اخبار فلسطين

العملاء والوهم.. تفنيد لخطاب الجزء الرابع من “فوضى”

 

رام الله قدس الإخبارية: وثق مركز الحارس لتحليل الخطاب الإسرائيلي محاولة الجزء الرابع من مسلسل فوضى الإسرائيلي، والذي يبث عبر منصة نتفلكس، تكريس وترسيخ عدد من الأفكار التي يطرحها ضباط المخابرات الإسرائيليين خلال محاولتهم لتجنيد عملاء. 

وبحسب المركز فإن السنوات الأخيرة، شهدت توصيات من أذرع الاحتلال الاستخباراتية بعدم نشر قصص العملاء بعد هروبهم، والظروف السيئة التي يتعرضون لها، وكذلك عدم نشر تفاصيل القضايا التي يرفعونها في المحاكم الإسرائيلية احتجاجا على نقض المخابرات الإسرائيلية لوعودها معهم.

وتكشف دراسات إسرائيلية نادرة حول قضايا العملاء بعد الهروب أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تدخلت في عدم نشر مواد إعلامية حول حالة الإذلال والتشرد والفوضى التي يعيشها العملاء بعد هروبهم وانكشاف أمرهم. 

ووفقا للمركز فإن واحدة من هذه الدراسات إحدى الدعاوى المنظورة أمام المحاكم الإسرائيلية، يقول عميل إنه ارتبط بالمخابرات الإسرائيلية في عام 1970، وقد وعد بمنحه الجنسية الإسرائيلية وشقة ووظيفة في حال انكشف أمره. 

ظل العميل، وفق روايته، يقدم معلومات عن المقاومين الفلسطينيين على مدار 24 عاما، قبل أن ينكشف أمره، وقد تسبب باغتيال واعتقال عدد من المقاومين، وفي عام 1994 هرب إلى الداخل المحتل.

وفي عام 2014 قدم العميل شكوى للمحكمة الإسرائيلية يقول فيها إنه منذ هروبه وحتى لحظة تقديمه الشكوى بلا مأوى، وأنه أصيب بعدة أمراض بسبب الظروف التي عاشها طوال هذه السنوات.

ومن المعروف أن من مصلحة المخابرات الإسرائيلية أن يبقى العملاء الذين لم ينكشف أمرهم بعد، في الوهم الذي يغرقه بهم ضباط المناطق أو مشغليهم، وعرض بعض التفاصيل في هذا الإطار سيشكل هزة كبيرة في ثقة العميل بمشغليه، وسيقف عائقا أمام تجنيد آخرين.

ويزيف المسلسل حقيقة العلاقة بين العميل وضابط المخابرات، حيث يظهرها بأنها علاقة ذات طابع إنساني قبل أن تكون علاقة استخباراتية، ولذلك فإن ضابط المخابرات مستعد للمخاطرة على المستوى الشخصي والمؤسسي من أجل العميل. هذه المحاولة من المسلسل تأتي في ظل ما ينتشر من إفادات لعملاء، بالصوت والصورة، يؤكدون فيها على أن ضابط المخابرات وعدوهم بالحفاظ عليهم والتدخل قبل أي محاولة للمساس بهم، وهذا لم يتحقق. 

ويحاول المسلسل أن يطبّع بعض المهمات الخيانية، على اعتبار أن الشخص المعني قد اقتنع بضرورة هذا الدور لحماية آخرين، لكنه ليس عميلا في هذه الحالة. وهذا الأسلوب مستخدم من قبل المخابرات الإسرائيلية في التجنيد والإسقاط، حيث يحاول ضباط المخابرات إقناع الفلسطيني المستهدف بأن هذه العلاقة ليست علاقة عميل وضابط مخابرات، وإنما علاقة مصلحة مشتركة لا تندرج في إطار الخيانة وإنما في سياق المصلحة الشخصية أو العامة.

ويمعن المسلسل في التأكيد على الفكرة السابقة بأن يصور أن عودة بعض الأشخاص الذين قاموا بمهمات خيانية لمجتمعهم وحياتهم الطبيعية ومشاعرهم الوطنية أمر طبيعي، لأنهم لم يكونوا عملاء بالأساس. يوضح الحارس أن قبول فكرة التعامل أو التعاون مع المخابرات الإسرائيلية في أي سياق هي خيانة وهذه العلاقات تستمر بنفس الوتيرة من الخيانة.

ويحاول المسلسل أن يؤكد على فكرة أن العميل بعد هروبه يتحول إلى شخص مهم هو وعائلته وينخطر بمجموع المستوطنين، فمثلا في المسلسل ابنة أحد العملاء تعمل ضابطة في شرطة الاحتلال وتتزوج من مستوطن. هذا الطرح يهدف إلى طمئنة العملاء الذين لا زالوا مخدوعين بوعود المخابرات الإسرائيلية، في محاولة للتغطية على آلاف القضايا المنظورة في المحاكم الإسرائيلية لعملاء هاربين يحاولون الحصول على تصريح إقامة فقط!.