فنون

المخرج حسن بنجلون: لا أهتم بحصول فيلم «جلال الدين» على جوائز وسعيد بإثارته الجدل


حوار ــ محمد عباس


نشر في:
السبت 19 نوفمبر 2022 – 9:57 م
| آخر تحديث:
السبت 19 نوفمبر 2022 – 9:57 م

• الأفلام دائمًا تتحدث عن المسكوت عنه وما نريد إنكاره
• العمل ماخوذ من أحداث حقيقية وقعت فى الزوايا الصوفية
قدم المخرج المغربى حسن بنجلون، وجبة صوفية من خلال فيلمه «جلال الدين» الذى عرض عالميا لأول مرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى الدورة الـ44، ويشارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.

«الشروق» التقت بالمخرج ليتحدث عن تجربته فى فيلم «جلال الدين»، والصعوبات التى واجهها خلال هذا العمل، كما تحدث عن الكتابة الصوفية وما إذا كان مهتما بحصد جوائز فى المهرجان ام لا.

< هل تفاجأت بردود الفعل على الفيلم؟

ــ لم أتفاجأ ولكنى كنت خائفا، خاصة أنه العرض العالمى الأول، وأول مرة الفيلم يعرض أمام جمهور، عندما كنت أعمل على الفيلم، كان العمل عبارة عن محطات، فى هذا المشهد تريد أن يكون الجمهور صامتا ومترقب لما سيحدث، وخلال عرض الفيلم كنت أراقب هل نجحت فى الخطة والمحطات التى وضعتها أم لا، والحمد لله كانت جميعها وفق ما خططت.

< ما الصعوبات التى واجهتك بالفيلم؟

ــ الفيلم كان مقسم على مرحلتين، خاصة فى اختيار مظهر الممثلين من شعر ومكياج، إلى جانب بالطبع اختيار الملابس، والتى كنت أريدها وفق الطراز المغربى ولكن تحمل الروحانيات والأجواء الصوفية.

< هل تهتم بحصول الفيلم على جوائز؟

ــ لا أهتم إذا حصل الفيلم على جائزة أم لا، فهناك عدد كبير من الأفلام مشارك بالمسابقة وفيلم واحد فقط هو الذى سيحصل على الجائزة، ولكن أكثر ما يهمنى هو أن أقدم فنى والرؤية التى لدى، وأن تصل إلى المشاهد ويعيش نفس الأجواء التى كنت أريدها، والجائزة الأهم بالنسبة لى هو عرض الفيلم بمهرجان القاهرة، وأن أرضى نفسى بما قدمت، وأفرح بما كتبت وبما نفذت وفق ما رأيته وتخيلته.

< على الرغم من كون بطل الفيلم رجلًا فإنك أظهرت أن المرأة ضحية؟

ــ ليست المرأة فقط هى الضحية بالفيلم، كل شخص كان ضحية من جهة أو شكل مختلف عن الآخر، فالابن ضحية الأب، والمرأة ضحية الرجل، وبشكل عام فقد ظهرت المرأة كضحية لأننى مهتم كثيرا بقضايا المرأة ونصير للمرأة، فأحيانا تطغى توجهاتك ومعتقداتك على رؤيتك الفنية دون أن تلاحظ.

< انتقد بعض الجمهور زواج الابن من المرأة التى كانت فى علاقة مع والده؟ والبعض رأى أن ذلك غير طبيعى، فما ردك؟

ــ فى الدنيا التى نعيش بها تحدث أشياء مختلفة عن الطبيعة وغير مألوفة بإستمرار، والأفلام دائما ما تتحدث عن المسكوت عنه والذى نعيش فيه ونريد أن ننكره ولا نتحدث عنه، فنحن أصبحنا كل يوم نشاهد أعمالا يشيب لها الرأس من أهوالها، فلكل منا عدة وجوه وعدة حيوات، والناس تريد أن تعيش بالمسكوت عنه إلى أن تنتقل إلى الحياة الآخرى، ولكن من الطبيعى أن ينفجر غير المسكوت عنه فى بعض الأحيان ويفضح أمره.

< هل الفيلم عن أحداث حقيقية؟

ــ الفيلم هو عبارة عن تراكمات من الأحداث الحقيقية مما عشت فى الزوايا الصوفية بالمغرب جمعتها فى قصة، فالزوايا الصوفية بالمغرب بها أمريكان ويهود ومختلف الأديان، وجميعهم يهمهم البحث عن حب الله، البحث عن الحقيقة، البحث عن الكرامة وعدة أشياء أخرى.

< الكتابة الصوفية لا تأخذ حقها؟

ــ مع الأسف لأن الكتابة الصوفية هى كتابة صعبة، ولا يستطيع أن يتقنها من لم يعش معهم وفى زواياهم، ومعظم من يكتبون عن الصوفية، لا يعلمون عنها شيئا ويرونها من الخارج فقط، لذلك أعمالهم تكون أقل من المستوى المطلوب بكثير وغير متقنة.

< كيف رأيت حالة الجدل التى أثارها الفيلم؟

ــ سعدت بها كثيرا، وأن الجمهور تجاوب مع الفيلم إيجابيا، على الرغم من أن الأفكار مختلفة ومتضاربة، ولكن هذا هدف الفيلم أن يخلق تساؤلات عند المتلقى.

< الفيلم به الكثير من الرمزيات؟

ــ أنا أحترم الجمهور وذكاءه، لذلك أكون حريصا على أن أترك له مساحة ليفكر، ويضع الأسئلة التى تشغله.

< كنت حريصا أنت تظهر بائعات الهوى وهن ضحايا؟

ــ بالطبع أنا أرى أنهن ضحايا بشكل كبير، وهم ضحايا للمجتمع.. أنا عشت هذا التسامح ففى الحى الذى كنت أسكن به كان بجوارنا، منزل لبائعات الهوى، وكنت أرى أمى وأبى يتعاملان مع النساء اللواتى بالمنزل بالود والتسامح وحسن الجوار، ولم يكن عندنا مشاكل معهمن، وأتمنى تغيير الرأى العام حولهن.