اخبار المغرب

باحثون يستحضرون فترة السلطان المولى إسماعيل

سلطت أشغال الجلسة العلمية الافتتاحية للدورة الخامسة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف- المنظمة هذه السنة حول موضوع “العلاقات الدولية في عهد الدولة العلوية.. فترة السلطان مولاي إسماعيل”- الضوء على العلاقات الدولية والسياسية في فترة مولاي إسماعيل.

وأشار المتدخلون في الندوة العلمية الأولى (ترأسها الأستاذ مصطفى الشابي)- المنظمة على هامش فعاليات الدورة الـ25 لجامعة مولاي علي الشريف، تحت رعاية الملك محمد السادس- إلى تاريخ العلاقات الدبلوماسية والإنسانية بين إمبراطورية المغرب في عهد السلطان المولى إسماعيل وعدد من الدول الأجنبية وكذا الإمبراطورية العثمانية.

وتطرق عبد الرحيم بنحادة، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، في كلمته حول موضوع “صدى الوقائع.. قراءة في وثائق عثمانية عن المغرب زمن السلطان مولاي إسماعيل”، خلال هذه الندوة التي حضرها مؤرخ المملكة المغربية (رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف)، إلى تطور العلاقات بين المغرب والدولة العثمانية في هذه المرحلة، مستحضرا ثلاث ملاحظات أساسية تتعلق بالفترة الإسماعيلية، وتتوزع بين ما هو استغرافي وتوثيقي وسياقي.

وأوضح بنحادة أن الملاحظة الأولى ذات طابع استغرافي بالأساس، وتتمحور حول كيفية كتابة تاريخ العلاقات بين المغرب والدولة العثمانية، مشيرا إلى أن الأوروبيين اعتمدوا دائما على النصوص الأوروبية ذات الحمولة الإيديولوجية، والتي تعكس مصالح الدول التي ينتمي إليها كتاب هذه التقارير أو الكتب، واستحضر أمثلة عن ذلك بعدد من الكتاب والمؤرخين الأوروبيين الذين كتبوا عن المولى إسماعيل، والذين وصفوه بألقاب وصفات لا تليق ولا تعكس صورته الحقيقية.

وأشار بنحادة إلى مجموعة من الأحداث التي عرفتها فترة حكم المولى إسماعيل، التي امتدت 55 سنة، سواء ما تعلق بالعلاقات مع الدول الأوروبية واسترجاع المدن المغربية، أو علاقة المولى إسماعيل بالدولة العثمانية، مؤكدا أن المغرب كان دائما يقف في وجه كل من يريد زعزعة استقرار الدولة العثمانية.

في المقابل، قال الحسين الفرقان، الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بورزازات التابعة لابن زهر، في مداخلته حول موضوع “جوانب من تاريخ العلاقات السياسية بين مولاي إسماعيل وأتراك الجزائر 1672-1727″، إن علاقة المولى إسماعيل مع البايلربايات والباشوات والأغوات طيلة القرن 17 وبداية القرن 18 تميزت بعلاقة “السلم والحرب”، مشيرا إلى أنه تم تسجيل مناوشات ومواجهات مباشرة ومعارك كبرى، وكذا اتفاقيات صلح، حسب تقلبات الساحة الإقليمية وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، أو حسب الأوضاع الداخلية، سواء في المغرب أو الجزائر.

وتطرق الباحث ذاته إلى العلاقات الديبلوماسية، حيث أكد أنه كانت هناك بعثات ديبلوماسية لتبادل الآراء والأفكار حول مواضيع معينة مثل الصلح وترسيم الحدود وكذا القلاقل التي كانت تثيرها القبائل في الحدود المشتركة، مضيفا أن السلطان مولاي إسماعيل في فترة من الفترات لم يعد يتوجه إلى أتراك الجزائر، بل صار يتوجه مباشرة إلى “الباب العالي” ويخاطب السلطان العثماني في المسائل الخلافية مع أتراك الجزائر.

من جهته، تطرق أحمد إيشرخان، الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بتازة، في كلمته حول موضوع “العلاقات المغربية الخارجية في العصر الإسماعيلي من خلال “الدر المنتخب” لأحمد بن الحاج”، إلى فترة حكم المولى إسماعيل من خلال ما ورد في الكتاب ذاته، مستحضرا مجموعة من الأحداث التي ميزت عصر المولى إسماعيل.

وفي المداخلة الرابعة، تطرق الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس سايس إلى السياسة الخارجية للمغرب إزاء العثمانيين في عهد السلطان مولاي إسماعيل.

وأجمعت عدد من المداخلات على أنه منذ عهد مولاي إسماعيل كانت المشاكل تأتي من الجارة الشرقية “الجزائر”.

وتحتضن مدينة الريصاني، مهد الدولة العلوية، يومي 25 و26 نونبر الجاري، الدورة الخامسة والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، التي أشرف على افتتاح فعالياتها، صباح الجمعة، عبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ووزير الشباب والثقافة والاخبار السعودية، محمد المهدي بنسعيد، وعامل إقليم ميدلت (ممثل والي الجهة)، ووفد هام مركزي وجهوي وإقليمي.