اخبار الكويت

15 عاماً من الالتزام

بالتفاتة إلى الوراء على رحلة بدأناها منذ 15 عاماً، وفي وقفة حساب مع النفس نضع فيها مسيرتنا تحت منظار الرقابة الذاتية ومبضع المحاسبة الشخصية، نعتقد على الأرجح أننا التزمنا ذلك الخط الذي رسمناه منذ سطرت أناملنا أحرف افتتاحيتنا الأولى… أو على الأقل حاولنا تحريه، لنوفي القارئ ما وعدناه به من احترامنا لعقله وفكره ووجدانه وآماله.

أعوام طوال مرت سريعاً وصارت تاريخاً يشهد على نصاعة الهدف الذي عملنا على تحقيقه، فقد رغبنا في إثبات وجودنا ونحسب أن تلك الرغبة قد تحققت، حرصنا على إبراز الحقيقة مهما كان الثمن، كان الاحترام ملح طعامنا الصحفي ولم نسمح لأنفسنا، كما لم نسمح لغيرنا، أن تخلو منه مائدة أي حوار معنا أو اختلاف بيننا في وجهات النظر مهما كان تباين الآراء.

منذ البداية، كان الهدف أن نكون منبراً راقياً لتبني ما نؤمن به، مقرين ومرحبين، في الوقت نفسه، بحق الآخرين مثلنا في إبداء آرائهم ومخالفة ما قد نذهب إليه، موقنين أن الخلاف ظاهرة صحية مادام ديموقراطياً ويراعي كل طرف فيه احترام رأي مخالفه، بحيث تجمعهم غاية الوصول إلى الحقيقة، مع تسليط الضوء على العاملين المخلصين الساعين بجد إلى بناء هذا الوطن والحفاظ عليه ليكونوا نماذج تحتذى، في موازاة عدم إغفال الفاسدين العابثين بمقدرات البلاد للتحذير منهم وتوعية الأجيال الناشئة إلى مخاطر محاكاتهم.

لا ندعي كمالاً، فالكمال ليس سمة بشرية، غير أن المصلحة الوطنية كانت دائما من أهدافنا، وتجميع الشمل غايتنا، مع تشرفنا بالمساهمة في حمل لواء الجهاد من أجل ترسيخ الحريات، في وطن نرجو له أن يسبق الجميع حرية وكرامة وأمناً واقتصاداً وسياسة.

هذا الذي كان مخططاً له وهذا هو ما سرنا على هداه، متخذين منه دستوراً أخلاقياً، لا لشيء إلا لإيماننا الراسخ، بأن النجاح الإعلامي الحقيقي لا يتعارض مع الرسالة القيمية التنويرية الهادفة إلى ترسيخ الحريات وإبراز الحقائق دون تزييف.

ووسط الثورة التكنولوجية التي يموج بها العالم وتطل علينا كل يوم بجديد، سعينا للالتحاق بركب العصر، لذا عمدنا إلى تطوير موقعنا الإلكتروني وإعداد التقارير التلفزيونية الإخبارية والوثائقية واستطلاعات الرأي والتحقيقات والتحليلات المواكبة لآخر الأحداث.

وإدراكاً لأن التغير هو القانون الثابت، وأن الحياة مراحل وأجيال يسلم بعضها بعضاً، حرصنا على إعداد كوادر كويتية من شباب الصحافيين وهو ما لابد أن يكون كل قرائنا قد لاحظوه من متابعة ما يقوم به هؤلاء الشباب من تغطيات وأخبار وتحليلات ولقاءات في مختلف المجالات.

أما عن قرائنا الذين اتسعت مساحتهم على اختلاف الأعمار والفئات والمشارب، فلهم كل الشكر على تلك الثقة الغالية التي وضعوها وساماً على صدورنا، فزادت من مسؤوليتنا تجاههم، وها نحن نعاهدهم على أن نظل لسانهم الناطق، وصوتهم المكتوب وضميرهم الحي، ناقلين نبضهم وتساؤلاتهم وآمالهم.

وبعد فكل هذا أولاً وأخيراً فإنما يوجه إليكم أنتم قراءنا الأعزاء، فمن أجلكم أنشئ هذا المنبر، ومن أجلكم نحاول أن نطور من أنفسنا، ولا قيمة لكل ما نفعله ما لم ينل رضاكم واحترامكم، ولذا لا غنى لنا عن تعليقاتكم السديدة واقتراحاتكم القيمة التي تلقى منا كل عناية… وإلى عام جديد من عمر “الجريدة” نحاول فيه أن نكون دائماً عند حسن ظنكم.

الجريدة•