اخبار المغرب

ميلونشون يرفض من البيضاء “العنصرية الإعلامية” ويتشبث بالإعجاب بالمغرب

من الدار البيضاء، قال جون لوك ميلونشون، الزعيم السياسي الفرنسي، إن تصريحاته، من المناطق المتضررة من “زلزال الحوز” بالمغرب، الداعية إلى تخلص فرنسا من العجرفة وطي صفحة النظر إلى الآخرين من البرج العاجي قد أدت إلى “الرجم الإعلامي” و”العنصرية الإعلامية” واتهامه بـ”احتقار فرنسا”.

ومن كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق بالدار البيضاء، اليوم الخميس، قال مؤسس حزب “فرنسا الأبية” إنه لا يحتقر فرنسا، بل هو “معجب بالمغرب، وتناغمه، وتضامنه، والشعب ومبادراته، والتنمية (…) دون أفكار مسبقة”، ثم عاد ليقول في محطة لاحقة من محاضرته: “لأنني أقول الحقيقة يقولون إنني أحتقر بلدي”.

ودعا السياسي الفرنسي المزداد بطنجة، في مطلع محاضرته، إلى دقيقة صمت تضامنا مع ضحايا الزلزال، قائلا إن زيارته إلى مناطق متضررة من “زلزال الحوز” قد “مسته”؛ لأن الأمر يتعلق بـ”من أعدّهم، بطريقة أو بأخرى، مواطني”، ولأننا “ننتمي إلى المجتمع الإنساني”.

وجدد السياسي حديثه عن إعجابه بـ”تقاليد الشعب المغربي، الذي أثبت مرة أخرى قدرته على التضامن”، وزاد: “أنا معجب بكل من تحركوا، للتضامن، كل بمعرفته، بانضباط، وكل السلطات التي ساعدت بتنظيم يدعو إلى الإعجاب”.

وفي سياق حديثه ضد “الاستغلال الرأسمالي” وما ينتجه من “أنانية مفرطة، لا تهتم بالآخر”، قال ميلونشون إن الفضيلة الأولى للشعوب تظهر في مواجهة الكوارث، و”ما رأيته بعد زلزال الحوز أن الأخلاق، لثقافة ليستا مجرد كلمتين؛ بل ضرورة ومادة أولية للإنسان الحر”.

وتمنى السياسي الفرنسي، في سياق بسطه معاني مفهومه لـ”الثورة المواطنة”، أن يكون الجيل الحالي آخر جيل يشهد تضاعفا في عدد السكان؛ لأنه عندما كان عدد الساكنة العالمية مليارا كانت الرأسمالية غير أخلاقية. أما أكثر من ثمانية ملايير فهو “انتحار”، علما أن آلاف السنين توالت “للوصول إلى المليار الأول، ثم خلال مائة سنة جاء المليار الثاني، ثم تضاعف في حياتي، وتضاعف مرة أخرى”.

كما انتقد فكرة أنه “كلما كان السوق أكبر، كلما كان فعالا أحسن”، قائلا: “التسليم بأن السوق سيضبط نفسه خرافة تنتمي إلى عالم السحر”، بل “السوق لن يخلق سوى الاستغلال وعدم المساواة”، وخلق ويخلق “صحارٍ تعليمية وصحية وغذائية”، ومنها سياسات التصدير بطريقة كبيرة، في دول مثل فرنسا؛ في حين إن ما تصدره فعلا ليس ما يزرع، بل الماء.

ويعتبر ميلونشون النمو السكاني الإفريقي حظا ومسألة إيجابية، خاصة بالنسبة لدولة مثل المغرب، هي “من الأكثر تقدما في القارة”، ثم استدرك قائلا: “ولو أنكم لستم مثاليين، بل ترتكبون أخطاء مثلما نرتكبها”، وقدم مثالا بـ”النموذج الزراعي الذي ينبغي انتقاده”.

وسجل ميلونشون كون الهجرة “فرصة رائعة للإنسانية، لأنه كلما هاجر الإنسان كلما نقل المعرفة”، كما ذكر أن “التعاطف أداتنا الإنسانية الأساسية”؛ فـ”نحن متشابهون؛ ولو أننا لسنا نفس الإنسان، إلا أننا نفس الكائنات”، و”المساواة ممكنة”، حتى لو رفض البعض إمكان تحققها ووسم هذه المبادئ بالمثالية.

وأصر السياسي على أن قول “لا” “يخلق الوعي”، ثم انتقل إلى العالم الذي يتيح نقل المعارف، مذكرا بـ”العالم الإسلامي الذي علم الخيمياء والفيزياء، وعلم الأطباء المسلمون الأطباء المسيحيين ونبهوهم إلى مناهج يستعملونها تقتل مرضاهم؛ ولكن التذكير بهذا لا يعجب البعض”.

كما ذكر أن ساحة “الأكورا”، المعروفة بالنقاش الفلسفي في عهد اليونان، معاصِرة هي “الشبكة”، بفعل “الحضور المكثف، بسرعة الضوء، لإعلاناتنا، وانطباعاتنا، وتاريخنا، وإمكان نشر الأفكار”.

ومع إبراز تغيرات في العالم، وفرنسا مثل أن أكبر أكلة تعجب هذه الأخيرة إحصائيا هي الكسكس المغاربي أو البيتزا الإيطالية، تشبث ميلونشون بـ”اللغة المشتركة” التي “تمكننا من التبادل، فأنتم تتحدثون العربية والأمازيغية واللغة المشتركة (الفرنسية)، وهذا يخلق مجالا مشتركا للتبادل، وأرفض نظرية صامويل هنتيغتون السخيفة حول صدام الحضارات. ليس أكبر ما يجمع الناس الدين، بل المشترك الأكبر هو اللغة؛ لأن بها نتبادل”.