اخبار المغرب

وهبي يطوق “خلافات الحكومة” بعد احتجاج وزراء حزب الأصالة والمعاصرة

يبدو أن الأزمة التي أشعلها حزب الأصالة والمعاصرة (البام) داخل البيت الحكومي، الأسبوع الماضي، بادر بسرعة أمينه العام، عبد اللطيف وهبي، ليخمد نارها قبل أن تنتشر في تلابيبه، في خرجة مثيرة خلال المؤتمر الجهوي للحزب بمراكش نهاية الأسبوع، شدد فيها على التزام “البام” داخل الحكومة ودعم رئيسها.

وبدا لافتا أن مياها كثيرة جرت تحت جسر الحكومة منذ إصدار حزب الأصالة والمعاصر بيانا في 25 ماي الماضي، برز فيه وجود امتعاض لدى وزراء الحزب من رئيس الحكومة واتهامه بفرملة عمل وزراء الحزب وتهميشهم، بل عرقلة وتجميد عدد من القوانين والمشاريع التي يقترحونها.

وقال وهبي في أشبه ما يكون بالاعتذار أمام أعضاء حزبه: “إذا أبدينا رأينا أو قدمنا ملاحظة، فهذا يدخل في التعامل بصدق مع السيد رئيس الحكومة والحكومة”، وأضاف: “لكننا سنظل ندعم السيد رئيس الحكومة وندافع عن التحالف الحكومي، وسنستمر ولن نحول الحكومة إلى حلبة للصراع على حساب مصلحة المواطنين”.

وتابع وهبي الذي بدا مرتبا كلامه بعناية فائقة: “لن ندخل في صراعات وقضايا الناس والقوانين تنتظر، سنعطي رأينا ولكننا سندعم الاستمرارية في التنفيذ، وسنبدي رأينا ونحترم في الأخير القرار النهائي”.

وفي محاولة لتخفيف وقع كلامه على مناضلي حزبه، استدرك وهبي بالقول: “نحن حزب مستقل ونبدي رأينا في بعض القضايا بصدق. نحن ملتزمون بالبرنامج الحكومي وملتزمون بميثاق الأغلبية وملتزمون بالقبول الأول الذي قدمناه لرئيس الحكومة الذي نكن له كل الاحترام”.

قبل أن يعود الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ويقول: “نحن نشتغل تحت تفويض للسيد رئيس الحكومة، لذلك نحترم حدودنا في التفويض على مستوى العمل الحكومي، وعلى المستوى السياسي نعبر عن رأينا”، مردفا: “نكن كل الاحترام للسيد رئيس الحكومة”.

وذهب وهبي بعيدا عندما كشف أن اتصالا جرى بينه وبين رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، حيث قال: “اتصل بي رئيس الحكومة وفتح معنا حوارا، وجدنا في بعضنا أننا أخطأنا ووجدنا في الآخر أنه يمكن أن يصححها، وانتهى الموضوع وطوي ونحن نشتغل الآن كما نشتغل”.

يكشف هذا الكلام أن وهبي تلقى “عتابا” من أخنوش على موقف حزبه، وهو الأمر الذي لم تستبعد مصادر هسبريس أن يكون وراء خروجه لتقديم التوضيحات الكثيرة التي رددها في مراكش نهاية الأسبوع، وإعادة وضع النقاط على الحروف.

قيادي بارز في حزب التجمع الوطني للأحرار، فضل عدم ذكر اسمه، أكد لجريدة هسبريس الإلكترونية أن ما بدر من وزراء حزب الأصالة والمعاصرة “غير مقبول”، معتبرا أن هذا السلوك “طعنة في ظهر رئيس الحكومة”.

وأضاف المصدر ذاته أن حزب التجمع الوطني للأحرار “لن يقبل مثل هذه التصرفات في المستقبل وسيرد عليها لأن هذا كلام ثقيل”، مطالبا الحلفاء بما سماه “الوفاء واحترام التعهدات من خلال طرح الأمور الخلافية داخل المؤسسات، بدل تسريبها ونشرها”.

وشدد المصدر على أن وزراء الأصالة والمعاصرة كان عليهم “طرح الإشكاليات والعراقيل التي تواجههم للنقاش في مجلس الحكومة، لاتخاذ قرار بشأنها عوض إثارة هذه الضجة كلها”، في إشارة إلى أن حزب رئيس الحكومة وقيادته غاضبان من “البام”.

في المقابل، تبقى القراءات والتأويلات التي ذهبت إلى أن خرجة الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة نهاية الأسبوع مثلت “اعتذارا مخففا ومحاولة لتدارك الموقف”، مجرد تخمينات، إذ أكد قيادي في “البام” لهسبريس أن كلام وهبي “واضح ولا غبار عليه، مفاده أننا ملتزمون مع رئيس الحكومة وإذا كانت أي أمور سيئة سنقولها لرئيس الحكومة من دون تردد”، وفق تعبيره.