اخبار المغرب

حالات نفوق جديدة للحيتان بالسواحل المغربية .. وهذه أسباب حالة الشليحات

أعلن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري عن نتائج الفحوصات والأبحاث التي قامت بها فرقه حول حالات نفوق الحيتان بالسواحل المغربية، والتي تبين أنها ارتفعت بداية هذا الأسبوع فقط إلى ثلاث حالات، ليصل الرقم الرسمي إلى ثماني حالات نفوق في شهر يناير لوحده.

المعطيات التي أفرج عنها المعهد لجريدة هسبريس توضح أن الحوت الذي نفق في شاطئ “الشليحات” بالقنيطرة، “عانى من مرض أدى إلى وجود التهاب حاد على مستوى الغشاء المخاطي والأمعاء”.

وفق المصدر ذاته، فإن التشخيصات المعمقة التي تم إجراؤها على جثة “حوت الشليحات”، الذي ينتمي لفصيلة “Balaenoptera physalus” من حوت “الروكال العادي” (يبلغ طوله الإجمالي 17.60 متر)، أوضحت “وجود كدمات وآثار نزيف على طول الجهة اليسرى من جسم الحيوان وزعنفة الذيل، وكذلك وجود طفيليات خارجية على مستوى مناطق متفرقة من الجسم”.

ومن خلال ملاحظة دقيقة للأعضاء الداخلية للحوت، تبين، بحسب المصدر عينه، وجود “التهاب حاد على مستوى الغشاء المخاطي والأمعاء عموما. كما تم تسجيل خلو الأمعاء من أي مادة غذائية مع وجود سائل دموي، مما يدل على أن الحوت المعني كان في حالة مرض وهزال شديدين مصحوبين بتواجد طفيليات حول جسمه”.

وخلصت النتائج المتحصل عليها من فريق البحث التابع للمعهد سالف الذكر إلى أن “هذه الملاحظات والمعطيات ترجح كون الحالة المرضية للحوت قد تكون السبب الرئيسي لنفوقه”.

وكان شهر يناير موعد نفوق عدد من الحيتان في سواحل المملكة، إذ تم تسجل 4 حالات (حوت أحدب، وروكال صغير) في الداخلة، الأولى في 7 يناير، والثانية في 16 يناير، والثالثة في 22 يناير، والرابعة في 31 يناير، بالإضافة إلى حالتين (روكال صغير) في الصويرة والناظور، والعدد ذاته (روكال عادي) في القنيطرة وبوجدور.

وقال المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، في المعطيات عينها، إنه “خلال حالات النفوق هذه، لم تتمكن فرقنا من التدخل ميدانيا إلا في 3 حالات تم تنفيذها عبر التدخل عن بعد بالتعاون مع الجهات المتواجدة بعين المكان وفق بروتوكول التدخل عن بُعد المعمول به”.

وأضاف أنه ” خلال شهر يناير 2024، سجلت ثماني حالات جنوح أخرى لحيتان كبيرة من أنواع مختلفة، سبعة منها على الساحل الأطلسي المغربي وواحدة على الساحل المتوسطي”، مذكرا بأنه “من أجل معاينة ودراسة شاملة لحالة هذا الجنوح وتوضيح الظروف المرتبطة به، تم استدعاء فريق متخصص من مركز علم الأمراض بطنجة لتعزيز فريق الدار البيضاء وإجراء تشريح دقيق للجثة. وقد تمت متابعة هذه العملية عن بعد من قبل خبراء [اتفاق حفظ حوثيات البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط والمنطقة الأطلسية المتاخمة] (ACCOBAMS)، وذلك ضمن مشروع التشريح عن بعد الذي يعتبر المغرب بلدا رائدا فيه”.

وأشار المصدر سالف الذكر إلى أن “حالة شاطئ الشليحات عرفت توجه فريق متخصص للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالدار البيضاء إلى الموقع صباح اليوم التالي من الإبلاغ بالحادثة، وذلك من أجل القيام بالإجراءات اللازمة، إلا أنه ونظرا لاستحالة الوصول الى الحوت الذي كان لا يزال مغمورا بالمياه، كان من المستحيل استعمال الأجهزة والموارد اللوجستية الأساسية لنقل الحيوان خارج الماء ودفنه في يومه، مما أخر هذه العملية إلى اليوم الموالي 21 يناير خلال فترة ما بعد الظهر”.

وشدد الوطني للبحث في الصيد البحري على أنه بـ”بفضل مشاركة ومواكبة الدرك الملكي والسلطات المحلية، تم تأمين الجثة والاحتفاظ بها في الموقع حيث تمت معاينتها يوم 22/01/2024 ابتداء من الساعة الرابعة بعد الظهر”.