اخبار فلسطين

البيت الأبيض يبلغ إسرائيل أن وزارة العدل فتحت تحقيقا في مقتل شيرين أبو عاقلة دون علمه

أبلغ البيت الأبيض نظراء إسرائيليين أنه لم يشارك في قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء.

وبدا أن الرسالة تهدف إلى تبديد الغضب الإسرائيلي من فتح التحقيق عبر طمأنة إسرائيل أن القرار لم يأت من رئاسة الإدارة، كما تكهن المسؤول، مؤكداً تقرير على موقع “أكسيوس” الإخباري، الذي كشف أن حتى السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدز لم يكن على علم بالخطوة في البداية.

وحتى لو كانت تفاصيل الظروف المحيطة بالقرار الأمريكي كافية لإرضاء الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها بقيادة رئيس الوزراء الوسطي يائير لبيد، فمن غير المرجح أن تهدئ الحكومة القادمة بقيادة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، والتي يبدو أنها ستكون أكثر تشددا في القضايا المتعلقة بالفلسطينيين.

بغض النظر، تكهن المسؤول الإسرائيلي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن “الآثار العملية للتحقيق ستكون محدودة”، بالنظر إلى اعتراف الولايات المتحدة بأن إطلاق النار على أبو عاقله كان غير مقصودًا، حتى لو كان جنديًا إسرائيليًا هو المسؤول المرجح.

وأوضح لابيد ووزير الدفاع المنتهية ولايته بيني غانتس أن إسرائيل لن تتعاون مع التحقيق، مما يقيد أيدي محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي.

قُتلت أبو عاقلة (51 عاما)، أثناء ارتدائها سترة عليها علامة “صحافة” وخوذة، بالرصاص في 11 مايو خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين اندلعت بعد مداهمة جنود لمخيم جنين في شمال الضفة الغربية، وسط حملة عسكرية أوسع.

الرئيس الأمريكي جو بايدن (من اليسار) يلتقي بزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو في مقر رؤساء إسرائيل في القدس، 14 يوليو، 2022. (GPO)

ورفضت إدارة بايدن لعدة أشهر إجراء تحقيقها الخاص، واعتمدت بدلاً من ذلك على التحقيقات التي أجراها الإسرائيليون والفلسطينيون. وتوصلت واشنطن إلى نفس النتيجة التي حددها الجيش الإسرائيلي، وهي أن أبو عاقلة أصيبت برصاصة يُرجح أن يكون جندي إسرائيلي قد أطلقها عن طريق الخطأ. وقالت السلطة الفلسطينية أنها استُهدفت عمدا.

وفي حين أن قرار فتح التحقيق بدا في البداية وكأنه يظهر تحولًا من البيت الأبيض، فإن إصرار الأخير على أنه لم يكن وراء هذه الخطوة يشير إلى أن وزارة العدل اتخذت القرار من تلقاء نفسها.

وفي حين أن مثل هذه التحقيقات نادرة نسبيا، فهناك سابقة لتحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في وفاة مواطن أمريكي في الخارج.

قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي أو غيره من المحققين الأمريكيين بإجراء تحقيقات في الوفيات أو الإصابات غير الطبيعية لمواطنين أمريكيين في الخارج، خاصة إذا كانوا موظفين حكوميين، ليس أمرا استثنائيا. ومع ذلك، فإن مثل هذه التحقيقات المنفصلة ليست معتادة، ومن النادر، أو حتى غير المسبوق، أن يتم اجرائها في دولة حليفة للولايات المتحدة مثل إسرائيل، التي تعتبر واشنطن أنها تتمتع بنظام قضائي موثوق به ومستقل.

وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: “أفكارنا تبقى مع عائلة أبو عاقلة في حدادهم على هذا الفقدان الفادح. لم تكن شيرين مواطنة أمريكية فحسب، بل كانت أيضا مراسلة شجاعة اكتسبت بعملها الصحافي وسعيها وراء الحقيقة احترام الجماهير في جميع أنحاء العالم”.