منوعات

المانجروف.. ملاذ الكائنات الحية فى حرب التغيرات المناخية


تحقيق ــ دينا شعبان:


نشر في:
السبت 28 مايو 2022 – 10:45 م
| آخر تحديث:
السبت 28 مايو 2022 – 10:45 م

مدير عام محميات جنوب سيناء: تخزن الكربون الضار بـ 40 ضعف الغابات الاستوائية المطيرة.. ومساعٍ لتنفيذ مشروعات لاستزراعها قريبًا
خبيرة بيئة: يضم 70 نوعًا حول العالم أشهرها «الجندل والقرم».. ويجرى حاليا التوسع فى زراعة الغابات على ساحل البحر الأحمر
دراسة علمية: له 20 فائدة وميزة منهم حماية الشواطئ من الآثار السلبية للتغيرات المناخية

فى ظل ما يعانيه العالم حاليا من تقلبات فى الطقس، تظل أشجار المانجروف واحدة من أكثر الأسلحة فعالية فى حرب التغيرات المناخية للحفاظ على التنوع البيولوجى، لقدرتها الهائلة على امتصاص ثانى أكسيد الكربون المسبب الرئيسى للتغيرات المناخية بطاقة اختزان تصل إلى 659 كيلو جراما سنويا.
تحت اسم «المانجروف» يوجد 70 نوعا من الأشجار حول العالم، تعمل على إخراج الأكسجين بمعدل 6 أضعاف عن أنواع الأشجار الأخرى، لتمنح حق الحياة للكثير من الكائنات الحية والطيور المهاجرة المهددة بالانقراض.
«استزراع المانجروف»
قال مدير عام محميات جنوب سيناء وليد حسن، إن وزارة البيئة وجهاز شئون البيئة بصدد توقيع شراكة من أجل استزراع أشجار المانجروف لأهميتها الكبيرة فى التصدى للتغيرات المناخية، مؤكدا أن عدد من مشروعات الاستزراع مقترحة على الوزراة التى تتولى دراستها حاليا إيذانا بالتنفيذ خلال الفترة المقبلة.
وأضاف حسن لـ«الشروق»، أن الغرض من مشروعات الاستزراع هو استعادة الكفاءة الأولية للمناطق التى كان يوجد بها أشجار المانجروف والتى تأثرت بشكل كبير لاسترجاعها مرة أخرى، علاوة على زراعتها فى غير أماكن تواجدها.
وأشار إلى أن مساحة المانجروف فى مصر تبلغ 525 هيكتار منهم 51 هيكتار بمحافظة جنوب سيناء بينما الباقى يتواجد فى البحر الأحمر، وتتواجد فى أماكن متفرقة على طول ساحل البحر الأحمر فى جزر داخل المياه ومنطقة مرسى علم والجونة بالقرب من الغردقة، وفى سيناء بخليج العقبة بمنطقة نبق ورأس محمد.
وأوضح أن أهمية أشجار المانجروف تتمثل فى كونها تحد من تغيرات المناخ ولها قدرة كبيرة على تخزين الكربون الضار فى الغلاف الجوى الناتج من أعمال الصناعة وذلك بمثابة 40 ضعف بحجم الغابات الاستوائية المطيرة، فضلا عن قدرتها على امتصاص ثانى أكسيد الكربون المسبب الرئيسى للتغيرات المناخية وإخراج الأكسجين من الشجرة الواحدة بمعدل 6 أشجار من الاكسجين المعتاد.
ونبه المستشار البيئى والتطوير المؤسسى أحمد توفيق، لـ«الشروق»إلى أن أشجار المانجروف تساعد على التخفيف والحد من تغيرات المناخ كونها من الغابات التى تعد بمثابة مصانع طبيعية للأوكسجين، مؤكدا أن الغابات هى مكنسة طبيعية ونحو 700 متر مربع من الغابات استيعاب 2.4 طن من الغبار سنويا، لافتا إلى أن تلك الأشجار تلعب دورا فى منع الشواطئ من التآكل نتيجة للأمواج.
وقال عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس، وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية، عاطف محمد كامل، إن أشجار المانجروف تعتبر بمثابة حجر الزاوية فى النظام البيئى الساحلى، وتلعب دورا هاما فى الحفاظ على النظم الإيطولوجية والأوضاع البيئية ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية، كونها تحبس الكربون بمعدل مرتين إلى أربع مرات أكبر من الغابات الاستوائية الناضجة وتخزن ثلاثة إلى خمسة أضعاف الكربون لكل مساحة مكافئة مقارنة بالغابات الاستوائية مثل غابات الأمازون المطيرة، وهذا يعنى أن الحفاظ على هذه الأشجار واستعادتها أمر ضرورى لمكافحة تغير المناخ.
وأضاف عاطف لـ«الشروق»، أن أشجار المانجروف تعمل كفخٍ للرواسب والملوثات التى تتدفق إلى البحر.
وفى سياق متصل، قالت اخصائية علوم البيئة وتغير المناخ سوسن العوضى، إن أهم مميزات المانجروف انها تتحمل المياه المالحة أكثر ١٠٠ مرة عن باقى النباتات.