اخبار فلسطين

الشرطة في حالة تأهب قصوى قبل مسيرة الفخر للمثليين في القدس وسط تهديدات بالعنف

وُضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى يوم الخميس قبل مسيرة الفخر للمثليين في القدس المقررة بعد الظهر، وسط تهديدات بالعنف من قبل جماعة يمينية متطرفة نشر أعضاؤها رسائل تهديد ضد المشاركين في المسيرة في المدينة.

من المقرر أن تبدأ أحداث الفخر في الساعة الثالثة ظهرا وأن تنطلق المسيرة في الساعة الخامسة مساء، في حين من المقرر تنظيم احتجاج ضد المسيرة في الساعة 3:30 ظهرا. وقالت الشرطة إنه سيتم إغلاق العديد من الطرق المركزية في القدس أمام حركة مرور المركبات والمشاة ، متعهدة بمنع أي نوع من العنف أو الاضطرابات العامة أو التعديات على المسيرة.

تبدأ المسيرة سلسلة من الأحداث التي تحتفل بشهر الفخر للمثليين في البلاد.

ومن المتوقع نشر نحو 2000 شرطي بعضهم متخف على طول مسار المسيرة وفي محيطها، حسبما قالت الشرطة في بيان يوم الإثنين. ومن المقرر نشر بعض العناصر في الشوارع المجاورة لتأمين المسيرة والمناطق المحيطة بها، حيث من المتوقع أن ينظم محتجون معادون للمثليين من مجموعة “لهافا” مظاهرة مضادة.

وأعلنت الشرطة صباح الخميس أنها ألقت القبض على ثلاثة أفراد بتهمة توجيه تهديدات للمسيرة، وهم  رجلين، أحدهما في الأربعينيات من عمره ، والآخر في الستينيات من عمره، يوم الخميس، ورجل من الرملة يوم الأربعاء.

يقود المنظمة الناشط اليميني المتطرف بنتسي غوبشتين، وهو حليف سياسي مقرب لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والذي كان في السابق على قائمة مرشحي حزب “عوتسما يهوديت” الذي يتزعمه بن غفير للكنيست.

حصلت “لهافا” على تصريح من الشرطة لتنظيم مظاهرة مضادة في حديقة “بلومفيلد”، بالقرب من المكان الذي من المقرر أن تقام فيه مسيرة الفخر في الوقت نفسه.

رئيس حركة “لهافا” بنتسي غوبستين (الثاني من اليمين)، ايتمار بن غفير (في الوسط)، ونشطاء يمين متطرف اخرون يتظاهرون ضد مسيرة الفخر للمثليين في القدس، 21 يوليو، 2016. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقامت مجموعة “تلغرام” تابعة للمنظمة تدعى “أيها اليهود لا تلتزموا الصمت” بنشر رسائل تحريضية وتهديدات ضد مجتمع الميم في الأيام الأخيرة، وفقا لمعلومات نقلتها القناة 12 في وقت سابق من الأسبوع عن مجموعة FakeReporter، التي تعمل ضد نشر الأخبار الكاذبة والتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونشر أحد أعضاء مجموعة التلغرام شعارا لمظاهرة مضادة ضد مضيفا “يوم خميس دام في القدس”.

وقالت بعض الرسائل الأخرى: “أتمنى أن يموت كل المتظاهرين بنيران أسلحة رشاشة”، “لا أفهم لماذا لا نحرق كل الوثنيين القادمين لتدنيس الأرض”، و “ربما ستعيد القنبلة الإيرانية النظام هنا”.

يوم الأربعاء، قالت FakeReporter إن التحريض استمر خلال الأسبوع وسط تقاعس مزعوم للشرطة، حيث نشر أعضاء آخرين رسائل تضمنت: “: “إذا اقترب شخص يعَرف نفسه على أنه مثلي، فسيشعر بألم لم يختبره من قبل”، و”سوف يتدهور الوضع حتى نضع حدا لذلك”.

تشير الملصقات التي دعت إلى الاحتجاج المضاد إلى مسيرة الفخر بوصفها “مسيرة الفاحشة”.

مساء الأربعاء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مسؤول كبير في الشرطة لم تذكر اسمه إعرابه عن “قلقه” بشأن ما قال إنه ارتفاع في التعليقات على الإنترنت ضد مجتمع الميم.

آلاف الأشخاص يشاركون في مسيرة الفخر للمثليين السنوية في القدس، 3 يونيو، 2021. (Olivier Fitoussi / Flash90)

وذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الأربعاء أن بعض سكان القدس تلقوا رسائل نصية على هواتفهم يبدو أنها مرسلة من رقم مرتبط ببلدية القدس، تحثهم على الاحتجاج على مسيرة الفخر.

وكُتب في الرسائل، “القدس ليست سدوم. [أشخاص] متدينون وعلمانيون وحريديم سيأتي الجميع غدا للاحتجاج ضد ’مسيرة الفاحشة’ في الساعة 15:45 بالقرب من مركز بيغن”، وأشارت الرسالة أيضا إلى أن المظاهرة حصلت على تصريح من الشرطة.

وقالت بلدية القدس في بيان إن الرسائل النصية لم يتم إرسالها نيابة عنها ووعدت بـ”بالتوجه بشكل رسمي إلى وزارة الاتصالات ومقدم الخدمة للتحقيق في ظاهرة التضليل هذه والقضاء عليها”.

وقالت الشرطة يوم الأربعاء إنها أكملت الاستعدادات الأمنية لمسيرة الفخر وحذرت من أن “كل من يحاول تعطيل مسار مسيرة الفخر سيتم التعامل معه بصرامة”.

أشخاص في مسيرة الفخر للمثليين في القدس، 3 يونيو 2021، ينظرون إلى صورة شيرا بانكي، التي قُتلت على يد متطرف حريدي في مسيرة الفخر عام 2015. (Olivier Fitoussi / Flash90)

على عكس نظيرتها في تل أبيب، فإن مسيرة الفخر للمثليين في القدس تجرى تحت ترتيبات أمنة مشددة وفي ظل قيود بعد أن قام حريدي متطرف يُدعى يشاي شليسل بقتل الفتاة شيرا بنكي طعنا خلال مشاركتها في المسيرة في عام 2015. نفذ شليسل الهجوم بعد أسابيع قليلة من إطلاق سراحه من السجن بعد أن قضى 10 أعوام فيه لقيامه بطعن وإصابة مشاركين في مسيرة الفخر في عام 2005. ويقضي شليسل حاليا عقوبة بالسجن مدى الحياة.

مثل بن غفير شقيقه، ميخائيل، بعد اعتقال الأخير بشبهة التخطيط لتنفيذ هجوم في 2016.

حتى عام 2019، شارك بن غفير في مظاهرات مضادة لمسيرة فخر المثليين في القدس.

أبلغ المنظم الرئيسي للحدث، البيت المفتوح للفخر والتسامح في القدس، الشرطة عن تهديدات عديدة تلقاها في الأسابيع الأخيرة.

بحسب البيت المفتوح، جاء في أحد التهديدات التي تلقاها: “آمل أن يكون يشاي شليسل هناك لإنهاء المهمة التي بدأها… كيف يمكنكم الاحتفال بهذا المرض العقلي”.

ووجهت تهديدات مماثلة قبل مسيرة الفخر العام الماضي، وتم اعتقال مشتبه به قبل الحدث. قُبض على حوالي 10 أشخاص طوال ذلك اليوم للاشتباه في تخطيطهم لمهاجمة المشاركين في المسيرة.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (وسط الصورة) وقائد شرطة تل أبيب أميحاي إيشد في جنازة الزعيم الروحي الحريدي الحاخام غيرشون إدلشتاين في بني براك، 30 مايو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

في وقت سابق من الأسبوع، طالب البيت المفتوح في القدس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من المشاركة في الترتيبات الأمنية المتعلقة بالحدث.

وجاء في الرسالة التي وُجهت إلى نتنياهو أن “الوزير كان جزءا من ’مسيرة البهائم’ [المعادية للمثليين]، وقدم التماسات إلى المحاكم عدة مرات لإلغاء المسيرة، وتحدث بحزم ضدها، ومثل أحد أفراد عائلة القاتل يشاي شليسل”.

وناشدت المنظمة رئيس الوزراء منع بن غفير من زيارة مركز قيادة الشرطة خلال المسيرة والإشراف شخصيا على الحدث.

وبحسب ما ورد رفض الوزير اليميني المتطرف هذه الجهود، قائلا إنه سيجري تقييمات للوضع قبل المسيرة وسيكون حاضرا في مركز قيادة الشرطة خلال الحدث.

وقال بن غفير للمقربين بحسب القناتين 12 و13: “على الرغم من أنني لست متحمسا لوجود المسيرة، إلا أنني لا أريد أن تتأذى شعرة واحدة على رؤوس المشاركين في المسيرة، وسأفعل كل ما في وسعي للحصول على أمن شامل”.