اخبار فلسطين

الشرطة تستخدم الخيالة وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في تل أبيب وحيفا، وتعتقل العشرات

اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين يوم الخميس واستخدمت خراطيم المياه والخيالة لتفريق المحتجين في تل أبيب وحيفا، في خضم مظاهرات شهدتها جميع أنحاء البلاد فيما وُصف بأنه “يوم الشلل الوطني” ضد خطوات الحكومة لإضعاف وتسييس الجهاز القضائي بشكل جوهري.

وتم استخدام خراطيم المياه في المدينتين بينما حاولت الشرطة إخلاء المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق.

في حين أن الإجراء المثير للجدل للسيطرة على الحشود استُخدم في السابق خلال احتجاجات ضد خطة الإصلاح القضائي، فقد كانت هذه هي المرة الاولى التي يتم استخدامه في حيفا.

تم استخدام شرطة الخيالة وخراطيم المياه في محاولة لإبعاد المتظاهرين الذين أغلقوا طريق “أيالون” السريع في تل أبيب.

بعد أكثر من ساعتين، تمكنت الشرطة من إخلاء المتظاهرين إلى حد كبير، لكن بعد خمس دقائق عادوا لإغلاق المسارات المتجهة جنوبا. وشوهدت الشرطة وهي تجر المتظاهرين عن الطريق. وظلت المسارات المتجهة شمالا مفتوحة.

بالإضافة إلى ذلك، تم اعتقال عشرات الأشخاص لإخلالهم المزعوم بالنظام العام في عدد من المواقع بما في ذلك في حيفا وتل أبيب ورعنانا. وتم اعتقال سيدة بعد تصويرها وهي تضرب وزير الزراعة آفي ديختر على رأسه بعلم. الوزير لم يصب بأذى واستمر في السير إلى سيارته. ولم يتضح ما إذا كانت المرأة ضربت الوزير عمدا.

מעצר של ד״ר שקמה ברסלר שוורצמן ממובילות המחאה, בהפגנת עובדי רפאל בצפון pic.twitter.com/NXbUDQ04Ss

— ‏Tal Schneider טל שניידר تال شنايدر (@talschneider) March 23, 2023

وتم اعتقال إحدى قادة الحركة الاحتجاجية، وهي شيكما برسلر، وإطلاق سراحها في وقت لاحق بعد أن تظاهرت في احتجاج شارك فيه مئات العاملين في شركة “رفائيل” للصناعات الحربية على الطريق 4 في شمال البلاد.

الشرطة تعتقل واحدة من قادة الاحتجاجات ضد أجندة الإصلاح القضائي للحكومة والفيزيائية في معهد “فايتسمان، شيكما بريسلر، خلال الاحتجاجات على الطريق 4، 23 مارس، 2023. (Screenshot)

ووصف رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك اعتقال برسلر بأنه “دكتاتورية قيد التنفيذ”.

ولم يتضح على الفور سبب اعتقال برسلر.

الشرطة تستخدم الخيول وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ضد خطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي في تل أبيب، 23 مارس، 2023. (AP Photo / Ohad Zwigenberg)

في غضون ذلك، اعتُقل رجل بشبهة الاعتداء على متظاهر مسن يبلغ من العمر 80 عاما في مدينة ريشون لتسيون.

وبينما تحاول الشرطة تقليل الاشتباكات مع المتظاهرين إلى أدنى حد، إلا أنها تتعرض لضغط شديد من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي طالبها بأن تكون على استعداد أكبر لاستخدام القوة لإخلاء الطرق وقمع الاحتجاجات.

وكان من المتوقع أن يشارك في مظاهرات يوم الخميس التي ستستمر طوال النهار وحتى ساعات الليل مئات الآلاف من الأشخاص في المدن الرئيسية، وعلى الطرق السريعة، ومن أمام منازل أعضاء في الإئتلاف الحاكم.

كما يعتزم المتظاهرون تعطيل حركة السير على الطرق الرئيسية في محيط مطار بن غوريون استعدادا لرحلة نتنياهو إلى لندن، وهو يوم الخميس الثالث على التوالي الذي يحاول فيه المحتجون تعطيل خطط رئيس الوزراء للقيام بزيارة إلى أوروبا في نهاية الأسبوع.

ونظم المحتجون مظاهرات خلال ساعات الصباح وبعد الظهر عند تقاطعات رئيسية، وتقاطعات طرق سريعة، وجامعات ومواقع عديدة أخرى.

واحتشد عدد من العائلات الثكلى لجنود إسرائيليين من أمام وزارة الدفاع في تل أبيب.

وقالت غافرييلا زيمرمان، التي قُتل ابنها أمير في عام 2004، إنها تشعر بأنها لا تملك خيارا آخر سوى الاحتجاج.

وقالت لموقع “واللا” الإخباري “كأم ثكلى، من الصعب أن ألوح بالعلم، لكنني أشعر أنني على حافة الهاوية دفعة واحدة صغيرة وسنقع فيها ولن نعود مرة أخرى”.

وأضافت “ليس من أجل ذلك مات أمير، بلد مدمر”.

عائلات ثكلى تتظاهر ضد الإصلاح القضائي للحكومة، أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، 23 مارس، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

صباح الخميس، نصب عاملون في مجال الصحة “أكشاك حوار” على حدود مدينتي بني براك ورمات غان لإجراء حوار مع السكان المحليين “بروح موسى بن ميمون”، وهو فيلسوف يهودي عاش في القرن الـ12 ويتبنى أفكاره الإسرائيليون العلمانيون والمتدينون على حد سواء.

ومن المتوقع أن تنطلق المسيرة الرئيسية يوم الخميس، المقرر أن تقام في في الساعة 7 مساء، من “أيالون مول” في مدينة رمات غان بضواحي تل أبيب، إلى بني براك، معقل اليهود الحريديم وواحدة من المواقع القليلة التي يُعتقد أن الإصلاح يحظى فيها بدعم شبه اجماعي.

ومع ذلك، حتى بين أنصار المتظاهرين، انتقد البعض قرار التظاهر هناك.

متظاهرون يحتشدون ضد مشاريع قوانين الإصلاح القضائي في غفعات حاييم، 23 مارس، 2023. (Gili Yaari / Flash90)

في بيان، شدد رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ على أهمية الحق في الاحتجاج، لكنه ناشد المواطنين بـ”إظهار المسؤولية وتجنب أي عمل من شأنه التحريض على الكراهية وتعميق الصدع الخطير الذي نحن فيه”.

وأفاد البيان إن الرئيس التقى بالعديد من المسؤولين خلال اليوم الماضي، بما في ذلك رئيس بلدية بني براك، وسلطات إنفاذ القانون، والمسؤولين المنتخبين، ومنظمي الاحتجاجات والزعماء المجتمعيين والدينيين، من أجل “منع العنف وإخماد النيران قدر الإمكان”.

في الفترة التي تسبق موسم عيد الفصح اليهودي، أكد الرئيس: “من المهم الاستفادة من فرصة خطاب محترم يؤدي إلى فهم أعمق وإلمام بألم ومخاوف وقلق الآخر، والآن وأكثر من أي وقت مضى لتجنب الإضرار بالجمهور الإسرائيلي بأكمله، ومعتقداته وأساليب حياته”.

وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوة للمجتمع الحريدي بعدم مواجهة الاحتجاج المناهض للحكومة في بني براك.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “رئيس الوزراء نتنياهو أصدر تعليماته لسكرتير الحكومة يوسي فوكس للتحدث مع رؤساء الأحزاب الحريدية والقادة والمؤثرين، ودعا الجمهور إلى عدم التوجه إلى المناطق التي يوجد بها احتكاك وعدم الانجرار إلى الاستفزازات”.

وجاء في البيان أن “رئيس الوزراء أشاد بدعوة الحاخام إدلشتاين وزعماء المجتمع الذين حثوا أتباعهم على التصرف بتسامح وصبر”.

وبينما احتشد المتظاهرون خارج منزل زعيم “شاس” أرييه درعي في القدس صباح الخميس، تجمع حشد من الرجال والصبية للرقص ردا على ذلك. درعي، الحليف الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو المستفيد من مشروع قانون في الكنيست يسمح له بالعودة إلى منصبه الوزاري بعد أن قضت محكمة العدل العليا بأن تعيينه وزيرا في الحكومة غير معقول إلى أقصى حد بسبب إدانته مؤخرا بجريمة مالية.

رجال وشباب من الحريديم يرقصون أمام لافتة كتب عليها “يجب أن نقاوم دولة الهلاك” بينما يحتشد المتظاهرون من أمام منزل زعيم حزب “شاس” أرييه درعي في القدس، 23 مارس، 2023. (Flash90)

ويُعتقد على نطاق واسع أن السياسيين الحريديم يدعمون وضع قيود على المحكمة من أجل تمرير قانون يعفي أفراد المجتمع من الخدمة العسكرية بحيث لا تتمكن المحكمة من إلغائه. في الأسبوع الماضي، نظم محتجون من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي مظاهرة أصغر حجما في بني براك، وافتتحوا “مكتب تجنيد” شكلي في وسط المدينة.

ينظم الإسرائيليون منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر مظاهرات حاشدة احتجاجا على خطط الحكومة لإصلاح النظام القضائي.

في صيغتها الحالية، ستسمح الحزمة التشريعية من بين أمور أخرى للكنيست بتجاوز قرارات المحكمة، بأغلبية ضئيلة، وحماية القوانين استباقيا من الرقابة القضائية، ووضع اختيار القضاة في أيدي سياسيي الائتلاف.

يسعى المشرعون في الائتلاف إلى تمرير الجزء الأخير من الإصلاح ليصبح قانونا بحلول موعد عطلة الكنيست بمناسبة عيد الفصح اليهودي في أوائل الشهر المقبل.

بينما يقول المؤيدون إن الإصلاح القضائي سيعيد توازن بين السلطات بعيدا عن محكمة “ناشطة” للغاية، يجادل النقاد بأن الخطوات ستزيل الضوابط الأساسية على السلطة التنفيذية والتشريعية، مما يعرض الديمقراطية للخطر ويترك حقوق الكثيرين دون حماية.