اخبار المغرب

أشرف حكيمي.. قصة نجاح لاعب محترف سيجد نفسه متهما ب”الاغتصاب” في محاكم فرنسا

كان طفلا يعشق الرياضة منذ نعومة أظافره، فزاول مختلفها، قبل أن يستقر به المطاف في عالم كرة القدم حيث بزغ اسمه مع أعرق الفرق العالمية في سن صغيرة، تألق وسجل الأهداف، فوجد نفسه بين أحضان المنتخب المغربي، فأرسل بعدها قديفة غير مؤطرة على غير العادة، جعلته يكن محط أنظار الجميع، لكن ليس كنجم بل كمتهم بالاغتصاب.

نونبر 1998 كان يوم ولادة أشرف حكيمي في العاصمة الإسبانية مدريد، من أب ينحدر من مدينة وادي زم، وأم من القصر الكبير، قررا الهجرة إلى ضواحي مدريد في ثمانينيات القرن العشرين، حيث سيبزغ اسم ابنهما الذي سيقوهما للنجومية من بوابة كرة القدم.

نشأ أشرف حكيمي في عائلة متوسطة الدخل، حيث كانت والدته سعيدة موح تعمل عاملة نظافة في المنازل، بينما كان والده حسن حكيمي بائعا متجولا، علما أنه كان لا يجد حرجا في الافتخار بانتمائه لعائلة متواضعة، كافحت من أجل كسب لقمة العيش، وكانت سببا في ما وصل إليه من شهرة ونجومية.

حب حكيمي للرياضة منذ الصغر، جعله يخوص العديد من التجارب في السباحة وألعاب القوى، قبل أن يستقر به المطاف في عالم كرة القدم التي مارسها بانتظام مع رفاقه في الشارع، تاركا الدراسة رغم حرص والده على تعليمه.

الدخل المتوسط للعائلة، لم يمنع الأب والأم من مساعدة ابنهما للدخول في عالم الكرة المستديرة، رغم أن حسن كان معارضا للفكرة في الوهلة الأولى، إلا أن عزيمة حكيمي كانت الأقوى، فسار على الدرب بمساعدة والديه اللذان ضحا بالغالي والنفيس من أجله.

التحق أشرف حكيمي في سن جد مبكر بفريق “كولونيا أوفيجيفي” الذي يمثل حي سكنى والديه، إلا أنه لم يعمر طويلا هناك، بعدما رصدته كاميرات الفرق العريقة، فكانت محطته الأولى صوب أكاديمية ريال مدريد الإسباني التي انضم إليها سنة 2006، التي ظل فيها لما يناهز 11 عاما، قبل أن يوقفه القطار بها ويصعد للقمة بفضل زين الدين زيدان مدرب النادي الملكي أنذاك.

بهذه الفرصة، منح زيزو “للغزال” كما كان يلقبه رفاقه في الأكاديمية، مفتاح الاحترافية وبداية حجز مكان ضمن كبار نجوم الكرة في العالم، فكانت مواجهة الريال لإسبانيول أول مقابلة رسمية له في فريق العاصمة الإسبانية الذي أحرز معه كأس العالم للأندية، ولقب دوري أبطال أوروبا، وسرق خلال هذه المدة القصيرة التي قضاها فيه الأضواء عربيا وأوروبيا.

بزوغ حكيمي مع ريال مدريد، جعله ينتقل إلى بروسيا دورتموند الألماني على سبيل الإعارة، فأصبح بعدها الفتى المدلل للمدرب لوسيان فافر في ظرف عامين فقط، إلا أنه عاد ليحول الوجهة إلى إيطاليا من بوابة الإنتر ميلان، قبل أن يستقر به المطاف في فرنسا مع باريس سان جيرمان سنة 2021، إلى جانب نجوم الكرة العالمية: ميسي، مبابي، نيمار وغيرهم، حيث كتب سجلا جديدا من الإنجازات في مشواره الكروي.

تألقه رفقة مختلف الأندية جعله محط أنظار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي قامت بمعية مدرب المنتخب المغربي أنداك باستدعائه، بعدما تدرج في الفئات الصغرى للمنتخب المغربي بداية من 2016، ليلتحق بعدها بالمنتخب الأول ويسجل أول هدف له معه في شباك مالي خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2018، ليستمر في التألق رفقته ويكتبان التاريخ مع في العرس العالمي بقطر سنة 2022

بعد أدائه الجيد في نهائيات كأس العلم قطر 2022، أصبح حكيمي محط أنظار العديد من الأندية، إلا أنه فضل البقاء مع باريس سان جيرمان، بجانب صديقه كيليان مبابي، لمواصلة كتابة المجد بأحرف من ذهب

الإثنين 27 فبراير الماضي من سنة 2023، لم يكن كباقي الأيام بالنسبة لحكيمي، بعدما راجت أخبار بأنه متهم بالاغتصاب حسب ما نقلته Le parisien، التي أوردت الخبر، إلى أن شابة تقدمت إلى مركز الشرطة في نوجينت سور مارن (فال دي مارن)، حيث أخبرت الشرطة أنها تعرضت للاغتصاب من قبل اللاعب المغربي الذي يبلغ من العمر 24 سنة.

وأشارت الضحية المزعومة، والتي تبلغ 23 سنة والمقيمة في “فونتيني سو بوا”، إلى أنها لا ترغب في تقديم شكوى، بل “الإدلاء ببيان عن تعرضها للاغتصاب”.

وبالرغم من ذلك، تقول الصحيفة، إن المدعي العام في كريتيل قرر تولي القضية والتحقيق فيها، حيث تمت إحالتها إلى المختصين في هذه القضايا.

وأشارت الصحيفة إلى أن القضية تعود إلى يناير الماضي حينما دار نقاش بين أشرف حكيمي والشابة عبر موقع “إنستغرام” قبل أن يتم اللقاء بينهما في 25 فبراير الماضي في منزل هذا الأخير في منطقة بولوني.

وبحسب الشابة فقد قام اللاعب المغربي بخلع ملابسها وتقبيل ثدييها رغم اعتراضها، مضيفة بأنها تمكنت أخيرا من الإفلات منه ومغادرة المنزل.

خمسة أيام بعد ذلك وجهت لأشرف حكيمي رسميا تهمة الاغتصاب من قبل القضاء الفرنسي حيث استجوب المدعون العامون حكيمي بعد اتهامات من امرأة تبلغ من العمر 24 عاما بتعرضها للاغتصاب في منزل اللاعب في بولوني -بيلانكور في 25 فبراير الماضي.

وقال المدعون إن رقابته القضائية تمنعه من الاخبار السعودية مع الفتاة. ومع ذلك، فهو مخول بمغادرة الأراضي الفرنسية، وأوكل التحقيق الأولي الذي فتحه مكتب المدعي العام في نانتير الاثنين إلى قاضي تحقيق.

محامية نجم المنتخب المغربي ونادي باريس سان جرمان الفرنسي، أشرف حكيمي، اعتبرت أن الاتهامات الموجهة إلى موكلها في قضية الاغتصاب المزعوم، “محاولة ابتزاز”، مضيفة أنه “مخول الدفاع عن نفسه”.

وقالت فاني كولان، في بيان، “لاحظت من جهتي أن المدعية رفضت تقديم شكوى، ورفضت الخضوع لأدنى فحص طبي أو نفسي ورفضت مواجهة أشرف حكيمي رغم أن الاتهام مبني حصريا على تصريحاتها”.

وتابعت “بالإضافة إلى ذلك، يتبين من الوثائق التي بحوزة الشرطة القضائية أن السيد حكيمي كان في هذه الحالة موضوع محاولة ابتزاز”، بينما والدته أوضحت أن قلبها يخبرها أن ابنها بريء، وهو يتمتع بحسن التربية، كما أن العالم بأسره يشهد له بأخلاقه العالية والمتزنة، ولا يستحق ما حصل له.

وأشارت سعيدة، إلى أنها تكلمت مع ابنها بعد اتهامه بالاغتصاب، وأقسم لها أنه بريء متسائلة في الوقت ذاته، أنه كيف يعقل أن يتهم أشرف في ليلة وجود زوجته في منزلهما بفرنسا، حيث هناك الكثير من الحراس وكاميرات مراقبة في كل الاتجاهات.

ليبقى السؤال المطروح، كيف ستنتهي قضية أشرف حكيمي مع تهمة الاغتصاب؟ وهل سيخرج منها سالما معافى؟ ويعود إلى العشب الأخضر لتسجيل الأهداف في الشباك ويقدم التمريرات الحاسمة كما عود الجميع في أي مكان رحل إليه.