اخبار فلسطين

استدعاء مكثف للجيش الإسرائيلي مع استمرار المعارك في البلدات؛ مقتل 300 إسرائيلي والصواريخ مستمرة

انخرط الجيش الإسرائيلي في حشد هائل للقوات ليلة السبت، واستدعى أعدادا كبيرة من جنود الاحتياط واستعد للحرب بينما عانت إسرائيل من أحد أحلك الأيام في تاريخها، والذي شهد هجوما غير مسبوق على البلدات الجنوبية في البلاد، مع مقتل المئات، وإصابة أكثر من 1500 شخص، واختطاف العشرات على ما يبدو من قبل حركة حماس.

في هجوم واسع النطاق، دخل مسلحو حماس إلى ما يصل إلى 22 موقعا في جنوب إسرائيل، بما في ذلك بلدات ومجتمعات أخرى تبعد 24 كيلومترا عن حدود غزة. وفي بعض الأماكن، تجولوا لساعات، وأطلقوا النار على المدنيين والجنود بينما سارع الجيش الإسرائيلي لحشد الرد. واستمرت المعارك بالأسلحة النارية حتى بعد حلول الظلام، واحتجز المسلحون رهائن في مواجهات في بلدتين على الأقل.

واستمر عدد القتلى من أحداث اليوم في الارتفاع على مدار الساعة، وحتى وقت مبكر من صباح الأحد بلغ 300 شخص، كثير منهم من المدنيين قُتلوا في منازلهم وفي الشوارع، وكذلك في حفل كبير في الهواء الطلق استهدفه المسلحون.

واكتظت المستشفيات بالجرحى، حيث بلغت آخر حصيلة للجرحى 1590، من بينهم نحو 300 مصاب بجروح خطيرة و19 في حالة حرجة.

بعد منتصف الليل، بعد 18 ساعة من بدء الهجوم المنسق، كانت قوات الأمن الإسرائيلية لا تزال تكافح من أجل القضاء على الخلايا المسلحة المتحصنة داخل البلدات المنكوبة. ولا يزال العديد من المدنيين متحصنين في منازلهم، مختبئين خوفا من المسلحين المتجولين الذين يبحثون عن الضحايا، حيث واجهت القوات محتجزي الرهائن في بعض الحالات واقتحمت المنازل في حالات أخرى، وقتلت المسلحين بداخلها بالرصاص.

وفي الوقت نفسه، غمر تدفق مستمر من الصور ومقاطع الفيديو الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي التي تصور مشاهد المذبحة من داخل البلدات، بالإضافة إلى لقطات مروعة لرجال ونساء وأطفال مذعورين يتم جرهم من منازلهم إلى مصير مجهول في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي احتجاز جنود ومدنيين كرهائن لكنه لم يحدد عددهم.

وفي الوقت نفسه، استمر وابل الصواريخ في التساقط على جنوب ووسط إسرائيل، مما أدى إلى هروب مئات الآلاف من الأشخاص إلى الملاجئ. وأصيب عدد من الأشخاص جراء الصواريخ التي نجحت في تجنب نظام “القبة الحديدية” الدفاعي وسقطت في البلدات، وأصيب البعض بجروح خطيرة.

ولقد صدمت مشاهد الفوضى والمعاناة والفشل المطول في السيطرة على الوضع الرأي العام وأثارت غضبه، وأثارت أسئلة محددة ومطالبات بإجابات حول الإخفاقات العديدة للاستخبارات والانتشار والسياسة التي مكنت من وقوع مثل هذه الكارثة الوطنية، مع سقوط مئات القتلى والجرحى، وتدفق قوافل مسلحة تضم المئات على المجتمعات المدنية.

في الوقت نفسه، كانت إسرائيل في المراحل الأولية من الرد العسكري الذي تعهد قادتها بأنه سيكون غير مسبوق، حيث نفذ الجيش ضربات على أهداف في جميع أنحاء القطاع طوال اليوم. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 230 شخصا على الأقل قُتلوا هناك وأصيب المئات.

وقال الجيش إنه تم نشر أربع فرق من جنود الاحتياط على حدود غزة، لتنضم إلى 35 كتيبة موجودة هناك بالفعل.

أحداث “لم يسبق لها مثيل في إسرائيل”

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل في حالة حرب، حيث ناقش احتمال تشكيل حكومة طوارئ مع زعماء المعارضة.

في خطاب للأمة ليلا، تعهد رئيس الوزراء باستخدام “كل قوة” الجيش الإسرائيلي لتدمير قدرات حماس، وطلب من سكان غزة “الخروج الآن”.

ووصف نتنياهو أحداث ذلك اليوم بأنها “لم يسبق لها مثيل في إسرائيل”، ووعد بضمان “أن ذلك لن يحدث مرة أخرى أبدا”.

وقال نتنياهو: “إن حماس تريد قتلنا جميعا. قتل الأطفال والأمهات في منازلهم وفي أسرتهم. إنه العدو الذي يختطف كبار السن والأطفال والفتيات الصغيرات، وهو العدو الذي يقتل ويذبح مدنيينا وأطفالنا الذين أرادوا ببساطة الاستمتاع بالعيد”.

وأفادت وسائل الإعلام أنه مع حلول الليل، تمت إعادة العديد من التجمعات السكنية إلى السيطرة الإسرائيلية، بينما كانت هناك معارك مستمرة في مناطق أخرى. ولم ينشر الجيش بعد تقييما واسع النطاق للوضع، ولم يتضح ما هي البلدات التي لا تزال تحت الحصار.

???????? MASSIVE rocket barrage reportedly headed toward Tel Aviv.

Huge explosions reported in the north of Jerusalem. pic.twitter.com/XM8xwkrqLx

— Jackson Hinkle ???????? (@jacksonhinklle) October 7, 2023

من بين النقاط الساخنة: مركز شرطة في سديروت يسيطر عليه عدد غير معروف من المسلحين وشهد إطلاق نار كثيف؛ وحالة رهائن مستمرة في أوفاكيم؛ معارك بالأسلحة النارية في نتيفوت، ومحاولات قوات الأمن لتحرير عدد غير معروف من الإسرائيليين الذين احتجزهم مسلحو حماس لساعات كرهائن داخل قاعة الطعام في كيبوتس بئيري.

في الساعات الأولى من يوم الأحد، أعلنت السلطات أنها تمكنت من إنقاذ الرهائن في سديروت وأوفاكيم وبئيري، وقتلت نشطاء حماس المتورطين في تلك المواجهات.

وأظهرت صور تم توزيعها على نطاق واسع على مدار اليوم جثث المدنيين ملقاة في الشوارع في البلدات والطرق بجنوب البلاد.

وواصل الجيش تمشيط البلدات التي تسلل إليها المسلحون، ليصل إلى المدنيين الذين تحصنوا لساعات طويلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل مئات المسلحين الفلسطينيين في جنوب إسرائيل وقطاع غزة في الساعات الأخيرة.

תחנת שדרות, הרגע.

מפילים את המבנה על המחבלים pic.twitter.com/hwi6cXaum1

— דבורה ????⁦???????? (@devorah555) October 7, 2023

من بين الهجمات الإسرائيلية المضادة، كانت هناك غارة جوية بطائرة مسيرة ضد مسلحيْن كانا يحاولان اختراق الجدار الأمني بالقرب من معبر كارني المهجور؛ ومقتل تسعة مسلحين خلال اشتباكات مع القوات في بلدة نيريم؛ وأربعة مسلحين تم استهدافهم بطائرة مقاتلة عند معبر إيرز.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات قتلت خلايا أخرى في بلدات صوفا وكفار عزة وكيرم شالوم الجنوبية. كما نفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات بطائرات مسيرة ضد المسلحين في المنطقة. ونشر الجيش لقطات تظهر إحدى الغارات بالقرب من بئيري.

كما استعاد الجيش الإسرائيلي السيطرة على قاعدة رعيم العسكرية في جنوب إسرائيل، التي تضم فرقة غزة، من مقاتلي حماس، بالقرب من المكان الذي قُتل فيه إسرائيليون في حفل في الطبيعة أقيم في كيبوتس يحمل نفس الاسم.

مع اقتراب منتصف الليل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد لواء المشاة “ناحل”، العقيد يوناتان شتاينبرغ، في الصباح خلال اشتباكات مع المسلحين في منطقة كيرم شالوم. وهو الضحية الأعلى رتبة التي تم تأكيدها حتى الآن.

مشاهد لمذابح

وأفادت القناة 12 أنه تم نقل عشرات الجثث من موقع الحفل بالقرب من كيبوتس رعيم. وكانت مشاهد الفوضى التي اندلعت هناك من أولى الصور وأكثرها إثارة للقلق التي تم نشرها في خضم الهجوم. وقال شهود عيان إن إطلاق النار استهدف الحشد حتى عندما حاول المئات من رواد الحفل الفرار. واختبأ البعض لساعات في الأحراج والبساتين قبل أن تقوم قوات الأمن بإخراجهم.

وجاري انتشال الجثث لبدء عملية التعرف على هويات الضحايا.

תיעוד מאיזור הנפילה בתל אביב pic.twitter.com/sl5fARMoBX

— החדשות N12 (@N12News) October 7, 2023

وقال الجيش إن العقيد يوناتان شتاينبرغ (42 عاما)، قائد لواء المشاة “ناحل”، قُتل صباح السبت عندما هرع لمواجهة الهجوم في منطقة كيرم شالوم بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.

ومن بين القتلى أيضا كبير المسعفين وسائق سيارة الإسعاف، أهارون حايموف، الذي أصيب بالرصاص في سيارة إسعاف تابعة لنجمة داود الحمراء بينما كان في طريقه لعلاج الضحايا في مسقط رأسه في أوفاكيم.

أهارون حايموف (Courtesy: MDA)

قصف غزة وحالة طوارئ

طوال يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عدة خلايا مسلحة في جنوب إسرائيل، بالإضافة إلى عدة مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وسط عملية “السيوف الحديدية” المستمرة. كما قطعت إسرائيل الكهرباء عن القطاع الساحلي.

وشملت المواقع التي استهدفتها الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي 17 مجمعا عسكريا وأربعة مقار وأربعة أبراج شاهقة قال الجيش الإسرائيلي إن حماس تستخدمها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أحد المباني مبنى “فلسطين” تم استخدامه من قبل عدد من وحدات حماس، بما في ذلك المخابرات وإنتاج الأسلحة ومكاتب كبار الأعضاء.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن مبنى آخر للمكاتب كان بمثابة مقر الأمن العام لحماس.

كما قال الجيش إنه تم قصف مبنيين آخرين متعددي الطوابق في قطاع غزة يضمان أهدافا تابعة لحماس. وقال الجيش إنه أخطر سكان المبنيين قبل تعرضهما للقصف.

دخان يتصاعد من مبنى سكني في أعقاب غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة، 7 أكتوبر، 2023. (Mohammed Abed/AFP)

وأسقطت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 16 طنا من الذخائر على مواقع تابعة لحماس في القطاع، بحسب مصدر عسكري.

وقال مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت إن وزير الدفاع مدد حالة الطوارئ لتشمل دولة إسرائيل بأكملها. وفي وقت سابق، أعلن غالانت عن “وضع خاص” في نطاق 80 كيلومترا من قطاع غزة.

ويسمح “الوضع الخاص” لقيادة الجبهة الداخلية في الجيش بتقييد التجمعات وإغلاق المناطق.

حكومة طوارئ محتملة

ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع حزبي المعارضة “يش عتيد” و”الوحدة الوطنية” إمكانية تشكيل حكومة طوارئ في أعقاب الهجوم المفاجئ المروع الذي نفذته حماس.

وناقش نتنياهو الأمر خلال اجتماعين مع زعيم حزب “يش عتيد” يائير لابيد وزعيم “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، وقال إن مثل هذه الحكومة ستكون على شكل حكومة ليفي إشكول التي انضم إليها زعيم المعارضة آنذاك مناحيم بيغن قبل حرب “الأيام الستة” في عام 1967.

وقال غانتس إنه يفكر في الانضمام إلى مثل هذه الحكومة طوال مدة الحرب، لكنه أصر على أن الحكومة “ستتعامل مع التحديات الأمنية بمفردها” وب تسمح “بشراكة جوهرية وتأثير على صنع القرار في المنتديات ذات الصلة” لحزبه.

وقال زعيم حزب “الوحدة الوطنية” لنتنياهو إنه بغض النظر عن ذلك، فإن الحكومة الحالية ستحصل على الدعم الكامل “لأي إجراء أمني مسؤول وحازم”.

وقال لبيد إنه سينضم إلى “حكومة طوارئ مختصرة ومهنية”، وأضاف أنه سيكون من المستحيل إدارة الحرب مع “التشكيلة المتطرفة والمختلة للحكومة الحالية”، داعيا رئيس الوزراء بشكل أساسي إلى إخراج حزبي اليمين المتطرف “الصهيونية المتدينة” و”عوتسما يهوديت” من الحكومة من أجل ضم حزبه “يش عتيد” إلى الائتلاف.

زعيم المعارضة يائير لبيد في بيان لوسائل الإعلام، 7 أكتوبر، 2023. (Video Screenshot)

وقال مكتب رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ إن الرئيس تحدث مع مجموعة من زعماء العالم الذين عبروا عن دعمهم لإسرائيل.

طوال اليوم، أعرب المجتمع الدولي عن صدمته ورعبه إزاء الهجمات، في حين أشادت إيران، العدو اللدود لإسرائيل، والتي تدعم الجماعات المسلحة، بالهجوم.

واتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت بنتنياهو وأكد أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل وتدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأدلى بتعليقات مماثلة في بيان أمام الكاميرات، مقدما دعما قويا للدولة اليهودية.

وقال بايدن بينما وقف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى جانبه: “لن نفشل أبدا في دعمهم، وسنتأكد من حصولهم على المساعدة التي يحتاجها مواطنوهم ومن أنه سيكون بمقدورهم الاستمرار في الدفاع عن أنفسهم”.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو شكر بايدن على دعمه وأخبره أن “ستكون هناك حاجة إلى حملة حربية طويلة وقوية تنتصر فيها إسرائيل”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن البنتاغون سيعمل في الأيام المقبلة للتأكد من أن إسرائيل لديها الوسائل اللازمة لحماية نفسها من الهجوم.