اخبار فلسطين

مقتل شخصين من المجتمع العربي في جريمتي إطلاق نار منفصلتين، والإعلان عن صلاحيات جديدة للشرطة

قُتل شخصين بالرصاص في حادثي إطلاق نار منفصلين يوم الخميس، ليكونا أحدث ضحايا موجة جريمة لا هوادة فيها أودت بحياة ما يقارب من 200 شخص في المجتمع العربي هذا العام.

ولا يبدو أن هناك صلة بين عمليتي القتل، اللتين وقعتا بفارق ساعات بالقرب من مفرق بيت كما جنوب البلاد وفي مدينة الفريديس الشمالية. وجاءت هذه الجرائم بعد يوم من إطلاق نار مروع أدى إلى مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، وأثارت عملية قتل تم تصويرها في وضح النهار تعهدات من قبل السلطات بمضاعفة الجهود لوقف إراقة الدماء.

وقال المسعفون إنهم عثروا على عيد أبو حسان الزيادين (70 عاما) فاقد الوعي ويعاني من إصابة خطيرة في حقل مفتوح بالقرب من مفرق بيت كما، حسبما ذكرت خدمة الإسعاف نجمة داوود الحمراء.

وتم إعلان وفاته بعد وقت قصير من نقله إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع.

وربطت النتائج الأولية لتحقيق الشرطة الحادث بنزاع عشائري داخلي. وبحسب التقارير، كان من المقرر أن يشارك الزيادين في “صلحة” يوم الجمعة.

وتوفي الضحية الثاني (20 عاما) بعد نقله من الفريديس إلى مركز “هيلل يافيه” الطبي في الخضيرة مصابا بطلقات نارية، بحسب نجمة داود الحمراء.

عناصر الشرطة في موقع قتل خمسة أفراد من عائلة واحدة بالرصاص في بلدة بسمة طبعون البدوية الشمالية، 27 سبتمبر، 2023. (Shir Torem/Flash90)

وقالت منظمة “مبادرات إبراهيم” المناهضة للعنف إن عمليات القتل يرفع عدد العرب الذين قُتلوا في ظروف عنف في إسرائيل منذ بداية العام إلى 190، مقارنة بـ 80 خلال نفس الفترة في عام 2022.

وجاءت عمليات القتل في الوقت الذي قام فيه نشطاء بصبغ نافورة ميدان ديزنغوف الشهيرة في تل أبيب باللون الأحمر احتجاجا على تقاعس الحكومة في مواجهة موجة الجريمة، التي تم إلقاء اللوم فيها على الجماعات الإجرامية التي سيطرت على البلدات العربية التي أضعفتها عقود من الإهمال من قبل السلطات الإسرائيلية.

פעילי מחאה צבעו את מי המזרקה בכיכר דיזנגוף באדום: “188 נרצחים יש כאן תוכנית סדורה לריסוק החברה הערבית”https://t.co/GYHVAPzZCl pic.twitter.com/9h4Q2eSwIY

— החדשות N12 (@N12News) September 28, 2023

وقالت مجموعة “الوقوف معا” التي نظمت الاحتجاج أنه “من المستحيل أن نبقى صامتين عندما تستمر إراقة دماء ضحايا الجريمة في المجتمع العربي”.

وبعد وقت قصير من جريمة القتل، تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتمرير سلسلة من القوانين لتوسيع الموارد المخصصة لسلطات إنفاذ القانون، والتي من المرجح أن تشمل استخدام أدوات تجسس مثيرة للجدل.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، وافقت المستشارة القضائية غالي باهارافميارا للشرطة باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس” المثير للجدل في تحقيقها بحادث إطلاق نار على خمسة أفراد من عائلة عربية فيما يشتبه أنه اغتيال عصابات.

وكان يُعتقد أن إطلاق النار في بلدة بسمة طبعون البدوية في شمالالبلاد مرتبط بحادث إطلاق نار آخر وقع في وقت سابق من اليوم، عندما قُتل رجل بالرصاص في وضح النهار في حيفا، على ما يبدو عن طريق الخطأ بعد الخلط بينه وبين قريب له متورط في نزاع جنائي.

واعتقلت الشرطة تسعة مشتبه بهم في بلدة أم الفحم المجاورة فيما يتعلق بجريمة القتل في حيفا، ومددت محكمة الصلح في حيفا اعتقالهم لمدة ثمانية أيام.

وجاءت موافقة باهاراف ميارا بينما كانت الحكومة على وشك تشكيل لجنة لفحص استخدام جهات إنفاذ القانون لبرامج التجسس في أعقاب فضيحة ظهرت عام 2022 بشأن استخدام الشرطة لتكنولوجيا اختراق الهواتف المحمولة المتطورة للوصول إلى أجهزة المواطنين.

وزار قائد الشرطة كوبي شبتاي موقع إطلاق النار في بسمة طبعون، وانضم إليه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يوم الأربعاء.

قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي (الثاني على اليمين)، يصل إلى موقع مقتل خمسة أفراد عائلة واحدة بالرصاص في بلدة بسمة طبعون البدوية شمال إسرائيل، 27 سبتمبر، 2023. (Shir Torem/Flash90)

وفي بيان بالفيديو من مكان الحادث، وصف شبتاي إطلاق النار بأنه أحد “أكثر الأحداث الشنيعة التي واجهناها على الإطلاق تصفية مستهدفة لعائلة بأكملها والتي كانت على ما يبدو ردا على جريمة قتل في حيفا هذا الصباح”.

وتعد حوادث القتل جزءا من موجة جرائم عنف تجتاح المجتمع العربي في السنوات الأخيرة. ويلقي العديد من قادة المجتمع المحلي اللوم على الشرطة، التي يقولون إنها أخفقت في اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنظمات الإجرامية القوية وتتجاهل العنف إلى حد كبير. ويشيرون أيضا إلى عقود من الإهمال والتمييز من قبل المكاتب الحكومية باعتبارها السبب الجذري للمشكلة.

وتلقي السلطات باللائمة على الجريمة المنظمة المتنامية وانتشار الأسلحة، في حين يشير البعض إلى فشل المجتمع العربي في التعاون مع سلطات إنفاذ القانون لوقف المجرمين.

كما واجه بن غفير، المسؤول عن الشرطة، انتقادات بأنه لا يفعل ما يكفي للحد من العنف.