اخبار المغرب

ضعف السلاح الروسي في أوكرانيا يكشف هشاشة العتاد العسكري الجزائري‎‎

أظهرت الأزمة الأوكرانية ضعف السلاح الروسي الذي لم يستطع حسم أغلب المعارك الميدانية، ما أدى إلى تراجع قيمته في السوق العالمية مقارنة مع السلاح الأمريكي والبريطاني، الأمر الذي سلط الضوء على هشاشة الأسلحة الجزائرية نظراً إلى أن موسكو هي أكبر مورد للأسلحة إليها.

ونهج “قصر الكرملين” سياسة حربية دعائية ضد “دول الغرب” طيلة العقد الماضي، مما جعل روسيا تحتل الرتبة الثانية في جميع التصنيفات العسكرية الدولية بعد الولايات المتحدة، لكن الحرب الميدانية في كييف أثبتت ضعف الأسلحة الروسية الحديثة التي لا تستطيع مواكبة الحروب العصرية.

هذا المعطى أكدته أغلب التقارير العسكرية الأوروبية التي أشارت إلى عدم نجاعة السلاح الروسي في المعارك الأخيرة، خاصة سلاح الجو الذي انتصرت فيه أوكرانيا بشكل واضح للغاية بعد اعتمادها على “طائرات الدرون” الحربية التي تفتقد إليها الوحدات العسكرية الروسية.

وبما أن الجزائر تُعد من بين أكبر أربعة مشترين للأسلحة الروسية في العالم، فإن ذلك يعني أن العتاد العسكري المتوفر لديها غير قادر على المواجهة الحقيقية على أرض الميدان، بسبب عدم توفر السوق الروسية على أحدث التكنولوجيات الحربية في أجهزة الاستشعار والأسلحة المضادة للطائرات.

في هذا الإطار، قال محمد شقير، خبير في الشأن العسكري، إن “روسيا تتوفر على تكنولوجيات عسكرية متطورة، لكنها تفتقر إلى أسلحة متطورة في مجالات أخرى، بما فيها المجال الجوي، وهو ما أكدته الحرب الأوكرانية التي بينت بالملموس افتقادها إلى الطائرات بدون طيار”.

وأضاف شقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “طائرات الدرون صارت سلاحا حاسما في كل العمليات، الأمر الذي لا تتوفر عليه الترسانة العسكرية الروسية بالشكل المطلوب”، مبرزاً أن “المغرب اتخذ قرارا صائباً بتدعيم صفقات الدرون مع تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة”.

وواصل بأن “المغرب يتجاوب مع تطور الحروب في مشتريات الأسلحة”، مؤكداً أن “صواريخ باتريوت التي منحتها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا خلقت الفارق في المعارك، ما جعل روسيا تواجه مشكلة حقيقية لتسيير الحرب”.

وأردف الخبير عينه بأن “الجزائر تعتمد بشكل أساسي على سوق السلاح الروسي، وبالتالي ستفتقد إلى التكنولوجيات العصرية التي تحوزها الولايات المتحدة”، خالصا إلى أن “المغرب يستفيد من الشراكة العسكرية مع أمريكا بخلاف الجزائر التي لا تستطيع التزود بالأسلحة من واشنطن بسبب تحالفها مع روسيا”.