اخبار المغرب

“دار الضمانة” تحتفي بفنون الذكر والسماع

احتفاء بفنون الذكر والسماع، واستثمار لـ”البعد الجمالي الروحي” في “خدمة وحدة الوطن والأمة”، حضرا في الدورة الثانية من ملتقى دار الضمانة للذكر والسماع.

نظمَت هذا الموعد “جمعية الصفا لمدح المصطفى”، بإشراف عمالة وزان، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاخبار السعودية، ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، والمجلس الإقليمي وجماعة وزان، ووكالة إنعاش وتنمية الشمال.

وعرف الملتقى خلال ثلاثة أيام برنامجا حافلا ومتنوعا في فنون الذكر والسماع، عاش من خلاله الجمهور الوزاني “لحظات روحية سامية مع الذكر بمختلف ألوانه والسماع بآفاقه وتجلياته وطنيا وإسلاميا”.

ووفق تقرير للقاء، فقد شهد يومه الأول “مشاركة مجموعة ‘السعادة للأمداح النبوية بجهة الداخلة وادي الذهب’، تحت إشراف الخديم الحاجي، ومجموعة ‘فتيات دار السماع بتازة’، تحت إشراف حميد السليماني؛ ثم ‘مجموعة المنشد المغربي المقيم بفرنسا عبد الرحيم عبد المومن’، حيث حركت هذه المجموعات السماعية مواجيد الجمهور المتعطش بحماسة لهذا النوع من الفنون الروحية والموسيقى الصوفية”.

أما اليوم الثاني فانفتح على الأعمال السينمائية ذات الصلة بشعار الملتقى، إذ عرض فيلم “سيكا” للمخرج الوزاني ربيع الجوهري، الذي سلط الضوء على قضية الوحدة الترابية للمملكة في “ربط بديع بين البنى التاريخية لأهل المغرب من شماله إلى جنوبه، وعلاقاتهم الاجتماعية، وأصولهم الصوفية الموحدة بين مختلف مكونات الشعب المغربي، التي تعتبر العمق الأساسي للرباط الروحي الأبدي للمغاربة بتنوع روافدهم الثقافية الأمازيغية الصحراوية العربية الإسلامية الأندلسية الإفريقية”.

وانتقل جمهور دار الضمانة، في اليوم نفسه، إلى أجواء فنون الذكر والسماع في سهرة استمتع فيها بعرض فني صوفي لـ”مجموعة كورال الأنوار التابعة لجمعية رباط الفتح للثقافة والتنمية المستديمة”، تحت إشراف إبراهيم الأشهب، ثم حصة فنية مشتركة بين “مجموعة الأستاذ الفنان علي رباحي” و”المجموعة الشرقاوية بأبي الجعد”، تحت إشراف الحاج محمد الغرفي، وبمشاركة الفنانين عبد الرحيم الصويري وعبد الفتاح بنيس.

وفي ثالث أيام الملتقى، عقدت بدار الشباب المسيرة ندوة علمية اتخذت من شعار الملتقى “البعد الجمالي الروحي ودوره في خدمة وحدة الوطن والأمة” عنوانا لها، وشارك فيها علماء وباحثون متخصصون، بينوا الأبعاد العميقة المختلفة لشعار الملتقى.

وأطر هذه الندوة كل من أحمد شوقي بنبين، محافظ الخزانة الملكية بالرباط،، وإدريس الفاسي، نائب رئيس جامعة القرويين، ونور الدين بلحداد، المختص في تاريخ الصحراء المغربية، وإلياس بناني، الباحث في الفقه المقارن، ومحمد التهامي الحراق، الأستاذ الباحث في الإسلاميات والتصوف.

وفي متم الأسبوع الماضي، استقبلت ساحة الاستقلال بوزان السهرة الختامية للملتقى، التي أحيت فقراتها كل من “ناشئة جمعية مولاي عبد الله الشريف لدلائل الخيرات”، تحت إشراف الزاوية الوزانية برئاسة حمزة الطيبي، ومجموعة “الروضة المنورة” من المدينة المنورة، تحت إشراف المنشد محمد راضي الشريف؛ ليكون الختم من نصيب “المجموعة الكبرى لجمعية الصفا لمدح المصطفى”، برئاسة أحمد الحراق.

ورأى الملتقى في “تفاعل الجمهور” بـ”ترديد بعض الصنائع المديحية” تجاوبا “روحيا ساميا يؤكد ويجدد العلاقة بين الإنسان والفن الراقي الذي يخاطب الروح، ويستجيب للعطش الروحاني الداخلي للسمو الجمالي”.

واحتفت هذه الدورة بـ”الوحدة الوطنية باستضافة مجموعات ذكرية وسماعية من جهات مغربية مختلفة؛ وخصوصا من أقاليمنا الجنوبية في الصحراء المغربية العزيزة؛ ومن أفراد جاليتنا المغربية الغالية بالخارج”، كما احتفت بـ”الوحدة الروحية والوجدانية الإسلامية، سواء من خلال الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، وذلك بتنسيق مشكور مع منظمة الإيسيسكو العتيدة، أو من خلال استضافة مجموعة إنشادية قادمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتعيينا من مَهْجَر النبي الكريم، ومأوى قبره النوراني الشريف، المدينة المنورة؛ مدينة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم”.

كما اعتنت الدورة بـ”الطفل الذاكر والمرأة الذاكرة”؛ عبر “الاحتفاء بناشئة الذاكرين من خلال استضافة’ ناشئة جمعية مولاي عبد الله الشريف لدلائل الخيرات’، والاحتفاء بالسماع بصيغة المؤنث من خلال استضافة ‘فتيات دار السماع بتازة’ و’كورال الأنوار التابع لجمعية الثقافة والتنمية المستديمة بالرباط’”.