اخبار المغرب

قيادي سابق في البوليساريو يؤكد تورط الجزائر ضمن انتهاكات بمخيمات تندوف

فجر القيادي السابق في جبهة “البوليساريو” المحجوب السالك، مؤسس تيار “خط الشهيد”، المعارض لقيادة الجبهة، أسرار استغلال هذه الأخيرة للأموال الطائلة التي تحصل عليها من الجزائر للتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها في حق المحتجزين في مخيمات تندوف، وسطوها على المساعدات المالية التي تحصل عليها من طرف منظمات دولية بعد إيهامها بأن ستنشئ بها مؤسسات اجتماعية.

السالك قال، في تسجيلات صوتية تمت مشاركتها في مجموعة للاخبار السعودية الفوري بين صحراويين رافضين لـ”المصالحة” التي أطلقتها جبهة البوليساريو، إن قيادة الجبهة “تريد أن تستغل المصالحة لتتاجر بها كعادتها لأنها تتاجر بكل شيء، والأموال التي تحصل عليها تدخل إلى جيوب القيادة أو إلى حساباتها المصرفية بالعملة الصعبة، والعالم كله يعرف ذلك”.

وحمّل المتحدث ذاته الجزائر مسؤولية التستر على انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف، الواقعة على التراب الجزائري، “لأن الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لا يعترفان بالجمهورية الصحراوية، بل يعترفان بالتراب الجزائري، وبأن تلك الجرائم وقعت فوق تراب الدولة الجزائرية التي وقعت على المواثيق الأممية المتعلقة بحقوق الإنسان، وهي التي تتحمل المسؤولية في ذلك”.

وقدر المتحدث ذاته حجم الأموال التي ضختها الجزائر في صندوق البوليساريو بـ540 مليار دينار جزائري، من أجل تعويض ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، كوسيلة لشراء صمتهم، وزاد مستدركا: “لكن الأموال الطائلة التي تدفعها الجزائر تسرقها القيادة (قيادة البوليساريو) وتعطي منها ما تريد لِمن تريد، لأنها ألِفت أن تتاجر بأي شيء”.

وتابع القيادي السابق في جبهة البوليساريو: “القيادة تريد تركيع الناس بالمال، لكن إهانة كرامة الإنسان ‘ميْخلصها مال قارون’، ولن يشتروا صمتنا، وسنواصل الدفاع عن حقوقنا حتى ننالها كاملة. على الأقل ‘يعتابرونا’ ويحلوا المشكل في إطار مصالحة وطنية حقيقية، عن طريق ندوة يشرف عليها ممثلون عن منظمات عالمية”.

وذهب السالك إلى وصف قيادة جبهة البوليساريو بـ”القيادة المجرمة والمتسلطة والفاسدة التي خربت كل أحلامنا وآمالنا من أجل مصالحهم الذاتية، حيث يعيشون في رفاهية وفي نعيم قرب شعب يعيش في الجحيم”، مردفا: “أنا أعلنت معارضتي لهم وفضحتهم وفضحت جرائمهم”.

كما عبر المتحدث ذاته عن رفضه المصالحة التي أطلقتها جبهة البوليساريو، بقوله: “المصالحة التي يردونها ليست مبنية على نية صادقة، لا من طرف اللجنة المشرفة ولا من طرف القيادة؛ كل ما هنالك هو محاولة للمتاجرة بالأموال التي أعطتها لهم الجزائر”.

وكانت مجموعة من الجمعيات الممثلة لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تيندوف عبرت عن رفضها مبادرة المصالحة التي أطلقتها جبهة البوليساريو، معتبرة إياها مناورة ترمي إلى مصادرة حقوق الضحايا، وأنها تسعى إلى “تكريس ظاهرة إفلات المتورطين في الانتهاكات من المحاسبة، وتملص السلطات الجزائرية من الالتزامات الملقاة على عاتقها، باعتبارها المعنية حصرا بتفعيل ولايتها القضائية على كمال ترابها الإقليمي”.