سوناك يدعم من إسرائيل الهجوم على غزة “بما يتماشى مع القانون الدولي”
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه يدعم حرب إسرائيل ضد حماس طالما أنها تلتزم بالقانون الدولي، وذلك خلال زيارته للقدس يوم الخميس، في أحدث زيارة من ضمن زيارات عدة قام بها زعماء غربيون إلى إسرائيل للتعبير عن الدعم للدولة اليهودية بعد اعتداءات 7 أكتوبر.
وقال سوناك إنه وحكومته “يدعمان تماما إسرائيل في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الدولي، وملاحقة حماس، واستعادة الرهائن، وردع المزيد من التوغلات، وتعزيز أمنكم على المدى الطويل”.
وقال سوناك لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصريحات علنية “أنا فخور بالوقوف هنا معك في أحلك ساعات إسرائيل كصديق لك”.
وحذر نتنياهو من أن المعركة ضد حماس ستكون “حربا طويلة”.
وقال نتنياهو: “ستكون هناك تقلبات، وستكون هناك صعوبات”.
ووصف نتنياهو أيضا الفترة التي تلت هجمات 7 أكتوبر بأنها “أحلك ساعة” في تاريخ إسرائيل، مقارنا بين حماس، التي قتلت أكثر من 1400 شخص واختطفت 200 آخرين في هجوم صادم، وكل من النازيين وتنظيم داعش.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط الصورة) يلتقي برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (افي الجهة المقابلة، الثاني من اليسار) في القدس، 19 أكتوبر، 2023. (Amos Ben Gershom/GPO)
وقال نتنياهو: “قبل ثمانين عاما، يا سيدي رئيس الوزراء، وقف العالم المتحضر إلى جانبكم في أحلك ساعاتكم. هذه أحلك ساعاتنا. إنها أحلك ساعة في العالم. نحن بحاجة إلى الوقوف معا”.
وأضاف “علينا أن نقاتلهم معا، كما أن العالم، العالم المتحضر، الذي اتحد لمحاربة النازيين واتحد لمحاربة [داعش]، يجب عليه الآن الوقوف إلى جانب إسرائيل ونحن نقاتل ونهزم حماس”.
جندي إسرائيلي يقف وسط الدمار الذي خلفه مسلحو حماس في كيبوتس كفار عزة، بالقرب من حدود غزة، 15 أكتوبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)
خلال مذبحة 7 أكتوبر، قام حوالي 2500 مسلح بتفجير السياج الحدودي الإسرائيلي، وتدفقوا إلى إسرائيل عبر البر والبحر والجو تحت سيل من آلاف الصواريخ، وقتلوا حوالي 1400 شخص، الغالبية العظمى منهم من المدنيين.
وكان من بين القتلى ستة مواطنين بريطانيين، وما زال تسعة في عداد المفقودين.
وردت إسرائيل بحملة جوية على غزة وتستعد لتوغل بري يهدف إلى القضاء على حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007.
بدأ التعاطف الدولي مع إسرائيل يتضاءل في أعقاب هجماتها على غزة، وخاصة بعد الادعاءات، التي نفتها إسرائيل منذ ذلك الحين، بأن غارة جوية قتلت المئات في مستشفى في غزة هذا الأسبوع. وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة يوم الخميس إن 3785 فلسطينيا قُتلوا وأصيب حوالي 12500 آخرين في الحرب.
ولم يذكر سوناك الإطاحة بحماس، وهو ما قال القادة الإسرائيليون إنه هدف رئيسي للحرب.
يوم الأربعاء، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل مطول في تل أبيب عن ضرورة أن تتبع إسرائيل المعايير الدولية في حملتها العسكرية ضد حركة حماس.
وقال سوناك يوم الخميس “أعلم أنكم تتخذون كل الاحتياطات اللازمة لتجنب إيذاء المدنيين، في تناقض مباشر مع إرهابيي حماس، الذين يسعون إلى تعريض المدنيين للأذى”.
الرئيس يتسحاق هرتسوغ (على يمين الصورة) يلتقي برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مقر إقامة رئيس الدولة في القدس، 19 أكتوبر، 2023. (Kobi Gideon/GPO)
وتابع: “نحن ندرك أيضا أن الشعب الفلسطيني هو ضحية حماس أيضا”، مضيفا أنه يرحب بقرار إسرائيل السماح بفتح ممرات إنسانية إلى غزة.
بعد ضغوط مارستها واشنطن، أعلنت إسرائيل يوم الأربعاء أنها ستسمح بوصول الماء والأدوية والغذاء إلى جنوب غزة من مصر. ولقد حضت إسرائيل سكان شمال غزة على التوجه جنوبا حفاظا على سلامتهم قبل الهجوم البري المتوقع.
التقى نتنياهو سوناك على انفراد لإجراء مناقشة مطولة في مكتب رئيس الوزراء، وانضم إليها فيما بعد إليهما مساعديهما قبل أن يدلي الزعيمان بتصريحات علنية.
كما التقى سوناك مع عائلات المواطنين البريطانيين الذين اختطفتهم حماس. رفضت السفارة البريطانية التعليق على عدد الأشخاص الذين تم التحقق من أنهم في أيدي حماس.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي هو ثاني وزير خارجية يزور إسرائيل بعد هجوم حماس، حيث قام بزيارة جنوب إسرائيل واضطر هناك إلى الاحتماء من إطلاق الصواريخ.
وتعرض سوناك لضغوط خفيفة في وقت سابق من اليوم خلال لقاءه مع رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ.
الجثث ملقاة على طريق رئيسي بالقرب من كيبوتس غيفيم في 7 أكتوبر، 2023، في أعقاب مذبحة ارتكبها مسلحو حماس. (Oren ZIV / AFP)
وقال هرتسوغ “نشعر أن ال التي تصف بها BBC حماس هي تشويه للحقائق”.
وترفض هيئة الإذاعة البريطانية وصف مسلحي حماس بأنهم “إرهابيون”.
وشدد هرتسوغ، “إننا نتعامل مع واحدة من أسوأ المنظمات الإرهابية في العالم، وأنا أعلم أنه في الديمقراطيات الحديثة مثل ديمقراطيتكم وديمقراطيتنا، لا يمكن التدخل في كل شيء، ولكن لأن BBC لديها صلة بالحكومة وهي تمثل اسم بريطانيا في العالم، يجب أن تكون هناك صرخة حتى يكون هناك تصحيح، وأن يتم تعريف حماس كمنظمة إرهابية”.
وأضاف متسائلا “ما الذي يجب أن يروه لكي يفهموا أن هذه منظمة إرهابية وحشية”.
وبدا أن سوناك يتفق مع هذا الرأي، حيث أجاب قائلا: “يجب أن نسمي ما حدث كما هو عمل إرهابي ترتكبه منظمة حماس الإرهابية والشريرة”.
وقال سوناك بعد هبوطه في تل أبيب، حيث أدان “الأعمال الإرهابية المروعة التي لا توصف” التي تقوم بها حماس: “أريدكم أن تعلموا أنني والمملكة المتحدة نقف إلى جانبكم”.
وبعد لقائه بنتنياهو وهرتسوغ، من المتوقع أن يسافر سوناك إلى عدد من العواصم الأخرى في المنطقة لإجراء محادثات حول الحرب.
