لأهله، أجد من واجبي تجاه من نحتفي به ونحتفل من أجله، أن أتحدث عن علاقة الزميل الكريم «أبو مرزوق» بغرفة تجارة وصناعة الكويت، التي اختارها منطلقاً طبيعياً لعمله الاقتصادي العام، فانضم إلى مجلس إداراتها سنة 1981، وتدرّج في مواقعه إلى سنة 2004، حين أهدته الغرفة رئاستها بالتزكية والاجماع، إلى أن أعاد إليها أمانتها سنة 2020، رغم كل محاولات زملائه في أن يثنوه عن ذلك.

لقد كانت مرحلة رئاسة الأخ علي الغانم بمثابة الجسر الذي انتقلت عبره الغرفة من جيل المؤسسين إلى جيل المخضرمين، وكان لشخصيته الجريئة المنفتحة دور كبير في أن يأتي هذا الانتقال بأسلوب ولا أرقى، وتواصل ولا أقوى، فعرفناه حازماً بلا تعسف، حاسماً بلا تردد، صريحاً دون تجريح، وديبلوماسياً حين يغني التلميح عن التصريح.

إذ نسج في الأصالة والايثار والالتزام على منوال من سبقه، ومهَّد الطريق واسعاً لمن يأتي بعده لتطوير يواكب روح العصر في تحديث الوسائل، وتوطين الوظائف، والانحياز بحماس للعلم والتقدم والمستقبل.

بعد هذا كله، أشعر أن من الصعب عليَّ، ومن الظلم لك، أن أتجاوز أموراً ثلاثة: أولها، أنك حفظت لغرفة تجارة وصناعة الكويت ما سجّلَتْه دائماً من حضور مميز، ومؤثر، وبالغ الاحترام، في الأوساط والمنابر الاقتصادية العربية والعالمية، من خلال مشاركتها الفاعلة في منظمات العمل والتجارة، وفي الغرفة الدولية، والغرفة الإسلامية، واتحاد الغرف العربية، واتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مجالس إدارة الغرف العربية الأجنبية المشتركة، وهذه ظاهرة رائعة ومستمرة تضع على عباءة الكويت أوسمة دولية واقليمية رفيعه.

والأمر الثاني، هو جهود الغرفة واجتهاداتها الجادة والمخلصة والجريئة في الدعوة إلى الإصلاح الاقتصادي بكل أبعاده، وهي الدعوة التي كنتَ تحرص دائماً على أن تؤكد فيها العلاقة العضوية الوثيقة بين التنمية والتعليم، فالإنسان الكويتي هو منطلق التنمية وهدفها، وانخفاض مستوى التعليم هو أهم وأخطر التحديات التي تواجه الكويت ومستقبلها.

أما الأمر الثالث الذي يصعب عليَّ أن أتجاوزه، أن «أبو مرزوق» أصيلُ الانتماء العربي بقدر ما هو أصيل الهوية الكويتية، ورغم كل ما اعترى العروبة من وهن وتفكك، وما ارتكب في حقها من خطايا وأخطاء، مازال مهموماً بقضاياها، واثقاً من اشراقة فجرها مهما طال ليلها.

الأخ الزميل أبومرزوق،

لقد عُرضت الأمانة التي خلعتها عن كتفك، فأبى أن يحملها من كان أحق بها وأجدر بأدائها، وكنتُ ظلوماً جهولاً فأقبلتُ عليها، لأدرك من اللحظة الأولى، كم أرهقت نفسك، وكم أتعبت من أتى بعدك، ولأعرف، من المهمة الأولى، كم هو شاق المضي في نهج المؤسسين، وكم هو شقي من ينحرف عنه، غير أن ما جعلني أقبلُ على هذه المسؤولية هو أملي بتوفيق الله عز وجل، وتطلعي إلى استمرار دعم ورعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وإلى تواصل تشجيع سمو ولي العهد وفقه الله – للقطاع الخاص ودوره، وما جعلني أقبل على هذه المسؤولية معرفتي بتفهم مجلس الأمة الموقر وأهدافه الوطنية، وثقتي بصدق جهود سمو رئيس مجلس الوزراء الإصلاحية، وما يشجعني على مواصلة السير في هذا الطريق، أنك معنا وبيننا، نعود إليك، ولا تضن علينا.

وأخيراً،

يشرفني – أخي أبو مرزوق – أن أنقل إليك مشاعر زملائك أعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت، الذين أعربوا عن أسفهم العميق لإصرارك على إعادة الأمانة إليهم، وعن ثنائهم الصادق على ما أبليت من إخلاص واقتدار، وعلى ما أبديت من جرأة والتزام، كما عبّروا عن اعتزازهم الشديد بما ساهموا به في خدمة الاقتصاد الكويتي في ظل رئاستك.

أما أنتم، حضورنا النبيل الكريم الذي شرّف احتفالنا وأثرى احتفاءنا، فأتوجه إلى كل واحد منكم بالتحية والود والامتنان، وأخص بالترحيب والتقدير والعرفان أخواننا الذين وفدوا إلينا من خارج الكويت، ضيوفاً كراماً أعزاء.

فرعي

بدوره أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم في كلمة له أن، أن التجارة الحرة أو الحرية الاقتصادية هي التفسير التاريخي لنشوء المجتمع الكويت وقيام دولته الفتية على تربته الزكية.

وقال الغانم في كلمته «الأخ الزميل الأستاذ محمد جاسم الصقر رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت، الأخوة الأعزاء ضيوف الكويت وضيوف غرفتها.

الحفل الكريم،

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته:

أما بعد، فأرحب بكم في مستهل هذا اللقاء ومفتتح هذا الإلقاء أسنى ترحيب وأزهاه، وأسماه وأبهاه، وأعرب لكم عن بالغ التقدير والامتنان، وسابغ التوقير والعرفان، لما غمرتموبي به من مشاعر الود والإخاء، ومظاهر النبل والوفا، من خلال هذا الاحتفال المتألق نوره، المتدفق سروره، الذي أنتم نجوم سمائه، وعقود هناته، فأهلاً بكم أحبة، وأهلآ ومرحباً بكم ضوءاً وظلاً.

ضيوفنا الأجلاء وإخواننا الأعزاء، تتزاحم أمام عيني وفي سماء ذهني، دلالات زاهية من التعبير الزاهر، وأطياف حائمة من ذكريات الماضي الغابر، وألوان باسمة من أماني المستقبل والحاضر وجميعها تُلح أن ينالها التعبير والبيان، وأن يجري بها اللسان والبنان، وأنا بينها،

نهث لهاء لا أدري ما آخذ منها وما أدع، ويضيق بها وقتي وإن اتسع.

إنَّ هذه اللحظات التي أسعد بوقوفي فيها أمامكم، وأسَرُ بالحديث بها لكم، لحظات نادرة في حياتي، سارية في نبضاتي، ممازجة لومض خواطري، مخالطة لنبض مشاعري، هي كل ذلك، وهي لا غرو أن تكون كذلك.

فالمضيف الذي بكرمه غمرني، هو مؤسسة المجتمع المدني، الأبعد تأريخاً وأصالة، والأسرع إقبالاً على الحداثة، هي المؤسسة التي عملت فيها ومعها ولها قرابة أربعة عقود لم أوفها فيها حقها والتى رغم مغادرتي لهاء أشعرٌ أني ما زلت أعمل بها وأني لم أغادر قط ساحتها.

والحضور في هذا الاحتفال، ليسوا فقط هذه النخبة الكريمة التي جمعها اليوم دفء المحبة ونبل الوفاء ورق التقدير من الرجال، بل هم – أيضاً – أولئك الرواد الراحلون أشباحاً، الباقون أرواحاً، الذين تركوا بعد رحيلهم، مضيء مآثرهم، ووضيء آثارهم.

والزمان على المستوى العالمي، حرج واستثناني، تتسابق فيه المتغيرات المُقُلقة، وتتلاحق الأحداث المؤرّقةً، وتغشى العالم فيه مخاوفٌ صراع مجنون، ونزاع مفتون يُذْكي الغرورٌ ناره، وتلهب الغطرسة أوارّقه ويعلو وجة وطني منه كدرٌ ورَهَقء وتوجّس وقلق، يرسمه إصلاح قاصر، وفساد ظاهر..

ومن أجل ذلك، وغير ذلك، أود فيما يلي من كلام أن أتناول بعض ما هو جدير بالاهتمام، مما يتواءم مع المناسبة وظرفها، ويتلاءم مع اهتمام الضيف والمضيف بها.

إن التجارة الحرة أو الحرية الاقتصادية هي التفسير التأريخي لنشوء المجتمع الكويتي وقيام دولته الفتيّة على تربته الزكيّة.

فالعتوب، عندما حطوا رحالهم وأناخوا رواحلهم على هذه الرمال المشرقة بأمجاد الأمس والمتألقة بأشعة الشمس، إنما اكتشفوا العبقرة التجاربة للموقع والأهمية الاقتصادية للموضع فوظفوا انفتاح الميناء وانسياح الصحراء، خطاً تجارياً، وممراً اقتصادياً يربط الجزيرة العربية وما وراءها ببلاد الشام وما بعدها، كان هو الأكبر في المنطقة كلها والأوسع أثراً في النفع لها، بنوه بخبراتهم وأيديهم ‏وقادة النواخذة والبحارة من رجالهم فوصلوا به إلى الهند وسيلان وشرق أفريقيا واليمن وعمان.

الأخوة والأخوات،

لم تكن علاقة الكويت والكودتيين بالتجارة مقتصرة على الكسب المعيشي بل كانت بمثابة ارتباط عضوي تفاعلت فيه طبيعة المكان مع سجية السكان، فنشأ عنه مجتمع كويتي متكافل، متميز متكامل، يتم بالإيمان العميق، والترابط الوثيق، والتسامح والتألف، والتعاون

والتكاتف، والانفتاح الحضاري، والازدهار الثقافي، والفطرة المبدعة للحلول الوسط، البعيدة عن التفريط والشطط، بل أكاد أجزم أنَّ ما التزم به الكويتيون في تجارتهم من خُلّق وأمانة ونُبْل واستقامة ومن بذلٍ وكد، واجتهاد وجد وما فرضته عليهم حياة البحر بتقلباتها وشعاب الصحراء بتنوعها من استقلالية في الفكر والنظر وتضامن في مواجهة الشدة والخطر كانت هي العوامل التي رسخت مفاهيم الحرية في مجتمعهم وأُسُّس العدالة في دولتهم.

وهذا الدور المفصلي في النشاط التجاري وفي نشوء المجتمع الكوديتي وفي بناء قواعد نهضته الاقتصادية وبلورة ثوابته المجتمعية ورسم محدّداته السياسية يؤكد حقيقة مهمة هي أن لتجار الكويت في التعبير التاريخي الأصيل أو للقطاع الخاص في المفهوم الحديث دوراً رئيساً في قيام الدولة وبنائها وتطورها ونمائها ولئن خفتت أضواء التجارة بعض الخفوت وتوارى دور القطاع الخاص بعض التوارى نتيجة هيمنة منتجات النفط وسيطرة رأسمالية الدولة فإن كل المؤشرات تؤكد أن المشروع الإصلاحي لمستقبل الكوديت الإقتصادي إنما يقوم على الحرية الاقتصادية والاستقلالية التجارية المحصنة بالكفاءة والمحروسة بالعدالة، كما يقوم على القطاع الخاصء القادر على النهوض بمسؤوليته التنموية، والملتزم بواجباته الاجتماعية.

وفى يقيني أن هذا الارتباط ثنائي التفاعل والاتجاه بين الكويت والحرية الاقتصادية من جهة وبين القطاع الخاص والمستقبل من جهة هو الذي أوحى بشعار دولة الكوديت سفينة تجارية يحميها صقر صحراوي نافذ البصر وهو الذي دفع الرواد إلى أن يؤسسوا غرفة تجارة وصناعة الكويت ويرفعوا بناءها على قواعد راسخة من وطنيّة المنطق ومنطقية الرأي، ومن أدب المشورة وديمقراطية الإرادة، فكانوا بذلك أصحاب قضية ورجال وطن، قبل أن يكونوا أصحاب مال، ورجال أعمال، وإني على يقين أن الإقرار بدورهم وفضلهم والوفاء لذكرهم وقيمهم من أول مقاصد هذا الحفل ومراميه ودلالاته ومعانيه.

إن تجديد العلاقة بين الكويت والتجارة وفق تقنيات العصر واقتصاديات المعرفة يعد توظيفاً حديثاً للمزايا النسبية التنافسية، لرفعة الكويت الجغرافية لانفتاح فكرها وحيوية أهلها لكي تكون مركزاً تجارياً عالمياً تحقق فيه استراتيجيةٌ الكويت 2035 انسجاماً محلياً وإقليمياً، مع مقتضيات العولمة أو الاقتصاد العالمي، ومجاراة تنموية للتكامل الاقتصادي الخليجي وتعاوناً مع الاقتصاد العربي وبناء للقدرات اللازمة والإمكانات المتوائمة للتعامل مع المشاريع والتحالفات التجارية الغربية منها والشرقية.

أيها الحفل الكريم،

لا يبقى شيء على حال بل ذلك هو المحال فكلّ يوم جديد هو تغيير وتجديد تتسابق الأجيال وتتعاقب الرجال وتتغير أرباب المناصب فهذا مترجل وهذا راكب وتلك هي الحياة، لا تجامل في سنن التغيير أبداً وتلك هي السنون لا تعفى من صدأ العزيمة أحداً، وذلك أمر معلوم ثابت الأساس، «وتلك الأيام نداولها بين الناس».

ومن هنا، كان لا بد لي أن أعيد أمانة رئاسة غرفة تجارة وصناعة الكويت إلى أربابها بعد أن أمضيت عقوداً في رحابها ليواصلوا مسيرة بنائها ومهمة رفع لوائها وشعارنا جميعاً في هذا العطاء المتواصل هو قول القائل:

نبنى كما كانت أوائلنا

تبني ونصنعٌ مثلما صنعوا

وإني إذ أسلّمها لهم، لأَسلَّمُها مقرونة باعتذار المقلٌ في خدمتهم، المقرٌ بفضلهم، ولولا مقتضيات التضامن والولاء، واحترام رغبة الزملاء، لكنت قد أقدمت على تسليمها قبل سنين، مطمئناً إلى أنها ستكون في يد القوي الأمين.

أحدثكم اليوم وفي الخاطر مواقف وذكريات، حلوٌ أكثرها، ومر بعضها وعزيزةٌ كلها، ترجع إلى أربعين عاماً في مجملها، وتنطلق في ذاكرتي كجياد سباق لتثير في انطلاقها مشاعر الإشفاق وممشاعر الإطمئنان، ومشاعر الاعتزاز والامتنان.

فأما الإشفاق فمن أي تقصير أو خطأ لي، إذ هما مسؤوليتي وحدي، غير إن ما أرجو أن يشفع لي، في أي خطأ أو تقصير قد يكون وقع مني، هو أني لم أرد إلا مصلحة بلدي وأهلها ورفع اقتصادها ومكانتها.

وأما الاطمئنان، فلثقتي بقدرة الإخوة الفضلاء والزملاء الأعزاء على حل الأمانة بكل جدارة، ومتابعة المسيرة بكل كفاءة وعلى تطوير أداء الغرفة وتعزيز دورها في خدمة الكويت وتقدمها وازدهارها.

وأما الاعتزاز، فلمواقف الغرفة الوطنية وآرائها الصريحة العلمية، في ميادين التشريع والتوعية والإصلاح والتنمية ولخدماتها المتميزة على الصعيد المحلي والصعيدين العربي والدولي، ولوعي الغرفة العميق بالعلاقة العضودة بين التعليم والتنمية ولدعوتها الملحة إلى إصلاح النظام التعليمي والبناء المعرفي بكل مراحله ومستوياته وكل مستلزماته

ومتطلباته، لأن الإنسان هو منطلق التئمية وهدفها ووسيلتها وغايتها ولأن انخفاض مستوى التعليم في الكويت أخطر من انخفاض في سعر برميل النفط أو معدل دخل الفرد.

ومع مشاعر الاعتزاز هذه، نتزاحم في مخيلتي صور وأسماء جميع الزملاء الذين جميعهم إخوة أعزاء والذين شاركوني مراحل المشوار الطويل واتصفوا بالخلق النبيل وإليهم يرجع – بعد الله – الفضل في بذلهم لكل ما هو ممكن ومتاح وفيما حققته الغرفة من تقدم ونجاح، فإليهم جميعاً دون استثناء وإلى جميع موظفي الجهاز الإداري الأعزاء، أتوجه بخالص الشكر والعرفان وصادق التقدير والامتنان، قائلاً لهم: كنتم خير الزملاء والأعوان والرفاق، وخير من يجسد الود والتعاون والوفاق، شكراً لعطائكم الفائق، ولدعمكم الصادق، ولاختلافكم

الراقي، ولتميزكم الأخلاق.

وأخلص مشاعر الود والعرفان وأبلغ معاني التقدير والامتنان إلى جميع من حضروا هذا الاحتفاء وغمروني بمشاعر الود والإخاء وجسدوا بذلك معاني النبل والوفاء، أشكركم جميعاً شكراً لا يُبلى ولا يفتأ على الأيام يتجدّد وتترى.

ثم أتوجه ببالغ الشكر الجزيل وخالص الثناء الجميل للصديق الزميل أبي عبدالله الذي حدثي اليوم بمناقب عن نفسي، ما ندت عن صدري، ولا حدثت بها غيري ليُغدق علي من جميل ثنائه ما هو فوق استحقاق ودون ماقي قلبه.

وأسأل الله أن يحفظ الكوبت وشعبها ويؤيد أميرها وولي عهدها ويوجه للرشاد والسداد أمرها، ويجزيكم جميعاً عني كل خير.