اخبار المغرب

العاصمي تنتقد التركيز على الفقراء والأميين في مشروع “مراكش الحاضرة المتجددة” وتبخيس قيمة المدينة

دخلت مليكة العاصمي القيادية السابقة في حزب الاستقلال على خط المشروع الملكي المعروف باسم “مراكش الحاضرة المتجددة”، بعد أن وجهت رسالة إلى كل من كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش أسفي، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، تنتقد فيها ما اعتبرته “تبخيسا لصورة المدينة الحمراء بالتركيز على البسطاء والفقراء والأميين في المشروع.

واعتبرت العاصمي في رسالتها، التي توصل “اليوم 24” بنسخة منها، أنه رغم الأهمية الكبيرة التي لساحة جامع الفناء وأنشطتها ورجالاتها في الإشعاع الثقافي والسياحي لمراكش، إلا أن التركيز عليها ومحيطها من الفقراء والبسطاء والأميين، كصورة وحيدة لمراكش، تبخيس للقيمة العظيمة لهذه العاصمة الأمبراطورية العلمية الحضارية المتعددة، ومحو لما نهضت به عبر التاريخ كمركز لدولة عظيمة استقطبت كبار علماء العالم، مفكرين وفلاسفة وأطباء ومهندسين وفلكيين وأدباء وفنانين وغيرهم، وتخرج العظماء من جامعاتها العظيمة ومراكزها العلمية طيلة 10 قرون.

وأكدت البرلمانية السابقة أمس الاثنين، أن “حاضرتنا لا يمكن أن تكون متجددة إن لم تجدد هذه الجامعات، وتمنحها الحياة التي تستحقها كصورة لمراكش العلم والثقافة والحضارة والفن والبهجة والاقتصاد وخاصيات أخرى كثيرة”. وأوضحت الشاعرة أن مراكش التي تميزت بين مدن العالم تاريخيا كمدينة الكتبية والكتبيين والكتّاب والكتاب والإنتاج العلمي المعرفي الفني الثقافي، والتي تميزت بحي كامل أو مدينة تخصصت في الكتاب والكتبيين وصناعة الكتاب والعلم والفن، وبفضاءات واسعة للكتاب، تحولت في الصورة التي تقدم عنها إلى مدينة تسود فيها الأمية والفقر، وما يشكل نقيض حقيقتها كمدينة العلوم والأمجاد والرخاء والحضارة.
وأشارت المتحدثة إلى أن منارة الكتبية ومدرسة ابن يوسف وسيدي منصور وأمثالها ليست معالم معمارية فحسب، ولكنها معالم علمية معرفية ثقافية حضارية، معالم أمبراطورية بما يحمله التاريخ الأمبراطوري لهذه المدينة وللمغرب من عظمة وأمجاد علمية وحضارية.
وقال الوجه النسائي البارز في حزب الاستقلال، إن تجديد هذه الحاضرة يمر حتما عبر إحياء تاريخها العلمي بإحياء جامعاتها العتيدة العريقة، وعلى الأقل جامعة ابن يوسف التي صمدت 10 قرون، وتعرضت للمحو والنسيان رغم كونها ملكا للإنسانية وليس لمدينة مراكش أو لتاريخ المغرب وحدهما.
كما أن التجديد الحضاري، حسب العاصمي، يمر أيضا عبر نشر الكتاب المستعمل والجديد في ساحات المدينة ومفاصلها الحيوية كما كان من قبل، بدءا بساحة جامع الفناء وباقي التوسعات العمرانية، وتنظيم عرضه وتسويقه وإبرازه وقراءته وإقرائه، وعبر إحياء وتنشيط المكتبات ذات التاريخ العريق التي عرفت بها مراكش كالخزانة البلدية وخزانة جامعة ابن يوسف… وجعل مراكش كما كانت عاصمة الكتاب في العالم.