اخبار الكويت

بالفيديو أحمد عبدالكريم لـ الأنباء التفكك الأسري السبب الرئيسي في انحراف الأبناء

  • إعداد رحلات خارجية وبرامج توعوية وإرشادية للنزلاء لتشجيعهم دراسياً وتربوياً وتنمية الوازع الديني والأخلاقي لديهم ليعودوا للمجتمع أشخاصاً طبيعيين وإيجابيين
  • توفير الأجواء الإيجابية للأبناء يسهم في تفوقهم فأحد النزلاء كان يعيد الصف السادس وعندما التحق بالدراسة في الدار حصد نسبة 90% بفضل الرعاية المناسبة والتشجيع
  • معظم أبناء الضيافة أعمارهم صغيرة ولا يمكن أن يخرج الابن إلا بضمانة توفير الحماية أو عائل جديد وجيد وإذا كان الحاضن غير مؤتمن
  • تعاون إيجابي مع وزارة التربية لاستمرار النزلاء بالتحصيل العلمي والدراسي
  •  نخاطب الجهات الرسمية ويذهب إلى ضامن آخر مؤتمن6 حالات في دار الضيافة وعدد حالات دار الملاحظة يتغير يومياً

 

بشرى شعبان

بين رئيس دار الملاحظة والضيافة – فتيان في ادارة رعاية الأحداث احمد عبدالكريم في لقاء مع «الأنباء» أن دار الملاحظة احدى دور رعاية الأحداث وهي مختصة بتسلم الأحداث الذين ما زالوا تحت التحقيق القضائي ولم يصدر الحكم القضائي عليهم، اذ ان أعمار النزلاء تتفاوت خلال فترة التحقيق وهم وفق القانون الأقل من 18 سنة، والقضايا متعددة بين جنايات وجنح ويتم ايداعهم في الدار بناء على قرار من النيابة العامة، وقضاياهم مختلفة، منها المشاجرة والضرب وهتك عرض.

كما تحدث عن آلية استقبال الاحداث وكل ما يقدم لهم في دار الملاحظة او دار الضيافة من امور تسهم في تأهيلهم تعليميا وتربويا ومهنيا واخلاقيا، ومتابعتهم مع اولياء الامور، اضافة الى الحرص على وجود الحاضنين المؤتمنين، وفيما يلي التفاصيل:

بداية، ما طبيعة عمل الدار؟

٭ دار الضيافة للفتيان هي إحدى دور رعاية الأحداث وتم إنشاؤها للاهتمام بالأحداث الذين يتعرضون للمشاكل وأعمارهم أقل من 18 سنة ويدخلون الدار إذا كانوا لايزالون تحت التحقيق القضائي، وتهتم الدار بتأهيل النزلاء وتدريبهم على بعض المهن وكذلك مساعدتهم في الدراسة وإلحاقهم بالصفوف الدراسية، إضافة إلى توفير الصالات الرياضية الترفيهية وغيرها من الأمور التي يمكن أن تساعدهم في العودة إلى المجتمع بشكل سليم.

ما دور الاسرة في وصول الأبناء إلى هذه المرحلة؟

٭ الأسرة لها الدور الأساسي فيما يصل إليه الأبناء من نتائج في حياتهم، وهذا الأمر واضح جدا لدينا لا سيما في دار الضيافة خيطان، حيث يشكل التفكك الأسري النسبة الاعلى لوجود النزلاء في الدار والسبب الرئيسي للانحراف في سن مبكرة الى جانب العنف الاسري وما يرافق ذلك من مشكلات متعددة، وفي هذه السن يكون الفرد في مرحلة النمو الجسدي والنفسي وللأسف ان الكثير من الأسر هي المسؤولة بشكل رئيسي عن انحراف ابنائها بسبب عدم المتابعة السليمة لهم ولتصرفاتهم أو عدم معرفة من هم أصدقاؤهم والأشخاص الذين يمضون أوقاتهم معهم أو أولئك الذين يتواصلون معهم بشكل مستمر ويؤثرون في نفسياتهم وتصرفاتهم.

دور الأهل

هل القانون يتيح محاسبة الأهل على الإهمال الناجم عنهم؟

٭ كدور رعاية احداث نتعامل مع الحالة نفسها إذ نقوم بالاطلاع على حالة الشخص منذ تسلم الحدث، ويقوم الجهاز الفني بدراسة الحالة من جميع الجوانب (اختصاصي نفسي واجتماعي واختصاصي بحث لحالة الأسرة)، وتكون الدار صلة الوصل ما بين الحدث والاسرة ويظهر لدينا في الكثير من القضايا أن الأهل هم السبب فيما وصل إليه الابن.

ويقوم مسؤول الدار برفع تقرير الى الجهات المختصة حول وضع الحدث واسرته، وللأسف ان هناك الكثيرين من الأحداث بعد عودتهم الى أسرهم يعودون إلى نفس المعاناة السابقة نتيجة التفكك الاسري وعدم زوال المسببات السابقة وهنا قد يجنحون اكثر ناحية الانحراف.

ماذا عن الوضع التعليمي والدراسي للنزلاء؟

٭ هناك اعداد كبيرة من الابناء الذين يدخلون الى الدور وهم منقطعون عن الدراسة وقد يكونون في المرحلة المتوسطة او الابتدائية، وهنا نعمل على حل هذه المشكلة بإعادتهم الى المدرسة بالتعاون مع وزارة التربية التي تتعاون معنا كثيرا في سبيل مساعدة هذه الحالات بتوفير الفرص التعليمية لهم في المدرسة ومنح الناجحين منهم شهادات وفق الصفوف التي يلتحقون بها، علما ان الحدث لا يعاني من صعوبات في التعلم بل على العكس هم مجتهدون ولكن بسبب التهاون من أولياء الأمور أهملوا دراستهم، كما أن التفكك الحاصل بالاسرة تكون نتيجته تغيب الولد عن المدرسة او أن يعيد الدراسة ولدينا حالات عديدة في هذا الوضع ونعمل على دمجهم تعليميا، والقانون يجب ان يكون حاسما مع أولياء الأمور في هذه الحالات حفاظا على مستقبل الأبناء وتجنيبهم الانحراف أيا كان سببه ونوعه.

هل من حالات لإخوة داخل الدور؟

٭ نعم لدينا في دار الضيافة اثنان من الإخوة ولديهما أيضا شقيقتان في ضيافة البنات لأن الاسرة مفككة فالأم غير كويتية وهي مطلقة موجودة في دولتها، والأب مواطن هو الحاضن للابناء ويعاني من اضطرابات أوصلت اولاده مصنفين معرضين للانحراف وتم إيداعهم دور الضيافة، وأحد الأبناء كان يعيد الصف السادس دخل في الفصل الاول، بعدما دخل دار الضيافة حصل على نتيجة 90%، وهذا دليل على أنه لو وجدت الرعاية المناسبة لكان هؤلاء الأبناء من المتفوقين دراسيا وحتى اجتماعيا.

هل من صعوبة في التفاهم مع الأهل؟

٭ بالتأكيد هذا الأمر موجود، فكثير من الأهالي نعاني معهم كثيرا والمشكلة أبعد من تأهيل الولد ليعود الى بيئته الطبيعية والى الوضع الطبيعي، إذ إننا نخاف أن يتكرر الأمر معه مرة ثانية، لهذا نحن نأخذ تعهدات مع شرطة الأحداث من الأب أو الأم الحاضنة، أي الشخص الذي يتسلم الولد، بالالتزام بكل ما يتعلق بدراسة الابن والاهتمام به والمتابعة الحقيقية له ضمانا لمستقبله ولعدم تكرار أسباب دخوله الدار.

ما عدد الحالات في كل من دار الضيافة، ودار الملاحظة؟

٭ عدد الحالات في دار الضيافة الاجتماعية 6 حالات، وهي مختلفة تبعاً لحالة الأحداث وقضاياهم.

بالنسبة لعدد نزلاء «الملاحظة» ليس ثابتا فهو يتغير يوميا تقريبا وفقا لقرار النيابة والمحكمة، لأن الحدث يحول الى دار الملاحظة أثناء فترة المحاكمة، وبعد صدور الحكم إما يتم إيداعه في إحدى الدور التابعة للإدارة المختصة بالمحكومين أو يخرج الى أسرته بمتابعة من مكتب المراقبة القضائية.

خطة العمل

وهل لديكم خطة عمل متبعة مع النزلاء؟

٭ بعد دخول النزيل يتم تحويله الى جهاز فني مختص، فلدينا أخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي وبحث، وهم من يضعون خطة العمل للنزيل بعد التواصل مع الأسرة وأخذ كافة البيانات ويتم اعتماد خطة رعاية النزيل للفترة الذي يقضيها في الدار بشكل مدروس مع مراعاة جميع الجوانب المتعلقة بالنزيل ووفقا للمعلومات التي تم جمعها وكذلك التي توصل إليها الاخصائيون في الدار.

كما يتم بحث الحالة التعليمية للحدث وتتم مخاطبة وزارة التربية في حال كان مسجلا بأي مدرسة خارجية يتم تحويله الى المدرسة داخل دور الرعاية، وتتم متابعة القضية وظروفها ومناقشة الوضع مع أولياء الأمور ويتم البدء في خطة تعديل سلوك الحالة، ويتم كذلك التركيز على تقوية الوازع الديني من خلال المحافظة على الصلوات وحفظ القرآن الكريم، ونحاول إعادته للبيئة الطبيعية سالما معافى من تبعية القضايا.

وما العلاج الذي يقدم لهم؟

٭ بعض الحالات تخضع لعلاج نفسي مع الاخصائيين النفسيين وفقا لاحتياجاتها ووضعها النفسي، وفي حال الحاجة إلى علاج طبي نفسي فإننا نتواصل مع مستشفى الطب النفسي وهم متعاونون جدا مع الإدارة ويتم جمع هذه الحالات بعد إعداد تقرير الجهاز الفني الذي يصدر كل شهر تقرير متابعة للحالة ويظهر حالة استقرار السلوك وتكتمل سعادتنا في إعادة الحدث الى بيئته الطبيعية معافى من كافة الاشكالات التي كان يعاني منها.

تواصل ومتابعة

هل من تواصل مع المدارس في شأن بعض الحالات؟

٭ المدرسة من أهم الأمور التي نوليها الأهمية الى جانب البيت ويوميا نتواصل مع المدرسة، والأخصائي يتابع مع المدرسة بشكل يومي ورئيس الدار ايضا يتابع مع المدرسة لبعض الحالات، وجميع الحالات ملتزمة بالدوام وتتم متابعة الدراسة من قبل مختصين.

ولابد من الاشارة إلى متابعة واهتمام الحالات من الوزارة بدءا من الوزير ووكيل الوزارة والوكيل المساعد للقطاع ومدير الادارة والجهاز الفني الذين يقومون بدور كبير في سبيل تهيئة ظروف وأجواء النجاح للأبناء وتوفير كل ما يمكن ليعودوا أشخاصا سليمين وإيجابيين في المجتمع.

ماذا عن التأهيل المهني ووسائل ملء أوقات الفراغ؟

٭ لدينا برنامج متكامل من الانشطة ولكن البرنامج يتوافق مع المدرسة بشكل لا يؤثر على التحصيل العلمي للطالب، فمثلا ننظم دورات تدريب لتنمية مواهب النزلاء، منها دورة رسم بعد ان اكتشفنا نزيلا موهوبا بالرسم، وورش للنجارة والحدادة وأمور ترفيهية متنوعة وهناك حمام سباحة وننظم أيضا لهم جولات خارجية وأنشطة توعوية تكون بشكل متوازن بين الحالات التعليمية، وتنمية الوازع الديني وتفعيل الانشطة على مدار اليوم إذ نعمل على استغلال طاقة الشباب في أمور تفيدهم وفق هواياتهم من رسم ولعب كرة وسباحة وتمارين رياضية، وتدريبات مهنية وغيرها، وهناك احد الابناء لديه موهبة الالقاء والمحاضرة نهيئ له الأجواء المناسبة ونساعده ليمشي بالطريق الصحيح ليكون إنسانا ناجحا في حياته.

تعاون وتكامل

هل تتعاملوا مع جهات اخرى؟

٭ نحن لدينا تعاون متكامل مع جهات كثيرة كوزارات التربية والداخلية والعدل وأيضا مع النيابة العامة والعديد من مؤسسات المجتمع المدني، والزيارات فتحت لأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم أيضا ولتوثيق التعاون معهم من أجل مصلحة الأبناء وإعانتهم على تجاوز ما هم فيه للانطلاق نحو الأفضل في حياتهم العلمية والعملية.

ماذا عن استقبال حالات الضيافة، هل المدة محددة؟

٭ دار الضيافة تستقبل النزيل بناء على قرار من مدير الادارة او لجنة رعاية الأحداث التي يرأسها الوكيل المساعد للقطاع وقبل تسليمه يتم إجراء بحث فني عن الحالة الاسرية وهذه أول مرحلة في استقبال الحدث، وبعد ذلك بفترة وفي حال كانت ظروف أسرة الحالة غير مهيأة لاستقبال الولد يتم تحويله من الاستقبال الى الضيافة، ويستمر في الدار بعد اكتمال التقرير من قبل الجهاز الفني عن الحالة الاجتماعية الاسرية بين الأب والام وهل باستطاعتهما حماية الابن من الاخطار، فاذا لم تكن ظروف الاسرة مهيأة يبقى الابن في الضيافة لنجد عائلا مؤتمنا عليه (العم، العمة، الخال، الخالة، الجد، الجدة)، ودائما نبحث عن الأفضل للولد لكي ليعود إلى سلوكه السوي.

هل لديكم أطفال صغار؟

٭ معظم أبناء الضيافة أعمارهم صغيرة والسبب الرئيسي والاول لوجودهم في ادارة الأحداث التفكك الاسري وهذا الأمر يدمي القلب، ونحن نقوم بدور كبير لا يمكن أن يخرج الولد الا بضمانة توفير الحماية او عائل جديد وجيد، واذا وجدنا ان الحاضن غير مؤتمن فإننا نخاطب الجهات الرسمية ويذهب الابن الى ضامن آخر مؤتمن.

وهناك تعهدات تؤخذ على الحاضن قبل تسليم الحدث من قبل شرطة الأحداث، فيتعهد بكتاب رسمي في ادارة الأحداث بحماية الولد ونتسلم النزلاء من شرطة حماية الأحداث بناء على تقرير مفصل عن الحالة ودورنا الأساسي وهدفنا الأول العمل دائما على حماية الحدث المعرض للانحراف من الانجرار إلى هذه الطريق وعدم العودة إلى ما كان عليه سابقا والابتعاد عن مسببات الانحراف مهما كانت، والتأكيد أن البيئة السليمة أسريا واجتماعيا تسهم في تنشئة الأبناء بصورة سليمة.

هل من رسالة توجهها إلى الأسرة؟

٭ الدور الكبير لحماية الأبناء يقع على الاسرة في المقدمة، خصوصا الآباء والامهات وصحيح أن هناك ظروفا قد تكون صعبة لكن مهما تكن فتربية الأبناء امانة في اعناقهم ويجب الاهتمام بأبنائهم في جميع مراحلهم العمرية لاسيما في سن المراهقة، ونقول لهم «اضبط الغيظ» امام ابنائكم، وعليكم التعامل ضمن مبدأ منطق الصواب والعقاب، ولكن للأسف بعض الحالات لا توجد أي متابعة من الأهل وهذا ما يؤدي إلى ضياع الأبناء حتى بعد أن يمضوا فترات من التأهيل وذلك بسبب عدم تغير الظروف الأولى التي أدت بهم إلى هذا المصير، لذلك على الجميع التعاون في سبيل دمج هؤلاء الأبناء والحفاظ عليهم من الضياع.