اخبار المغرب

المغربيات سوداوات البشرة.. وصم مزدوج وتمثلات عنصرية تقصي من “الأنوثة”

وصم مزدوج تعيشه المرأة السوداء المغربية، وفق ياسين يسني، الأستاذ الباحث بجامعة ابن طفيل في القنيطرة؛ فهناك “وصم النوع الاجتماعي” لكونها امرأة، و”وصم لون البشرة” لكونها سوداء.

وفي الكتاب الصادر عن منشورات جنوب شمال بعنوان “وضع (المرأة السوداء) في المجتمع المغربي”، يدافع يسني عن تشكيل مثل هذا البحث “حلقة ضرورية لتكوين معرفة كاملة عن الوضع الأسود المغربي”.

ومن بين الأسئلة التي حرّكت الأستاذ الباحث في هذا المؤلف: “هل يمكننا الحديث عن وضع “نسائي أسود”؟ هل هناك فرق بين وضع “الرجل الأسود” و”المرأة السوداء”؟ ما أثر التهميش التاريخي الذي عاشته “المرأة السوداء” بالمغرب على حاضرها؟ ما الصور النمطية القدحية التي استمرت عبر الزمن ولا زالت تشكل تهديدا بالنسبة للكثير من “النساء السوداوات”؟ وهل تشكل تمثلات الجسد الأنثوي الأسود المترسخة في المتخيل الاجتماعي المغربي عائقا أمام الترقي السوسيو- نفسي “للمرأة السوداء”؟ وهل يشكل وصمها الذي تتقاطع فيه الكثير من أشكال الهيمنة عائقا أمام ولوج فرص العيش مثل الشغل والتعليم والزواج والإعلام ومناصب القرار؟ وكيف تدبر المرأة السوداء وصمها المزدوج في علاقتها بذاتها وبالآخرين؟ وما الاستراتيجيات الفردية أو الجماعية التي تعتمدها “النساء السوداوات” لمقاومة أشكال تمييزهن وتوصيمهن الاجتماعيين؟”.

وحول عدم الانتباه إلى المغربيات السوداوات، من بين ما يقوله الكتاب، إن “لا مرئية وضع النساء السوداوات الاجتماعية توازيها لا مرئية أكاديمية”، حيث توجد “ندرة الدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجية التي تناولت النساء السوداوات وحضورهن المحتشم على مستوى الدراسات التاريخية المتمركزة حول العبد الأسود”.

ومن بين ما ينبه إليه العمل “غياب مقاربة تاريخية تقاطعية عن دراسات العبودية بالمغرب، تسمح بظهور وضع الأمة السوداء كوضع متميز تتقاطع على مستواه الكثير من أشكال الاضطهاد”، ولو أن للدراسات التاريخية النادرة في الموضوع أهميتها “في تتبع البناء الاجتماعي لوصم ودونية المرأة السوداء في المتخيل الاجتماعي المغربي”.

ويستحضر المؤلف “الدراسات المؤسسة للنسوية السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية”، وأهميتها مع مناقشة “قيمتها، وحدودها، وإمكانات استثمارها على المستوى النظري والمنهجي في الواقع المغربي”. كما يقدم استراتيجيات “تدبير الوصم”، التي يحاول عبرها فهم كيف تتفادى المغربيات سوداوات البشرة الصورة المفروضة عليهن.

هذا العمل القائم على بحوث ميدانية يقارب من بين ما يقاربه في دراسة “وصم النساء السوداوات” المغربيات موضوع “الألقاب القدحية، وخاصة لقب “العَزِّيَّة” الذي يختزل النساء السوداوات في هوية دونية رغما عنهن”.

وينفي الأستاذ الباحث بجامعة ابن طفيل في القنيطرة إمكان مقاربة وضع المرأة السوداء في الحاضر بدون الرجوع إلى “الماضي الذي كانت فيه “سلعة بشرية” يتقاطع على مستوى جسدها الكثير من أشكال الاضطهاد”؛ لأن “لحظة “الأمَة السوداء” لحظة تاريخية مهمة”، فقد “لعب الماضي العبودي دورا حاسما في إقصاء النساء السوداوات من “الأنوثة”، عندما ألصقت بأجسادهن الكثير من الصور النمطية القدحية التي بررت استغلال جنسانيتهن وقوة عملهن، وأعطت للرجال البيض والسود والنساء البيضاوات على حد سواء امتيازا اجتماعيا لا يزال مفعوله ساريا في الحاضر”.