منوعات

من كندا إلى مصر.. «وندو» مجتمعات سرية لتعليم المرأة ردع التحرش والعنف المنزلي

يصعب وصف ما يدور داخل تلك القاعات المجهزة لتدريب الفتيات على الدفاع عن النفس؛ إذ أن أساس تلك الأساليب الكندية الشهيرة “بوندو” هو جعلها سرا عن الرجال تحديدا ليبقى عنصر المباغتة بيد الفتيات المدافعات عن أنفسهن، وبينما قد يرجح البعض أن تلك أساليب مبنية على القتال العنيف؛ تؤكد القائمات على التدريب أنها أساليب للتعامل مع المواقف الخطرة تشمل الجوانب النفسية والتوعوية قبل أن تتضمن أساليب الدفاع البدني.

وتقول ألاء حاتم، مدربة وندو من الجيل الثالث للمدربات في حديثها لجريدة “الشروق”، إن الوندو فن دفاع عن النفس نسائي يعتمد السرية التامة تحسبا لتكوين المتحرشين أسلوب مضاد له؛ ليبقى عنصر المفاجأة سلاح للسيدات.

وتضيف أن الأسلوب الدفاعي نشأ بكندا في ستينيات القرن الماضي كردة فعل على حادثة اغتصاب وقتل على الملأ تعرضت لها إحدى السيدات لينتقل الفن الدفاعي إلى ألمانيا ومنها لمصر مباشرة على يد المدربة شيرين سالم منذ نحو 12 عاما.

وتوضح ألاء، أن الفن الدفاعي بات منتشرا بين السيدات من أسوان إلى شمال سيناء، بينما تنقسم المدربات لـ 3 أجيال متعاقبة يبلغ عددهن قرابة الـ 50 مدربة.

وتتحدث ألاء عن الأسلوب الدفاعي بأنه يشمل الجانب التوعوي للمرأة بحدودها الشخصية التي تحافظ عليها تأهيلها نفسيا للتعامل مع المواقف الصعبة بعقلانية وصد المتحرشين دون اللجوء للعنف إلا في أسوأ الأحوال.

وتضيف أن الأولوية في التدريب تكون بتوعية الفتيات بكيفية التصرف القانوني لأخذ حقها ووضع المعتدي تحت طائلة القانون بأخذ الإجراءات القانونية الصحيحة التي تجهلها كثيرات.

وتوضح ألاء، أن التدريب يوفر للفتيات المساحة الآمنة للتعبير عن أنفسهن خاصة أن كثيرات منهن تعرضن لمواقف عنف سابقة وخلال الدورات التدريبية يتم تأهيل المتدربات نفسيا لتخطي المواقف السابقة وللاستعداد لمنع وقوع أي مواقف عنف في ما بعد وذلك عن طريق وضع سيناريوهات افتراضية لمواقف العنف الشائعة في مصر وتدريب الفتيات على كيفية التعامل معها والذي يكون بأساليب ليس الدفاع الجسدي إلى آخرها بحسب ألاء.

وعن تزايد انتشار الأسلوب الدفاعي تقول إنها خلال مسيرتها التدريبية أعطت الدورات لنحو 5000 فتاة من مختلف الفئات، بينهن عدد من اللاجئات والاتي تعرضن لأسوأ المواقف خلال رحلات اللجوء مقارنة بالمتدربات المصريات اللاتي كان التحرش المشكلة الأساسية لهن.

وعن اختلاف الثقافات بين المتدربات توضح أن الأسلوب الدفاعي لا يقوم على المنهج الواحد، إنما يحتمل المرونة مع مختلف الثقافات إذ أن الأساس تعليم الفتاة حل المشكلة التي تتعرض لها بما يناسب طبيعة المجتمع المحيط بها.

وتضيف ألاء، أن أكثر ما يدفعها للاستمرار بمجال التدريب كون ذلك رسالة بالنسبة لها لتوعية الفتيات والحرص على الحفاظ على حقوقهن، مضيفة أن أكثر ما يشعره بالفخر رسالة من متدربات سابقات لها يحكين تخطيهن لمواقف عنف ما كن يستطعن تخطيها قبل الحصول على التدريبات.