اخبار فلسطين

مواجهات بين الفلسطينيين واليهود مع انطلاق “مسيرة الأعلام” المثيرة للجدل في البلدة القديمة بالقدس

شهدت الأجواء في البلدة القديمة في القدس توترا بعد ظهر يوم الأحد، حيث انخرط قوميون متدينون يهود، وشبان فلسطينيون، والشرطة الإسرائيلية في مواجهات عرضية، قبيل وقت قصير من بدء مسيرة مثيرة للجدل بمناسبة “يوم أورشليم”.

جاءت الاشتباكات بعد أن سُمح لأكثر من 2600 يهودي إسرائيلي بالدخول إلى الحرم القدسي، وهو عدد قياسي وفقا لتقارير إعلامية عبرية.

تم إلقاء الحجارة والزجاجات والكراسي بين الجانبين في البلدة القديمة، مع محاولة الشرطة استعادة النظام. في إحدى المواجهات، شوهد شاب يهودي يستخدم رذاذ الفلفل ضد امرأة فلسطينية.

وقالت الشرطة أنه تم اعتقال ثلاثة أشخاص خلال اشتباكات عند باب العامود، وتعهدت باحتواء “مثيري الشغب”.

وأنشدت مجموعة من المراهقين اليهود في البلدة القديمة “فَأَنْتَقِمَ نَقْمَةً وَاحِدَةً عَنْ عَيْنَيَّ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ”، في إشارة الى آية توراتية تُنسب إلى شمشون.

وقال آخر لأصدقاءه: “في المرة القادمة التي ترى فيها عربا يركضون، ارفعوا سيقانكم لجعلهم يتعثرون”.

وركض فلسطينيون بالقرب من المكان، وألقى بعضهم الزجاجات على يهود إسرائيليين كانوا يقفون بالقرب من مدخل باب السلسلة المؤدي إلى الحرم القدسي. وقام الإسرائيليون بمشاركة الشرطة في مطاردة الشبان الفلسطينيين.

pic.twitter.com/hfaDyJLxPz

— نير حسون Nir Hasson ניר חסון (@nirhasson) May 29, 2022

قام شاب فلسطيني بدفع شرطي، ورد عليه عدد من الشرطة بدفعه وضربه بالهراوات وهو يبتعد عن المكان.

واشتبك فلسطينيون آخرون مع الإسرائيليين في أماكن أبعد في الأزقة المتعرجة نحو المسجد الأقصى. وفي حادثة منفصلة، شوهد شبان إسرائيليون وهم يمزقون العلم الفلسطيني خارج باب العامود.

עימותים אלימים בשער שכם בין ערבים ליהודים, הרבה מאוד גז באוויר פה pic.twitter.com/nvDtCRQPAG

— חיים גולדברג (@haim_goldberg) May 29, 2022

وانتشر شرطيون في زي مدني في أزقة البلدة القديمة. ولقد أغلقت العديد من المحلات التجارية والأكشاك أبوابها قبيل “مسيرة الأعلام”.

وقال أحد المارة الفلسطينيين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “في كل عام يأتون إلى هنا ويستفزوننا. لكن هذا العام أسوأ”.

اشتباكات بين فلسطينيين ويهود عند باب العامود في البلدة القديمة بالقدس في 29 مايو 2022، بينما تحتفل إسرائيل ب”يوم أورشليم. (AP Photo/Mahmoud Illean)

لكن المتظاهرين الإسرائيليين قالوا إنهم هم من يتعرضون للهجوم.

وقال أوري، وهو من سكان القدس في سنوات العشرين من عمره: “يتهموننا بالاستفزاز. ولكن إذا قلت لك أنك تستفزني بتنفسك، كيف يكون ذلك مختلفا؟”

وقال أوري إن الفلسطينيين المحليين استفزوا وسبوا وهاجموا المشاركين اليهود في المسيرة بشكل متكرر. ونفى أن يكون المتظاهرون عنيفين، لكنه قال أنه إذا فعل أي منهم ذلك، “فهو استثناء يثبت القاعدة”.

وأصيب حارس شخصي لعضو الكنيست من حزب “الليكود” المعارض ميري ريغيف بحجر خلال إحدى الاشتباكات. وقالت الشرطة أنه أصيب بجروح طفيفة وتم نقله لتلقي العلاج.

وقالت الشرطة أنه تم اعتقال 18 شخصا في وقت مبكر من اليوم في البلدة القديمة والحرم القدسي للاشتباه في قيامهم بأعمال شغب والاعتداء على شرطيين ومدنيين وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

الشرطة الإسرائيلية تعتقل فلسطينيا بالقرب من باب العامود خارج البلدة القديمة في القدس، 29 مايو، 2022. (AP Photo / Mahmoud Elean)

ويحتفل بـ”يوم أورشليم”، الذي يحيي ذكرى استيلاء إسرائيل على البلدة القديمة والقدس الشرقية من الأردن في حرب “الأيام الستة” في عام 1967، بالأساس يهود من التيار القومي المتدين في هذه الأيام.

أبرز الأحداث في هذا اليوم هو “مسيرة الأعلام” التي يسير فيها شبان من نشطاء اليمين عبر شوارع البلدة القديمة. ولقد عمل مسؤولون إسرائيليون على دحض إشاعات كاذبة أشارت إلى أن المسيرة ستشمل الحرم القدسي.

بموجب ما يُعرف باسم الوضع الراهن، يُسمح لليهود عموما بدخول الحرم القدسي خلال ساعات محدودة، لكن لا يُسمح لهم بالصلاة هناك أو أداء طقوس عبادة أخرى يمكن اعتبارها استفزازا للمسلمين.

وقالت الشرطة أنه تم السماح لأكثر من 2600 زائر يهودي بالدخول إلى الموقع صباح الأحد، في مجموعات من 40 إلى 50 زائرا. وصل المئات في الصباح الباكر لانتظار فرصة القيام بجولة في الموقع.

قبل وصول اليهود إلى الموقع ، تحصن عشرات الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى ورشقوا القوات المتمركزة بالخارج بالحجارة.

إسرائيليون يلوحون بالأعلام الإسرائيلية أمام باب العامود خارج البلدة القديمة في القدس بمناسبة الاحتفال بـ”يوم أورشليم”، 29 مايو، 2022. (AP Photo / Mahmoud Elean)

في ما يبدو انتهاكا للوضع الراهن، رفع العديد من اليهود الذين دخلوا الحرم القدسي الأعلام الإسرائيلية. وأشارت حركة حماس في السابق إلى أن التلويح بالعلم الإسرائيلي في الموقع المقدس قد يؤدي إلى رد فعل عنيف.

يُعتبر الحرم نقطة حساسة في الصراع الإسرائيليالفلسطيني، ولقد ساهمت التوترات هناك في اندلاع حرب استمرت 11 يوما في غزة في مايو من العام الماضي، والتي اندلعت بعد قيام حركة حماس بإطلاق وابل من الصواريخ باتجاه القدس خلال “مسيرة الأعلام”.

ولقد دعا رئيس الوزراء نفتالي بينيت صباح الأحد المشاركين في المسيرة إلى التصرف بمسؤولية وهنأ الإسرائيليين بـ”يوم أورشليم”، وقال: “إن رفع العلم الإسرائيلي في عاصمة إسرائيل أمر بديهي، لكن أطلب من المشاركين الاحتفال ب مسؤولة ومحترمة”.

ونشرت الشرطة نحو 3000 من عناصرها لتأمين المسيرة هذا العام.

ساهم في إعداد هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل